انتكاسة للمعارضة في نيويورك قلق فرنسي ـ مصري على لبنان والأردن ومن التقسيم

03-04-2013

انتكاسة للمعارضة في نيويورك قلق فرنسي ـ مصري على لبنان والأردن ومن التقسيم

تعرّضت مدينة دمشق لسلسلة هجمات بقذائف الهاون أوقعت عشرات الضحايا، فيما أعربت القاهرة وباريس عن قلقهما من تداعيات الأزمة السورية على لبنان والأردن، وأعلنتا تأييدهما للحل السياسي، لكن باريس جددت الإشارة الى أن الطريق الى هذا الحل يمر من خلال التسليح من أجل تغيير الوقائع على الأرض.
وفي هذه الأثناء، تعرّضت محاولات «الائتلاف» المعارض، المدعوم من الجامعة العربية، للحصول على مقعد سوريا لدى الأمم المتحدة إلى انتكاسة سياسية قوية أمس، حيث أعلن مندوب رواندا ريتشارد يوجين جاسانا، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن لشهر نيسان الحالي، أن المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري هو الممثل الشرعي لبلاده في الأمم المتحدة. وقال إن «اعتراف الجامعة العربية بائتلاف المعارضة السورية كممثل للشعب السوري يعود إلى الجامعة العربية، أما هنا فإن مجلس الأمن الدولي يقر بأن المندوب السوري الحالي هو الممثل الدائم لدمشق لدى الأمم المتحدة».
وأعلنت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن قذيفة هاون سقطت على الجزء المحتل من الجولان، وذلك بعد ساعات من جولة قام بها وزير الدفاع موشي يعلون في المنطقة. كما تعرّضت دورية للاحتلال إلى إطلاق نار من أسلحة خفيفة مصدره الأراضي السورية، حيث كانت تندلع اشتباكات بين القوات السورية ومسلحين. وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن «المدفعية الإسرائيلية استهدفت مصادر النيران»، مضيفة أنها «أصابت أهدافها مباشرة». ونقلت عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها ان «الأسابيع الماضية شهدت عدداً من حوادث إطلاق النار من الأهداف نفسها من داخل الأراضي السورية».
وقال يعلون، خلال جولة في الجولان المحتل، إن إسرائيل لن تتدخل في النزاع السوري إلا إذا تعرّض أمنها للتهديد، مؤكداً أن الدولة العبرية «سترد على أي إطلاق نار من الأراضي السورية وستقضي على مصادر النيران». وكرر أن اسرائيل قلقة من حصول «حزب الله» أو تنظيم «القاعدة» على أسلحة كيميائية سورية. وقال «لقد تحركنا سابقاً وسنقوم بهذا الأمر في المستقبل من أجل منع وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي جماعات غير مسؤولة».
والتقى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مع وفد من «الائتلاف» المعارض برئاسة أحمد معاذ الخطيب، في القاهرة. وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية إن «اللقاء جاء في إطار المشاورات التي يجريها الأمين العام مع رئيس الائتلاف الوطني في ما يتعلق بكل تطورات الشأن السوري والآفاق المستقبلية للتعامل مع هذه التطورات، خاصة بعد قرار قمة الدوحة بشغل الائتلاف مقعد سوريا في الجامعة العربية».
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصدر ديبلوماسي عربي واسع الاطلاع قوله إن «اللقاء تركز على كيفية تفعيل قرارات القمة العربية التي عقدت في الدوحة والتنسيق بين الائتلاف والجامعة بشأن الحصول على مقعد سوريا في منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، بالإضافة إلى إطلاع الجامعة على الخطوات التي يجريها الائتلاف بشأن استكمال الحكومة وتسمية من يمثل سوريا في الجامعة العربية».


وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري محمد كامل عمرو في باريس، «هناك تقارب كبير بين مصر وفرنسا بشأن سوريا، ولا سيما دعم الائتلاف المعارض برئاسة الخطيب وأهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة». وأشار إلى أن «فرنسا ومصر تشعران بالقلق إزاء ما يدور في سوريا وتداعياته على لبنان والأردن».
وحول عزم فرنسا إمداد المعارضة السورية بالأسلحة، كرر فابيوس أن باريس «ترى أنه لبلوغ الحل السياسي يجب أن يكون هناك تغيرات على الأرض، وإلا فسنصل إلى انفجار الأوضاع في سوريا». وأضاف أن «باريس تفكر في تقديم أسلحة دفاعية (إلى المعارضة)، لا سيما أن إيران وروسيا تواصلان دعم نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد بالأسلحة».
وحول إعلان القمة العربية في الدوحة الأسبوع الماضي فتح باب تسليح المعارضة، شدد عمرو على أن «مصر لا تقدم الأسلحة، ولكن تقدم الدعم السياسي»، مشيرا إلى أن «مصر أكدت مراراً أن الدعم والحل السياسي أمر مهم لتجنب تقسيم سوريا إلى دويلات، وهو ما سيؤثر ليس فقط على سوريا بل على المنطقة بأسرها».
وأضاف ان «الرئيس محمد مرسي قام منذ أشهر بطرح مبادرة بشأن الحل السياسي في سوريا، وتضم كلاً من السعودية وإيران وتركيا إلى جانب الجامعة العربية والأخضر الإبراهيمي»، موضحاً أن «المبادرة تقوم على أساس أن يتم تشكيل وفد من الائتلاف للتفاوض مع ممثلين عن النظام ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، من أجل بلوغ هدف الحل سياسياً»، موضحا أن «مصر تعتقد أن هذا الطرح سيؤدي إلى الانتقال في سوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري وفي الوقت ذاته يحافظ على التعددية المجتمعية في سوريا».
وقال عمرو، بعد لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، «هناك تقارب في الموقفين المصري والفرنسي إزاء الوضع في سوريا وضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة»، مشيرا إلى أن «هناك اتفاقاً بين القاهرة وباريس على العمل خلال الفترة المقبلة في هذا الاتجاه من أجل الحفاظ على وحدة البلاد والمجتمع السوري وضمان عدم تقسيم سوريا». وشدد على أن «هناك اتفاقاً بين الجانبين على أن الرئيس بشار الأسد من الصعب أن يكون له مكان في سوريا المستقبل».

تستمر العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية في سوريا، حيث تحصد الاشتباكات الدامية بين القوات السورية والمسلحين مزيداً من الضحايا كل يوم.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) «استشهد أربعة مواطنين في سقوط قذيفة هاون أطلقها إرهابيون على منزلهم في بلدة المقيليبة» جنوب العاصمة. وأشارت إلى «مقتل 4 أشخاص، وإصابة 25، في سقوط 3 قذائف هاون على مشتل في منطقة الفيحاء» وسط دمشق. وتابعت «قتل 4 أشخاص، وأصيب 11، بينهم أطفال ونساء» في سقوط قذيفتي هاون على حي القريات السكني في جرمانا». وتابعت ان «وحدات من جيشنا ألحقت خسائر فادحة بالإرهابيين في سلسلة عمليات نفذتها ضد تجمعاتهم في عدرا ومزارع عالية وحرستا وعربين بريف دمشق».

وظهر الرئيس السوري بشار الأسد في مقتطفات من مقابلة مع قناة «اولوسال» التركية ستبث الجمعة، يشير فيها إلى أن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بداية الأزمة في سوريا، مضيفاً «لا شك في أن موقف رجال الدين، ومنهم الدكتور (العلامة محمد سعيد رمضان) البوطي، كان أساسياً في إفشال المخطط الذي يهدف لخلق فتنة طائفية، ولذلك اغتالوا الدكتور البوطي، ومنذ يومين اغتالوا رجل دين في حلب، واغتالوا عدداً من رجال الدين سابقاً».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...