النص الكامل لمقابلة وكالة الصحافة الفرنسية مع الرئيس الأسد
أكد الرئيس بشار الأسد أن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بشكل رئيسي متواطئون مع الإرهابيين وقاموا بفبركة القصة المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون كي تكون لديهم ذريعة لشن هجومهم ضد سورية الذي لم يكن بسبب ما حدث في خان شيخون.
وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية..” إذا أردت الحديث عن الرد فنحن نتحدث عن صواريخ تطلق على بعد مئات الأميال وهو ما لا تستطيع الوصول إليه لكن في الواقع فإن الحرب الحقيقية في سورية لا تتعلق بتلك الصواريخ بل بدعم الإرهابيين وهذا هو الجزء الأخطر في هذه الحرب وسيكون ردنا كما كان منذ اليوم الأول سحق الإرهابيين في كل مكان من سورية وعندما نتخلص من الإرهابيين فإننا لن نكون قلقين حيال أي شيء آخر”.
وأوضح الرئيس الأسد أن الولايات المتحدة كانت ضالعة على مدى السنوات الست الماضية بدعم الإرهابيين في سورية بما في ذلك “داعش” و”النصرة” وجميع الفصائل التي تشاطرها نفس العقلية وهذا واضح ومثبت وقال.. “نحن ندعم كل من يريد تحرير أي مدينة من الإرهابيين لكن ذلك لا يعني تحريرها من الإرهابيين واحتلالها من قبل القوات الأمريكية على سبيل المثال أو من قبل وكيل آخر أو إرهابي آخر”.
وبين الرئيس الأسد أن العملية السياسية في جنيف حتى اللحظة ليست فعالة والسبب هو أن الولايات المتحدة ليست جادة في التوصل الى اي حل سياسي وقال.. “يريدون استخدام العملية كمظلة للإرهابيين أو إنهم يريدون أن يحققوا من خلال هذا المنبر ما فشلوا في تحقيقه على الأرض في ميدان المعركة”.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
السؤال الأول:
سيادة الرئيس.. أود أولاً أن أشكركم على استقبالنا لإجراء هذه المقابلة.. سيادة الرئيس.. هل أصدرتم أمراً بضرب خان شيخون بالأسلحة الكيميائية الثلاثاء الماضي؟
الرئيس الأسد:
في الواقع.. لم يقم أحد حتى هذه اللحظة بالتحقيق بما حدث في ذلك اليوم في خان شيخون كما تعرف فإن خان شيخون تحت سيطرة “جبهة النصرة” وهي فرع من القاعدة.. وبالتالي فإن المعلومات الوحيدة التي بحوزة العالم حتى هذه اللحظة هي ما نشره فرع القاعدة.. ليس لدى أحد أي معلومات أخرى..لا نعرف ما إذا كانت كل الصور أو الفيديوهات التي رأيناها صحيحة أو مفبركة.. ولهذا طلبنا إجراء تحقيق فيما حدث في خان شيخون.. هذا أولا ..ثانيا فإن مصادر القاعدة قالت.. إن الهجوم حدث بين الساعة السادسة والسادسة والنصف صباحا بينما وقع الهجوم السوري على نفس المنطقة حوالي الساعة 30ر11 إلى 12 ظهرا .. وبالتالي فإنهم يتحدثون عن روايتين أو حدثين لم يصدر أي أمر بشن أي هجوم.. كما أننا لا نمتلك أي أسلحة كيميائية.. حيث تخلينا عن ترسانتنا قبل بضع سنوات.. وحتى لو كان لدينا مثل تلك الأسلحة فإننا ما كنا لنستخدمها ونحن لم نستخدم ترسانتنا الكيميائية أبداً في تاريخنا.
السؤال الثاني:
إذا.. ما الذي حدث في ذلك اليوم؟
الرئيس الأسد.. كما قلت.. فإن المصدر الوحيد لهذه المعلومات هو القاعدة.. وهو ما لا يمكن أن نأخذه على محمل الجد .. لكن انطباعنا هو أن الغرب والولايات المتحدة بشكل رئيسي متواطئون مع الإرهابيين وقاموا بفبركة كل هذه القصة كي تكون لديهم ذريعة لشن هجومهم.. لم تكن الضربة بسبب ما حدث في خان شيخون.. نحن أمام حدث واحد.. المرحلة الأولى فيه كانت المسرحية التي رأيناها على شبكات التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة والحملة الدعائية.. والمرحلة الثانية تمثلت في العدوان العسكري.. هذا ما حدث بحسب اعتقادنا لأنه مرت بضعة أيام فقط.. بل يومان 48 ساعة بين المسرحية والهجمات الأمريكية دون إجراء أي تحقيقات ودون وجود أي أدلة ملموسة على أي شيء.. كل ما هنالك كان مزاعم وحملات دعائية.. ومن ثم حدثت الضربة.
السؤال الثالث..
إذاً.. من وجهة نظركم من المسؤول عن هذا الهجوم الكيميائي المزعوم…
الرئيس الأسد:
المزاعم بحد ذاتها صدرت عن القاعدة.. عن “جبهة النصرة”.. وبالتالي لسنا بحاجة للتحقيق بمن يقف وراءها.. هم أعلنوا ذلك.. حيث إن المنطقة تحت سيطرتهم وليس هناك سواهم.. أما فيما يتعلق بالهجوم فكما قلت ليس من الواضح ما إذا كان قد حدث أم لا.. إذ كيف يمكن أن تتحقق من مقطع فيديو… هناك الكثير من مقاطع الفيديو المزورة الآن وهناك أدلة على أن تلك الفيديوهات كانت مزيفة كفيديوهات الخوذ البيضاء على سبيل المثال..فهؤلاء أعضاء في القاعدة.. في “جبهة النصرة”.. حلقوا لحاهم واعتمروا قبعات بيضاء وظهروا بوصفهم أبطالا إنسانيين.. وهذا غير صحيح..فنفس هؤلاء الأشخاص كانوا يقتلون الجنود السوريين.. والأدلة على ذلك موجودة على الانترنت في كل الأحوال.. الأمر نفسه ينطبق على ذلك الهجوم الكيميائي.. فنحن لا نعرف ما إذا كان أولئك الأطفال القتلى قد قتلوا في خان شيخون.. بل إننا لا نعرف ما إذا كانوا أمواتاً في الأساس.. وإذا كان هناك هجوم فمن الذي قام به… ما المواد المستخدمة فيه… ليس هناك أي معلومات على الإطلاق.. لا شيء أبداً.. ولم يحقق أحد في ذلك.
السؤال الرابع:
إذاً.. تعتقد أنها فبركة؟
الرئيس الأسد:
بالتأكيد.. بالنسبة لنا الأمر مفبرك مئة بالمئة.. نحن لا نمتلك ترسانة كيميائية وحتى لو امتلكناها فإننا لن نستخدمها.. هناك العديد من المؤشرات وإن لم يكن هناك دليل لأن لا أحد يمتلك معلومات أو أدلة ملموسة.. على سبيل المثال قبل أقل من أسبوعين أو قبل نحو عشرة أيام من الهجوم كان الإرهابيون يتقدمون على جبهات عدة بما في ذلك في ضواحي دمشق وريف حماة غير البعيد عن خان شيخون.. لنفترض أننا نمتلك مثل هذه الترسانة.. ولنفترض أن لدينا الإرادة لاستخدامها لماذا لم نستخدمها عندما كنا نتراجع وكان الإرهابيون يتقدمون… في الواقع.. إن توقيت ذلك الهجوم المزعوم تزامن مع الفترة التي كان فيها الجيش السوري يتقدم بسرعة كبيرة.. وكان الإرهابيون في حالة انهيار.. وبالتالي فلماذا تستخدم تلك الأسلحة… “هذا في حال كنت تمتلكها ولديك الإرادة لاستخدامها” بالمنطق.. لماذا تستخدمها في ذلك التوقيت وليس عندما كنت في وضع صعب… ثانياً.. إذا كنت تمتلكها وأردت استخدامها.. ومرة أخرى إذا افترضنا ذلك فلماذا تستخدمها ضد المدنيين وليس ضد الإرهابيين الذين تحاربهم… ثالثاً.. جيشنا ليس موجودا في تلك المنطقة ولا نخوض معارك فيها.. وليس لدينا أي هدف في خان شيخون التي لا تعد منطقة استراتيجية.. أنا أتحدث من وجهة نظر عسكرية.. لماذا نهاجمها… ما هو السبب… بالطبع.. الأساس بالنسبة لنا هو أساس أخلاقي.. أي أننا ما كنا لنفعل ذلك حتى لو امتلكنا تلك الأسلحة.. ليست لدينا الإرادة لاستخدامها لأن هذا غير مقبول أخلاقياً.. لن نحظى بالدعم الشعبي لو فعلنا ذلك.. بالتالي.. فإن كل المؤشرات تتناقض مع الرواية برمتها.. لذلك يمكنك القول.. إن هذه المسرحية التي عرضوها ليست متماسكة.. القصة غير مقنعة بأي شكل من الأشكال.
السؤال الخامس:
مع الضربة الجوية الأمريكية.. يبدو أن ترامب غير موقفه حيالكم وحيال سورية بشكل جذري.. هل تشعرون بأنكم فقدتم من وصفتموه سابقاً بشريك محتمل؟
الرئيس الأسد:
أنا قلت إذا.. وبالتالي فإن عبارتي كانت شرطية.. إذا كانوا جادين في محاربة الإرهابيين فإننا سنصبح شركاء.. وقلت.. إن الأمر لا ينطبق على الولايات المتحدة وحسب فنحن شركاء كل من يريد محاربة الإرهابيين.. هذا مبدأ أساسي بالنسبة لنا.. في الواقع ما أثبت مؤخراً.. وكما قلت قبل قليل.. إنهم متواطئون مع أولئك الإرهابيين.. أعني الولايات المتحدة والغرب.. إنهم ليسوا جادين في محاربة الإرهابيين.. وبالأمس كان بعض مسؤوليهم يدافعون عن “داعش”.. قالوا.. إن “داعش” لا يمتلك أسلحة كيميائية.. وهم بذلك يدافعون عن “داعش” ضد الحكومة السورية والجيش السوري.. في الواقع لا تستطيع التحدث عن شراكة بيننا.. نحن الذين نعمل ضد الإرهابيين ونحارب الإرهاب.. وبين أولئك الذين يدعمون الإرهابيين صراحة.
السؤال السادس:
إذاً.. هل نستطيع القول.. إن الضربة الأمريكية غيرت رأيكم في ترامب…
الرئيس الأسد:
في كل الأحوال.. أنا كنت حذرا جدا في التعبير عن أي رأي حياله سواء قبل أن يصبح رئيسا أو بعد ذلك.. كنت أقول دائما.. “نرى ما الذي سيفعله.. لن نعلق على التصريحات”.. في الواقع هذا الهجوم هو الدليل الأول على أن الأمر لا يتعلق برئيس الولايات المتحدة.. بل بالنظام
وبالدولة العميقة أو بالنظام العميق في الولايات المتحدة الذي ما زال نفسه ولا يتغير.. الرئيس هو أحد المؤدين على المسرح الأمريكي.. وإذا أراد أن يكون قائداً فهو لا يستطيع أن يكون كذلك لأن البعض يقول.. إن ترامب أراد أن يكون قائداً.. كل رئيس هناك إذا أراد أن يكون قائداً
حقيقيا فسيترتب عليه لاحقا أن يأكل كلماته ويبتلع كبرياءه.. هذا إذا كان لديه أي كبرياء على الإطلاق وأن يتحول بزاوية 180 درجة.. وإلا فإنه سيدفع الثمن سياسياً.
السؤال السابع:
لكن هل تعتقدون أنه سيكون هناك هجوم آخر؟
الرئيس الأسد:
طالما ظلت الولايات المتحدة محكومة من قبل هذا التجمع الذي يضم مجمع الصناعات العسكرية والمؤسسات المالية والمصرفية وما يمكن تسميته النظام العميق ويعمل لتحقيق المصالح الخاصة لتلك المجموعات فبالطبع يمكن أن يحدث ذلك في أي وقت وفي أي مكان.. وليس في سورية وحسب.
السؤال الثامن:
وهل سيرد جيشكم أو الروس إذا حدث هذا مرة أخرى؟
الرئيس الأسد:
في الواقع.. إذا أردت الحديث عن الرد فنحن نتحدث عن صواريخ تطلق على بعد مئات الأميال.. وهو ما لا نستطيع الوصول إليه.. لكن في الواقع فإن الحرب الحقيقية في سورية لا تتعلق بتلك الصواريخ بل بدعم الإرهابيين.. هذا هو الجزء الأخطر في هذه الحرب.. وسيكون ردنا كما كان منذ اليوم الأول.. أي سحق الإرهابيين في كل مكان من سورية.. عندما نتخلص من الإرهابيين فإننا لن نكون قلقين حيال أي شيء آخر حينها.. إذا هذا هو ردنا.. وهو رد وليس رد فعل.
السؤال التاسع:
إذاً.. ما تقولونه يعني أن الرد من قبل الجيش السوري أو من قبل الروس سيكون صعبا جدا لأن السفن بعيدة جدا؟
الرئيس الأسد:
بالنسبة لنا كبلد صغير هذا صحيح طبعاً.. والجميع يعرف ذلك.. لا يمكننا الوصول إليها.. أعني أنهم يمكن أن يطلقوا صواريخ من قارة أخرى.. وكلنا نعرف ذلك.. إنهم قوة عظمى ونحن لسنا كذلك.. أما الحديث عن الروس فتلك قضية أخرى.
السؤال العاشر:
هل ستقبلون بنتائج تحقيق تجريه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية؟
الرئيس الأسد:
منذ المرة الأولى.. في عام 2013 عندما شن الإرهابيون أولى هجماتهم على الجيش السوري مستخدمين صواريخ تحمل مواد كيميائية.. حينذاك طالبنا بإجراء تحقيق.. كنا نحن من طلب إجراء تحقيقات في كل مرة تحدث فيها هجمات كيميائية أو تصدر فيها مزاعم عن حدوث هجمات كيميائية.. وهذه المرة بحثنا مع الروس بالأمس.. وخلال الأيام القليلة الماضية.. بعد الضربة إننا سنعمل معهم لإجراء تحقيق دولي.. لكن ينبغي لهذا التحقيق أن يكون نزيهاً.. يمكننا أن نسمح بأي تحقيق فقط عندما يكون غير منحاز وعندما نتأكد أن دولاً محايدة ستشارك في هذا التحقيق كي نضمن أنها لن تستخدمه لأغراض سياسية.
السؤال الحادي عشر:
وإذا اتهموا الحكومة.. فهل ستتنحون؟
الرئيس الأسد:
إذا اتهموا.. أو إذا أثبتوا… ثمة فرق كبير.. إنهم أصلاً يتهمون الحكومة.. وإذا كنت تقصد الغرب كمصدر لهذا الاتهام فإننا لا نكترث للغرب.. وإذا كنت تقصد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فإذا تمكنوا من إثبات حدوث هجوم فينبغي أن نحقق في ذلك لنعرف من أعطى الأمر بشن ذلك الهجوم.. لكن بالنسبة للجيش السوري فإن المؤكد مئة بالمئة هو أننا لا نمتلك مثل تلك الأسلحة ولا نستطيع “حتى لو كنا نريد فإننا لا نستطيع” وليست لدينا الوسائل اللازمة لشن مثل ذلك الهجوم وليست لدينا الإرادة لشنه.
السؤال الثاني عشر:
تقصد أنكم لا تمتلكون أسلحة كيميائية؟
الرئيس الأسد:
لا لا.. بالمطلق.. فقبل بضع سنوات في العام 2013 تخلينا عن كل ترسانتنا.. وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن سورية خالية من أي مواد كيميائية.
السؤال الثالث عشر:
أسأل لأن البنتاغون قال.. إن هناك أسلحة كيميائية في القاعدة الجوية..هل تنكرون ذلك؟
الرئيس الأسد:
هم هاجموا القاعدة الجوية ودمروا المستودعات التي تحوي مواد مختلفة.. ولم يكن هناك وجود لغاز السارين كيف ذلك… إذا كانوا يقولون.. إننا أطلقنا الهجوم بغاز السارين من تلك القاعدة الجوية فماذا حدث لغاز السارين عندما هاجموا المستودعات… هل سمعنا عن وجود غاز السارين… رئيس أركان جيشنا وصل إلى هناك بعد بضع ساعات.. كيف تمكن من الذهاب إلى القاعدة لو كان هناك غاز سارين… كيف يمكن أن يرتقي ستة شهداء فقط من أصل مئات الجنود والضباط العاملين هناك إذا كانت القاعدة تحتوي على غاز السارين… كيف لم يمت البقية… في نفس الفيديوهات المفبركة التي رأيناها عن خان شيخون عندما حاول المسعفون إسعاف الضحايا أو من يفترض بأنهم قتلى أو أشخاص تأثروا بالهجوم.. لكنهم في الواقع لم يرتدوا أي أقنعة أو قفازات واقية كيف ذلك… أين السارين… كان ينبغي أن يتأثروا فورا.. وبالتالي.. فإن هذه كلها مزاعم.. أعني أن هذا الهجوم وهذه المزاعم تشكل دليلاً آخر على أنها مفبركة وأنه لم يكن هناك وجود للسارين في أي مكان.
السؤال الرابع عشر:
إذا كنتم تقولون.. إنكم لم تعطوا الأمر.. هل هناك احتمال بأن يكون من شن الهجوم الكيميائي عنصرا غير رسمي أو غير منضبط في الجيش؟
الرئيس الأسد:
حتى لو كان هناك عنصر غير منضبط.. فإن الجيش لا يمتلك مواد كيميائية.
هذا أولا.. ثانيا.. العنصر غير المنضبط في الجيش لا يستطيع إرسال طائرة بقرار منه حتى لو أراد ذلك.. هذه طائرة وليست سيارة صغيرة يأخذها من مكان إلى آخر أو رشاشا صغيرا يستخدمه.. يمكن أن تتحدث عن ذلك عندما يكون هناك شخص يستخدم مسدسه بالشكل الذي يريده وينتهك القانون.. هذا يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم لكن لا يمكن أن يحدث عندما يتعلق الأمر بطائرة.. هذا ثانيا.. ثالثا.. الجيش السوري جيش نظامي وليس ميليشيا.. إنه جيش نظامي وله تراتبية وآلية واضحة جداً لإصدار الأوامر.. وبالتالي فإن حالة وجود عنصر غير منضبط حاول فعل شيء ضد إرادة قيادة الجيش لم تحدث على الإطلاق على مدى السنوات الست الماضية من الحرب في سورية.
السؤال الخامس عشر:
هل حذركم الروس قبل الضربة الأمريكية… وهل كانوا موجودين في القاعدة الجوية؟
الرئيس الأسد:
لا.. لم يحذرونا لأنه لم يتح لهم الوقت لتحذيرنا.. لأن الأمريكيين أخبروهم ربما قبل الهجوم ببضع دقائق أو كما يقول البعض بعد الهجوم.. لأن الصواريخ تستغرق بعض الوقت للوصول إلى القاعدة.. لكن في الواقع.. كانت لدينا مؤشرات على أن شيئا سيحدث فاتخذنا العديد من الإجراءات في ذلك الصدد.
السؤال السادس عشر:
هل تؤكدون أن عشرين بالمئة من قوتكم الجوية قد دمرت في هذا الهجوم.. كما يقول الأمريكيون؟
الرئيس الأسد:
لا أعرف المعايير أو الإطار المرجعي لنسبة العشرين بالمئة.. ما هي المئة بالمئة بالنسبة لهم… هل يشير هذا إلى عدد الطائرات… هل يشير إلى النوعية… هل يشير إلى الطائرات العاملة أو المخزنة… لا أعرف ما يقصدونه بهذا.. لا.. في الواقع وكما أعلنا نحن والروس فقد دمرت بضع طائرات معظمها طائرات قديمة وبعضها لم تكن طائرات عاملة في كل الأحوال هذا هو الواقع.. والدليل هو أننا ومنذ الضربة لم نتوقف عن مهاجمة الإرهابيين في سائر أنحاء سورية.. وبالتالي فإننا لم نشعر بأننا تأثرنا بها فعليا.. إن قوتنا النارية وقدرتنا على مهاجمة
الإرهابيين لم تتأثر بهذه الضربة.
السؤال السابع عشر:
حكومتكم قالت في البداية إنكم ضربتم مستودعاً للأسلحة الكيميائية.. هل هذا صحيح؟
الرئيس الأسد:
هذا أحد الاحتمالات.. لأنك عندما تهاجم هدفاً للإرهابيين فإنك لا تعرف ما يحتويه.. تعرف أن هذا هدف.. يمكن أن يكون مستودعا او معسكرا ويمكن أن يكون مقرا .. لا نعرف لكنك تعرف أن الإرهابيين يستخدمون هذا المكان فتهاجمه كأي مكان آخر.. وهذا ما نفعله منذ بداية الحرب وبشكل يومي وأحياناً كل ساعة.. لكن لا تستطيع معرفة ما بداخله.. وبالتالي كان ذلك أحد الاحتمالات وهو أن الضربات الجوية استهدفت مستودعاً للمواد الكيميائية لكن هذا يتناقض مرة أخرى مع توقيت الإعلان.. ليس فقط لأن الإرهابيين وحدهم هم الذين أعلنوا ذلك في الصباح بل لأن وسائل إعلامهم وصفحاتهم على تويتر وعلى الانترنت أعلنت الهجوم قبل بضع ساعات من توقيت الهجوم المزعوم وهو الرابعة صباحا.. في الرابعة صباحاً أعلنوا أنه سيكون هناك هجوم كيميائي وينبغي أن نكون مستعدين.. كيف علموا بذلك…
السؤال الثامن عشر:
ألا تعتقدون أن خان شيخون تشكل انتكاسة كبيرة بالنسبة لكم… للمرة الأولى منذ ستة أعوام تهاجم الولايات المتحدة جيشكم.. وبالأمس وبعد شهر عسل قصير قال تيلرسون.. إن حكم عائلة الأسد شارف على النهاية.. ألا تعتقدون أن خان شيخون تشكل انتكاسة كبيرة بالنسبة لكم؟
الرئيس الأسد:
ليس هناك حكم لعائلة الأسد في أي حال من الأحوال في سورية.. إنه يحلم أو لنقل إنه يهلوس.. إننا لا نضيع وقتنا على تصريحه.. في الواقع فإن الولايات المتحدة كانت ضالعة على مدى السنوات الست الماضية في دعم الإرهابيين في كل مكان من سورية.. بما في ذلك “داعش” و”النصرة” وجميع الفصائل التي تشاطرها نفس العقلية في سورية.. هذا واضح ومثبت في سورية لكن إذا أردت أن تتحدث عن الهجمات المباشرة فقبل بضعة أشهر فقط حدث هجوم أكثر خطورة من الهجوم الأخير.. قبل مغادرة أوباما لمنصبه مباشرة.. أعتقد أن ذلك حدث قبل مغادرته ببضعة أسابيع حدث ذلك في دير الزور في الجزء الشرقي من سورية عندما هاجموا جبلاً له أهمية استراتيجية كبيرة.. هاجموا قاعدة نظامية للجيش السوري.. ما ساعد “داعش” على الاستيلاء على ذلك الجبل.. ولو لم يكن الجيش السوري قوياً وصامداً بما يكفي لصد هجوم “داعش” لكانت مدينة دير الزور قد أصبحت الآن في أيدي “داعش” وهو ما يعني ربط دير الزور بالموصل في العراق وهو ما كان سيشكل مكسبا استراتيجيا جدا لـ “داعش”.. وبالتالي فإن الحكومة الأمريكية كانت ضالعة في ذلك بشكل مباشر.. لكن لماذا لجؤوا إلى الهجوم المباشر هذه المرة… فعلوا ذلك كما قلت.. لأن الإرهابيين في تلك المنطقة كانوا في حالة انهيار.. وبالتالي لم يكن لدى الولايات المتحدة أي خيار آخر سوى دعم وكلائها.. أي الإرهابيين من خلال مهاجمة الجيش السوري مباشرة لأنهم كانوا قد أرسلوا لهم جميع أنواع الأسلحة ولم ينجح ذلك.
السؤال التاسع عشر:
إذاً.. لا يعتبر هذا انتكاسة كبيرة بالنسبة لكم؟
الرئيس الأسد:
لا.. إنه جزء من نفس السياق المستمر منذ ستة أعوام والذي اتخذ أشكالا مختلفة.. في حين ان جوهر السياسة الأمريكية والسياسة الغربية حيال ما يحدث في سورية لم يتغير على الإطلاق.. دعك من التصريحات فهناك أحيانا تصريحات عالية النبرة وأحيانا تصريحات منخفضة النبرة.. لكن السياسة هي نفسها.
السؤال العشرون:
لقد دفعتم تدريجيا بأعداد متزايدة من المسلحين إلى إدلب.. هل تخططون لمهاجمتهم في المرة القادمة؟
الرئيس الأسد:
سنهاجم الإرهابيين في أي مكان من سورية في إدلب أو في أي مكان آخر.. أما التوقيت والأولوية فتلك قضية عسكرية ينبغي أن تناقش على المستوى العسكري.
السؤال الحادي والعشرون:
قلتم سابقا إن الرقة أولوية بالنسبة لحكومتكم.. لكن القوات التي تتقدم إلى المدينة تتكون معظمها من الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة.. ألا تخشون من أن يتم إقصاؤكم عن تحرير الرقة؟
الرئيس الأسد:
لا.. فنحن ندعم كل من يريد تحرير أي مدينة من الإرهابيين.. لكن ذلك لا يعني تحريرها من الإرهابيين واحتلالها من قبل القوات الأمريكية.. على سبيل المثال أو من قبل وكيل آخر أو إرهابي آخر.. وبالتالي ليس من الواضح من سيحرر الرقة.. هل ستكون فعلا قوات سورية تسلمها للجيش السوري… هل سيكون ذلك بالتعاون مع الجيش السوري… هذا ليس واضحا بعد.. لكن ما نسمعه هو مجرد ادعاءات حول تحرير الرقة ونحن نسمع هذا منذ نحو السنة أو أقل من سنة لكن لم يحدث شيء على الأرض.. وبالتالي فإنه لا يعدو كونه سؤالا افتراضيا لأن لا شيء ملموسا على الأرض.
السؤال الثاني والعشرون:
الولايات المتحدة وروسيا هما راعيتا عملية جنيف.. بالنظر إلى التوترات القائمة بين البلدين هل تعتقدون أن هذه العملية ستستمر؟
الرئيس الأسد:
ثمة فرق كبير بين أن تكون العملية نشطة وهو ما يمكن أن يحدث في أي وقت.. بمعنى إعادة تنشيط العملية وبين أن تكون فعالة.. حتى هذه اللحظة فإن العملية ليست فعالة.. والسبب هو أن الولايات المتحدة ليست جادة في التوصل إلى أي حل سياسي.. يريدون استخدام العملية كمظلة للإرهابيين أو أنهم يريدون أن يحققوا من خلال هذا المنبر ما فشلوا في تحقيقه على الأرض في ميدان المعركة.. لهذا السبب لم تكن العملية فعالة على الإطلاق.. الآن نجد نفس الوضع ولا نرى أن هذه الإدارة جادة في هذا الصدد لأنهم ما زالوا يدعمون نفس الإرهابيين.. وبالتالي يمكننا القول.. نعم يمكن إعادة تنشيط العملية لكن لا يسعنا القول إننا نتوقع أن تكون فعالة أو مثمرة.
السؤال الثالث والعشرون:
بعد ست سنوات.. سيادة الرئيس.. ألا تشعرون بالتعب؟
الرئيس الأسد:
في الواقع.. فإن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يشكل ضغطاً عليك ليس الوضع السياسي ولا الوضع العسكري بل هو في الواقع الوضع الإنساني في سورية.. إراقة الدماء بشكل يومي.. والمعاناة والمصاعب التي حلت على كل بيت في سورية.. هذا هو الأمر الوحيد المؤلم الذي يمكن أن يشعرك بالتعب” إذا جاز وصف ذلك بـ “التعب” ” .. لكن إذا تحدثت عن الحرب وعن السياسة وعن العلاقة مع الغرب فإنني لا أشعر بالتعب على الإطلاق لأننا ندافع عن بلدنا ولن نتعب على الإطلاق في الدفاع عنه.
السؤال الرابع والعشرون:
ما الذي يحرمكم من النوم؟
الرئيس الأسد:
مرة أخرى.. معاناة الشعب السوري التي ألمسها عبر التواصل الإنساني بيني وبين كل عائلة سورية بشكل مباشر أو غير مباشر.. هي الأمر الوحيد الذي يمكن أن يحرمني من النوم بين وقت وآخر.. لكن ليس التصريحات الغربية ولا تهديداتهم بدعم الإرهابيين.
السؤال الخامس والعشرون:
اليوم.. هناك أشخاص من الفوعة وكفريا سينتقلون من هاتين القريتين إلى دمشق وحلب.. ألا تخشون من أن هذا سيشكل تهجيرا للسكان وأن سورية بعد الحرب لن تكون نفس سورية التي كانت موجودة قبل الحرب؟
الرئيس الأسد:
إن التهجير الذي يحدث في ذلك السياق تهجير إجباري.. لم نختر ذلك.. نتمنى لو أن كل شخص يمكنه أن يبقى في قريته ومدينته.. لكن أولئك الناس كالعديد من المدنيين الآخرين في مختلف المناطق كانوا محاطين ومحاصرين من قبل الإرهابيين وكانوا يقتلون يوميا.. وبالتالي كان عليهم أن يغادروا.. لكنهم بالطبع سيعودون إلى مدنهم بعد التحرير.. وقد حدث ذلك في العديد من المناطق الأخرى التي عاد فيها الناس إلى منازلهم.. هذا أمر مؤقت.. أما الحديث عن التغييرات الديموغرافية فإن هذا لا يخدم ولا يصب في مصلحة المجتمع السوري عندما يكون ذلك دائما.. لكن بما أنه مؤقت فإنه لا يقلقنا.
الصحفي:
سيادة الرئيس.. شكرا جزيلا لكم على منحنا هذه المقابلة.
الرئيس الأسد:
شكرا لكم.
الصحفي:
لقد كانت مقابلة مهمة جدا.. وأشكركم على التحدث إلي.
الرئيس الأسد:
شكرا لكم.
إضافة تعليق جديد