29-01-2018
باريس و«قسد» تتقاذفان زوجات الدواعش الفرنسيات
باتت زوجات المسلحين في تنظيم داعش الإرهابي، ولاسيما الفرنسيين منهم، عبئاً تدفعه عن نفسها كل من باريس و«قوات سورية الديمقراطية- قسد»، في وقت ما زال التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن يحاول شرعنة عدوانه على الرقة بدعم ما يسمى «مجلسها المحلي» بحجة إعمار المدينة التي تسبب بتهديمها.
وبحسب وكالة «أ ف ب»، تمكن مدير برنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في منظمة هيومن رايتس ووتش نديم حوري من الدخول إلى مخيم روج في شمال شرق سورية تسيطر عليه «قسد» وتجتمع فيه 400 من زوجات وأطفال مقاتلين أجانب ينتمون إلى تنظيم داعش.
وقال حوري: «لم تتخذ السلطات المحلية أية إجراءات قضائية بحقهم وليست لديها نية القيام بذلك وهي تريد ترحيل النساء والأطفال إلى بلادهم»، وأضاف: «هؤلاء النساء عبء على الأكراد الذين ليست لديهم نية محاكمتهنّ».
في المقابل، يدور جدل واسع في فرنسا حول مصير زوجات «الجهاديين» الفرنسيين الموقوفات في العراق وسورية، إذ تأمل الحكومة الفرنسية أن تتم محاكمتهنّ هناك، إذا كانت «المؤسسات القضائية قادرة على ضمان محاكمة عادلة لهن»، لكن محامين لفتوا إلى غياب دولة القانون في المناطق التي يتواجد بها أولئك النسوة وأطفالهم وطالبوا بنقلهم إلى فرنسا لمحاكمتهنّ.
واعتبر حوري أنه «رغم حسن النيات، إلا أن النظام القضائي ليس مناسباً وضعيف جداً في المناطق الكردية في سورية».
وقال: «أنشأ الأكراد محاكم محلية أصدرت أحكاماً على 700 جهادي سوري وعراقي على الأقل، لكن قانون مكافحة الإرهاب لديهم لا ينصّ على وجود محام ولا إجراءات استئناف. كيف يمكن التحدث في هذه الحالة عن احترام حقوق الدفاع؟».
ووفقاً للوكالة تنتشر مئات الخيم في شمال شرق سورية على بعد أمتار من الحدود العراقية.
ويضمّ مخيم روج الذي زاره حوري نصف عائلات المقاتلين الأجانب من داعش، وتسيطر عليه الميليشيات الكردية.
وأوضح حوري الذي التقى سبع نساء فرنسيات أن «بعض (أزواجهنّ) لا يزال يقاتل، بعضهم الآخر قُتل أو اعتقل في سجون بعيدة عن المخيم. جميعهنّ أنجبن طفلا أو أكثر هناك»، موضحاً أن «المخيم ليس مؤمناً جيداً لكنه بعيد عن كل شيء. إذا فكرن في الهرب، فإلى أين يذهبن؟»
وبحسب حوري، هؤلاء خضعن لاستجواب الميليشيات الكردية وبعضهنّ لاستجواب الاستخبارات الأميركية لكن لم تذكر أي منهنّ أنها التقت محققين فرنسيين.
وأضاف: «لديهنّ إمكانية التواصل بشكل دوري مع عائلاتهنّ في فرنسا»، مشيراً إلى أنه «لم يلاحظ وجود أي إثر عنف جسدي على الفرنسيات على حين أكدت معتقلات أخريات أنهن تعرضن للضرب خلال استجوابهنّ من قبل السلطات المحلية».
أما بالنسبة لأطفالهنّ، وأكد حوري أنه «في مخيم روج ليست هناك أية متابعة نفسية فردية لهؤلاء القاصرين»، وانتقد جمود فرنسا والمجتمع الدولي حيال هذه القضية.
والثلاثاء دعا مدعي عام باريس فرانسوا مولانس، رئيس النيابة المختصة مكافحة الإرهاب، إلى توفير رعاية «خاصة» لأطفال «الجهاديين» حتى لا يتحول بعضهم إلى «قنابل موقوتة».
من جهة ثانية، تحدثت مواقع إلكترونية معارضة عن لقاء عقد أول من أمس بين وفد من «التحالف الدولي» مع رؤساء لجنتي إعادة الإعمار ولجنة الخدمات في ما يسمى «مجلس الرقة المدني»، تم الإقرار خلاله بـ«زيادة المساعدات الفنية والهندسية التي من شأنها تسرع في وتيرة عمل لجنة الإعمار من تشييد جسور وتأهيل محطات ضخ المياه في ريف المدينة».
وبدأ الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، زيارة رسمية، إلى لبنان والأردن لتفقد أحوال اللاجئين السوريين هناك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية «د ب أ»، وأشارت إلى أن الزيارة ستستمر حتى يوم الأربعاء المقبل، يلتقي خلالها كبار المسؤولين الأردنيين واللبنانيين لبحث أوضاع اللاجئين السوريين والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وتعتبر زيارة شتاينماير إلى لبنان الأولى لرئيس ألماني منذ أكثر من 120 عاماً، وفقاً للمكتب الرئاسي الألماني.
الوطن - وكالات
إضافة تعليق جديد