الإنتخابات السورية وخسارة الغرب

06-06-2014

الإنتخابات السورية وخسارة الغرب

الجمل - الكسندر أورلوف - ترجمها عن الروسية مظهر عاقلة:

توجه السوريون في 3 حزيران للإقتراع رغم الإستفزازات السياسية وعرقلة الغرب وعدد من الدول العربية وتهديد المعارضة المسلحة بهجمات إرهابية. اقترع السوريون للرئيس القادم من بين ثلاثة مرشحين بينهم الرئيس الأسد والتي تننهي ولايته في 17 تموز . رئيس الدولة ووفقاً للدستور الجديد يتم إنتخابه من المواطنيين بشكل مباشر  ولمدة سبع سنوات وله الحق أن يعاد إنتخابه لمرة واحدة فقط.

ناخبون سوريون وسط دمشق


ووفقاً للتقارير فإن فوز الأسد كان مؤكداً ولابديل له في الوقت الحالي لما يمثله الأسد  كرمز لمقاومة العدوان الخارجي لأكثر من ثلاث سنين ,عارض فيها التدخل الخارجي والعدوان الداخلي الذي أطلقته ممالك المال العربية بدعم من الولايات المتحدة والعديد من دول حلف شمال الأطلسي مثل فرنسا.
للأسف تم منع اللاجئين السوريين الذين يعيشون بصورة غير قانونية من الإقتراع في لبنان والعراق وتركيا .فضلاً عن المواطنيين في الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبعض دول الإتحاد  الأوروبي ومعظم دول الخليج.حيث حظرت السلطات المحلية إستخدام السوريين حقهم الدستوري ,كما لم تجرِ الإنتخابات في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة والمرتزقة الإجانب الإسلاميين وكان إجمالي الناخبين في البلاد 15800000 ناخب "سكان سوريا في 2012 -22400000 نسمة" .
بعض أطياف المعارضة الداخلية دعوا إلى مقاطعة التصويت مصرحين:"يجب أولاً وقف إطلاق النار ومن ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية "وعندها فقط يمكن إجراء إنتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة  ومع ذلك في صباح 3 حزيران مئات الألاف من السوريين تدفقوا إلى صناديق الإقتراع  على أمل أن الإنتخابات الرئاسية الحالية ستساعد على إستقرار الوضع في البلاد ووضع حد للحرب الأهلية.
في حلب وعلى الرغم من سقوط 30 صاروخ محلي الصنع ومقتل 11 شخصاً وجرح 47 آخرين معظمهم من الأطفال,توجه الناخبون للإقتراع في 800 مركز حيث صوت 200 آلف ناخب حتى منتصف النهار.
والجدير بالذكر إن الإنتخابات جرت في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية وهي أكثر من نصف المساحة الإجمالية للبلاد ومعظمها شمال وشرق البلاد ولكن على أي حال فإن غالبية السوريين الذين لم يتمكنوا من التصويت يفضلون الراديكاليين الإسلامين المتشددين المعارضين للأسد والشريحة الليبرالية الفاسدة المؤيدة للغرب والذين يعيشون في المنفى منذ فترة طويلة.
الآن الكثيرين من الغرب ومنطقة الخليج العربي لا يتطرقون لذكر إن إئتلاف حلف شمال الإطلسي ودول مجلس التعاون الخليجي هم من نظم الحرب الأهلية في سوريا.وتم فتح الباب أمام اللاجئيين السوريين بمن فيهم الجماعات الراديكالية الإسلامية، وكما أثار رئيس الوزراء أردوغان الأعمال الإرهابية بإتجاه سوريا, والأردن الذي جعل من أراضيه مركزا لتدريب الجماعات المسلحة بضغط من واشنطن.
تعمل الجهات الفاعلة في ممالك الخليج الوهابي لدعم حمل السلاح ضد سوريا الحليفة لإيران وإطالة أمد الأزمة,الإ أن دمشق بتوطيد علاقتها بإيران وحزب الله اللبناني وبعض الأحزاب العراقية والجزائرية أكدت صوابية سياستها الخارجية والتي بدورها حققت نجاحاً كبيراً. كما أصبحت مسألة أيام الأسد معدودة خلف ظهورنا حيث أظهر النظام إستقراره وجاءت الإنتخابات الرئاسية الحاليةلتأكيد انتصار الأسد ونظامه وجميع السوريون الذين رفضوا الإنصياع لإنشاء نظام الشريعة الراديكالي في سوريا.
وهنا نتساءل لماذا واشنطن خائفة جداً من الإنتخابات الرئاسية في سوريا وأعلنت مسبقاً رفضها لها  وعدم الإعتراف بها؟
وهم الذين دعموا بشكل كامل الإنتخابات الإوكرانية على الرغم من أنها حكومة إنقلابية. وفي دمشق الحكومة شرعية هي من أجرت الإنتخابات, والتي حافظت لفترة طويلة بعلاقات ليست بسيئة مع واشنطن والغرب, ولكن من الواضح أن واشنطن من أجل مصالحها مستعدة لدعم القوميين الراديكاليين من نوع الفاشية وتبشر على أنها سلطة شرعية بإعتبارها تناضل من أجل الديمقراطية ,ومن هذا المنطق فإن القوى "الديمقراطية" في الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مستعدة للإعتراف بالآيديولوجية المتطرفة الإسلامية من تنظيم القاعدة في الشرق الأوسط والجماعات النازية الإوكرانية التي إستخدمت القنابل العنقودية وأحرقوا الناس أحياء في أوديسا بإعتبارها "القوى الديمقراطية في أوكرانيا" على مايبدو هذه القوى ستسعى لأكل لحوم البشر والتجارة بالأعضاء البشرية كما سبق وأظهر التلفزيون السوري العام الماضي. حتى الغرب ارتجف من هذا الإشمئزاز ولكن سرعان مانسي تحت ضغط البيت الأبيض.ناخبون سوريون قرب السفارة السورية في بيروت
وتجدر الإشارة أن وفد من الحكومة الروسية تواجد بدمشق بدعوة من رئيس البرلمان السوري  كمراقبين لسير عملية الإنتخابات بالإضافة للعديد من البلدان الأخرى الذين حضروا إلى مراكز الإقتراع وهنا يمكننا القول أن سوريا لروسيا ليست مجرد شريك ,فموجة الإرهاب الإسلامي التي اجتاحت الشرق الأوسط سوف تمتد نحو روسيا، ودعم روسيا لسوريا هو حماية لمصالحها الوطنية. ففي حال سقوط نظام الأسد فإن المرحلة التالية من الجهاد هي إيران ثم شمال القوقاز وجنوب روسيا، لذلك موسكو ستواصل دعم الحكومة الشرعية في دمشق.
وكما كان متوقعاً لم يعترف الغرب بالإنتخابات، وفي بيان واضح للأمين العام لحلف الشمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن"أن الإنتخابات الرئاسية السورية مهزلة ولاتفي بالمعايير الدولية" أما المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأمريكية وصفها"بمضيعة للوقت".
واشنطن لم تكتفِ بعدم الإعتراف بالإنتخابات بل تعتزم على تقديم الدعم العسكري للمتمردين لتأجيج الوضع في سوريا من خلال زيادة البعثات لتدريب المسلحين فضلاً عن زيادة مبيعات الأسلحة الخفيفة للمجموعات الإرهابية عن طريق الأردن وبمشاركة سعودية وإماراتية وفرنسية.
الصراع في سوريا سيستمر والغرب سيهاجم من لايتفق مع مشيئته وسيتم تحديد هذه المواجهة في أوكرانيا فإن سقطت واشنطن في كييف سقط الغرب .
الغرب والولايات المتحدة لن يسلموا بهزيمتهم في سوريا بسهولة وخاصة في ظل إعلان روسيا مواجهة واشنطن التي تجاهد يائسة للحفاظ على مكانتها في أوروبا والشرق الأوسط وأما ما يخص مصالح الولايات المتحدة في شرق آسيا فقد فازت بها الصين سياسيا وإقتصادياً.


 المصدر:  http://ru.journal-neo.org/2014/06/05/rus-prezidentskie-vy-bory-v-sirii-zapad-proigral/



الجمل- إيلينا غراموفا- ترجمة: مظهر عاقلة: عشية الإنتخابات الرئاسية السورية توجه رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام بشكر من الحكومة السورية لمواطنيها على ما أظهروه من وطنية حقيقية خلال الحملة الإنتخابية وإصرارهم على ممارسة حقهم الإنتخابي.
أما على الضفة الأخرى فإن "كل مركز إنتخابي سوف يصبح هدفاً" هذا ما صرح به اللصوص الذين يسمون أنفسهم "بالمعارضة " وكانت هناك محاولات حقيقية لهذه التهديدات يوم الإقتراع.
في صباح 3 حزيران إستيقظ العديد من سكان دمشق على ضوضاء قذائف الهاون وانفجرت إحداها في ساحة الأمويين قرب دار الأوبرا ولم تحدث الإ أضرارا مادية .
وفي جرمانا قصف الإرهابيون بقذائف الهاون الحي, توفي على أثرها شخص وجرح 7 آخرين. وأما الأسوأ فكان في حلب حيث أطلق الإرهاببيون 30 صاروخا محلي الصنع قتل 11 شخصاً وجرح العشرات. ومع كل هذه التهديدات  زحف السوريون إلى صناديق الإقتراع, ورغم التفجيرات صدحت سماء دمشق بالأغاني الوطنية ولوح سكانها من نوافذ السيارات والحافلات بالأعلام السورية .
عمدت الحكومة السورية إلى إفتتاح العديد من مراكز الإقتراع في المكاتب والمؤسسات الحكومية والمدارس والمستشفيات لتجنب الطوابير الطويلة الإ أن حشود المقترعيين كانت كبيرة .
في سوريا يتمكن المواطن من الإقتراع في أي مركز إنتخابي على مبدأ سوريا دائرة واحدة. اما آلية العملية الإنتخابية فتسير بإعطاء الناخب ورقة عليها صور المرشحين الثلاثة ويضع الناخب إشارة على مرشحه، وفي حال وجود أكثر من إشارة تعد البطاقة لاغية ولمزيد من الشفافية توجد غرفة سرية وظرف مختوم بالإضافة إلى الحبر حيث يغمس الناخب إصبعه بالحبر كدلالة على انتخابه ولمنع تكرار الانتخاب كنوع من الحماية الإضافية للعملية الإنتخابية, ويمكننا القول أن الإنتخابات كانت شفافة ومريحة للمواطنيين.
عدد مراكز الإقتراع 9601 في جميع أنحاء البلاد تقريباً بإستثناء بعض المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيين وعلى وجه الخصوص الرقة.
حضر سير العملية الإنتخابية مراقبين من 30 دولة منها روسيا وإيران وفنزويلا وكوريا الشمالية والصين وبوليفيا وباكستان وحتى من الولايات المتحدة و كندا.
تم حجز العديد من الرحلات خاصةً من الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا والإمارات والكويت للمئات من السوريين الذين أتوا ليدلوا بأصواتهم بعد أن حظرت تلك البلدان الإنتخابات في محاولة لمنع إرادة الشعب السوري من تقرير مصيره.
في دمشق بدأت الإنتخابات بأجواء من البهجة ,وصوت فيها كلا من المرشحين حسان النوري وماهر الحجار وكما صوت الرئيس الأسد مع عقيلته في أحد المراكز في حي المالكي حيث تواجد العديد من المواطنيين الذين اقتربوا بحرية  من رئيس الدولة وتكلموا معه.
أما في حمص والتي كانت تعتبر لفترة طويلة معقل المعارضة فجرت الإنتخابات وزينت السيارات بالأعلام وصور الرئيس الأسد.سكانها يعودون تدريجياً إلى أحيائهم ويعملوون على إعادة بناء منازلهم المدمرة ,وجاءت الإنتخابات لتؤكد أن الحياة مستمرة في هذه المدينة .
في مدينة حماه كانت نسبة الإقبال قد تجاوزت التوقعات على الرغم من حدوث انفجارين ساعات الصباح في محاولة لترويع المواطنيين ولكن لحسن الحظ لم تقع أية إصابات.
ونظراً للإقبال على صناديق الإقتراع تم تمديد الإنتخابات لمدة خمس ساعات حتى منتصف الليل وتم إضافة مايقارب 1500 صندوق إقتراع.
في مساء 4 حزيران تم الإعلان عن نتائج الإنتخابات بسنبة إقبال 73,4% وأعلن رئيس مجلس الشعب جهاد اللحام فوز بشار الأسد برئاسة البلاد بنسبة88,07%




 المصدر :http://topwar.ru/50618-nesmotrya-na-ugrozy.html

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...