الحملة الدولية لتطويق سوريا والرهان على القوى الإسلاموية
الجمل: شهدت الجمعة الماضية حدوث بعض الاحتجاجات السياسية السورية، ضمن نفس وتائرها الأسبوعية المتقطعة، وعلى خلفية التطورات الداخلية والخارجية الجارية، نلاحظ وجود قدر كبير من اللايقين في أوساط الرأي العام والمراقبين، الأمر الذي يمكن رصده بكل سهولة في التقارير والتحليلات السياسية المتعلقة بالشأن السوري، والمنشورة بواسطة العديد من الفعاليات الإعلامية والبحثية الإقليمية والدولية: فكيف يبدو المشهد السياسي السوري، وما هي مفاعيل الحراك الداخلية والخارجية التي ما زالت موجودة، وما هي الأطراف الخارجية التي ما زالت تسعى لممارسة حضورها الفاعل في الساحة السياسية السورية؟
* البعد الخارجي في المشهد السوري: ماذا تقول المعلومات الجارية
بسبب محدودية المشاركة في حركة الاحتجاجات السياسية السورية على المستوى الداخلي، فقد برزت ظاهرة الحضور الكبير للعامل الخارجي، وحالياً تشير المعلومات والتقارير إلى وجود جملة من الفعاليات الخارجية الإقليمية والدولية الساعية من أجل التأثير على مجريات التطورات السياسية الداخلية السورية وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
• الفعاليات المعلنة: وتضمنت الآتي:
ـ قيام جماعات المعارضة الخارجية السورية بعقد لقاء في مدينة أنطاليا التركية، وذلك من أجل جمع صفوفهم وتوحيد مواقفهم ضمن خطة مشتركة .
ـ قيام السلطات التركية بإفساح المجال أمام جماعات المعارضة السورية، مستخدمة شتى المبررات والذرائع التي تعزز موقفها إزاء تطورات الأوضاع في سوريا.
ـ قيام أطراف مثلث واشنطن ـ باريس ـ لندن، بإطلاق المزيد من التصريحات التي تسعى لتعزيز فرضية إلقاء اللوم وتحميل دمشق المسؤولية عن التداعيات والوقائع الدامية.
• الفعاليات غير المعلنة: وتضمنت الآتي:
ـ تزايد الضغوط الأمريكية والأوروبية الغربية على موسكو لجهة حثها على عدم الاعتراض على تمرير القرار الدولي الذي تسعى (باريس ـ لندن ـ برلين ـ لشبونة) من أجل تمريره بما يتيح استخدام فعاليات المجتمع الدولي في استهداف سوريا.
ـ تزايد الضغوط لجهة استخدام الفضائيات العربية الرئيسية (قناة الجزيرة ـ قناة العربية) إضافة إلى قناة الحرة الأمريكية، وقناة بي بي سي البريطانية، وبقية القنوات الأوروبية الأخرى، لجهة القيام ببث الدعاية السياسية السوداء ضد دمشق.
هذا، وأشارت التسريبات والمعلومات الجارية الصادرة خلال اليومين الماضيين، إلى قيام المملكة العربية السعودية، وتحديداً جهاز المخابرات السعودية بالمزيد من العمليات السرية، التي ما زالت ناشطة لجهة تعزيز عمليات التعبئة السياسية السلبية الفاعلة ضد دمشق، وفي هذا الخصوص أشارت التسريبات إلى المعلومات الآتية:
• استهداف سوريا من الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي يتم عبر عملية سرية، يوجد مركزها السري في مدينة الرمثا الأردنية المجاورة لخط الحدود السورية ـ الأردنية، وتقول التسريبات بوجود مسؤول مخابراتي سعودي ينشط ـ وبعلم الأجهزة الأردنية والإسرائيلية ـ في إدارة فعاليات العمليات السرية التي تستهدف جنوب سوريا.
• استهداف سوريا من الاتجاه الاستراتيجي الشرقي، ويتم عبر عملية سرية، تركز على شبكة الروابط القبلية ـ العشائرية العابرة للحدود السورية ـ العراقية وصولاً إلى شمال السعودية، وتقول التسريبات بأن المخابرات السعودية تركز على استخدام عناصر إحدى القبائل المعينة الموجودة في هذه المنطقة عبر مركز زعامة هذه القبيلة الرئيسي الموجود في السعودية، وفي هذا الخصوص ترتبط الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها منطقة دير الزور بفعاليات هذه العملية السرية.
• استهداف سوريا من الاتجاه الاستراتيجي الشمالي، ويتم أيضاً عبر عملية سرية تتورط فيها العديد من الأطراف الدولية، وعلى وجه الخصوص محور واشنطن ـ تل أبيب، وفي هذا الخصوص فقد تضمنت آخر فعاليات هذه العملية السرية ليس تشجيع الاحتجاجات الأخيرة التي جرت في المنطقة الشمالية وحسب، وإنما إلى إعطاء التعليمات والتوجيهات الصريحة المباشرة للزعيم مسعود البرزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، لجهة عدم عقد أي لقاء أو إجراء أي تفاهم مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارته الأخيرة للعراق.
• استهداف سوريا من الاتجاه الاستراتيجي الغربي، ويتم عبر عملية سرية، تتورط فيها المخابرات السعودية، وعناصر تيار المستقبل إضافة إلى خصوم دمشق التقليديين مثل حركة القوات اللبنانية وحراس الأرز ، وتقول التسريبات بأن هذه العملية السرية قد قطعت شوطاً كبيراً بما انعكس بشكل واضح في التصعيدات المتزايدة الأخيرة التي شهدتها منطقة حمص وحماة.
تشير المعطيات الجارية إلى احتمالات كبيرة بأن تستمر فعاليات العامل الخارجي الناشطة لجهة حشد المزيد من عمليات التعبئة السلبية الفاعلة داخل المسرح السياسي السوري، وما هو مثير للاهتمام، تمثل في الارتباط العكسي بين الفعاليات الداخلية والفعاليات الخارجية، وبكلمات أخرى، كلما خفت حدة فعاليات التوترات الداخلية كلما زادت حدة فعاليات الجهود الخارجية الساعية لتزويد التوترات الداخلية بالمزيد من وقود الحركة والاشتعال.
* تأثير العامل التركي: أنقرا ومعطيات الدور الجديد في سوريا والمنطقة
تقول المعلومات والتسريبات بأن مؤتمر أنطاليا الذي ضم أطراف المعارضة السورية الخارجية قد تم بإشراف ورعاية رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وأضافت التسريبات بأن رجب أردوغان قد سعى لجهة دفع أطراف المعارضة السورية باتجاه التوافق وتوحيد وجهات النظر، وفي هذا الخصوص تقول التسريبات بأن رجب أردوغان قد مارس ضغوطاً مكثفة على جماعة الإخوان المسلمين السورية لجهة القبول بمبدأ فصل الدين عن الدولة، وهو المبدأ الذي يمثل أحد أهم مكونات مذهبية جماعة الإخوان المسلمين القائمة على مبدأ أسلمة الدولة وكافة مناشط الحياة وصولاً إلى مفهوم الدولة الإسلامية، وتقول التسريبات بأن جماعة الإخوان المسلمين السورية قد ترددت كثيراً في الإذعان والقبول بوجهة نظر أردوغان، ولم توافق إلا بعد أن أجرت العديد من المشاورات مع رموز جماعة الإخوان المسلمين المصرية وجماعة الإخوان المسلمين الأردنية، وجماعة الإخوان المسلمين "الفلسطينية" وبعد أن تلقت الضوء الأخضر، قامت بالموافقة والتوقيع. هذا وأشارت التسريبات إلى أن جماعة الإخوان المسلمين قد وافقت على وجهة نظر فصل الدين عن الدولة على أساس اعتبارات أنها موافقة "تكتيكية مؤقتة" يمكن للجماعة الانقلاب عليها لاحقاً طالما أنها تمثل الفصيل الأكبر الذي ـ وكما أكدت بعض التسريبات ـ يملك القدرة على حشد أكثر من 100 ألف عنصر والدفع بهم في المظاهرات والاحتجاجات!؟
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
لاخونجيين بدون يفصلوا الدين هي اكبر نكتة
ليش هدول عندون دين؟
تسمية حديثة
الدين لله والوطن للجميع
الاخوان لا مكان لهم بيننا
إضافة تعليق جديد