بطاركة الشرق يدعون إلى التجذر في الأرض ومكافحة التنظيمات الإرهابية
أكد بطاركة الشرق في مؤتمر صحفي في أربيل اليوم ضرورة توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب وحماية الوجود المسيحي في المنطقة داعين إلى التجذر في الأرض والعمل على بناء المحبة للوصول إلى عالم أفضل بمختلف المكونات والرؤى.
وقال البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك على أن “البطاركة مجتمعون وبصوت واحد” مضيفا “نحن سنعمل من أجل كرامة كل إنسان وإذا كنا نحب بعضنا كعرب يمكننا أن نبني عالما يرتكز على المحبة لأن المحبة لا تسقط أبدا”.
وتابع “يجب أن نعمل كمسيحيين على شهادتنا ولا يجب أن نخاف على حضورنا بقدر ما نخاف على شهادتنا.. كما يجب أن نبقى معا مسلمين ومسيحيين لبناء عالم أفضل في بلادنا”.
وتوجه البطريرك لحام إلى مسيحيي العراق بالقول “أنتم على درب الصليب والجلجلة قاسية ولكن لا تنسوا أن لقبكم في التاريخ أبناء القيامة” مضيفا “سنقوم في سورية بالصوم والصلاة كل يوم في كنيسة على مدار الشهر من أجل الأمن والأمان في كل بلادنا التي تحتاج إلى سلام”.
بدوره أوضح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال المؤتمر أبعاد زيارة البطاركة لأربيل وهي الإعلان عن التضامن الروحي والمعنوي والإنساني والمادي مع المسيحيين الذين هجروا وطردوا من أرضهم ودعوتهم لعدم التفكير بالهجرة والطلب من الأسرة الدولية تحمل مسؤولياتها وقال “من غير المسموح أن يسيطر تنظيم إرهابي مثل داعش على شعوب آمنة وأن يستولي على أملاكها والمجتمع الدولي يتفرج فهذا الأمر نرفضه” مضيفا “نحن كنيسة واحدة ونؤكد أننا صوت واحد وجسم واحد وجرحكم هو جرحنا.. وسنستمر في تحركنا على كل المستويات كما وعدناكم”.
ونفى الكاردينال الراعي أن يكون قد دعا إلى حوار مع إرهابيي “داعش” وقال “همي أن أقول لهم إنهم فقدوا إنسانيتهم ونحن كبطاركة سنطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بحماية الأقليات لئلا يكونوا مكسر عصا لغيرهم ومكافحة كل التنظيمات الإرهابية ومن بينها داعش أما نحن كمسيحيين فنصلي ليمس الله ضمائرهم كي لا يضيعوا صورة الله وليتحرروا من الأرواح الشريرة والشياطين”.
من جهته رحب البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم بزيارة بطاركة الشرق وقال “إن هذه الزيارة التضامنية جعلتنا نشعر بأننا واحد ولسنا وحيدين وهي رسالة وسط النكبة التي حلت بمسيحيينا وبالأيزيديين ورفعت معنوياتنا” مضيفا “إن المطلوب هو أن يكون صوتنا واحدا وموقفنا وشعورنا واحدا وأن نتجاوز الخصوصيات الطائفية ونحن كنيسة واحدة كنيسة متجذرة في هذا الشرق”.
وناشد ساكو الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يقوما بواجبهما كما دعا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى القيام بدور أكبر في مناشدة الدول التي لها تأثير على أرض الواقع لمساعدة الشعب وتحرير نينوى وعودة المهجرين إلى بيوتهم وتوفير الحماية لهم”.
بدوره طالب بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بـ “رفع الصوت للعالم كله بأنه لا يمكن للعالم أن يقبل بإبادة جماعة إنسانية إلى أي عرق أو دين انتمت”.
ولفت إلى أن الإبادة كانت على يد جماعة تكفيرية لا تقبل الآخر وهذه الجماعة نمت وترعرعت في جماعات وبدعم من بلدان معروفة في المنطقة وهي مؤسسة على الوهابية مبينا “إن البلدان الغربية لم تكترث لهذه الجماعات والآن تتراجع أمام تلك المشكلة .. وإما نكون أو لا نكون”.
بدوره ناشد بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية إغناطيوس أفرام الثاني الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لزيارة العراق كي يرى بنفسه ما يحصل وطريقة عيش المهجرين كما ناشد البابا فرنسيس أن “يقوم بدور أكبر” داعيا الدولة العراقية إلى الإسراع في تحرير المناطق العراقية من إرهابيي “داعش” وإعادة المهجرين إلى بيوتهم وتوفير الحماية لهم.
وكان بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام جدد في وقت سابق اليوم التأكيد على تشبث المسيحيين بأرضهم مهما كانت الظروف ومن دون أي خوف منوها بـ”التوافق والصوت الواحد من قبل كل بطاركة الشرق” بالوقوف ضد الجرائم الإرهابية في المنطقة.
وانتقد البطريرك لحام قبيل مغادرته بيروت متوجها إلى أربيل في العراق ضمن وفد يضم بطاركة الشرق أغناطيوس أفرام الثاني كريم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم ويوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.. مواقف الدول العربية تجاه قضية الإرهاب وقال إن “من المعيب ألا يكون للدول العربية صوت موحد في هذه الظروف الصعبة إذ لا جامعة عربية تتكلم ولا أي أحد رغم أن القضية ليست فقط قضية مسيحيين إذ إننا مواطنون قبل أن نكون مسيحيين وبالتالي يجب أن يكون هناك صوت قوي جدا من كل العالم”.
وأشار البطريرك لحام إلى “أن الولايات المتحدة تساعد الناس الخائفين والجائعين وتحمي مصالحها فقط من دون أن يكون لها موقف واضح مما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي رغم أن المطلوب هو محو فكر التنظيم من الوجود وليس الإنسان”.
ودعا كل البطاركة إلى أن ينشدوا الأمل والرجاء بصوت واحد لجميع الناس في العراق ولبنان وسورية ومصر وغزة.
من جهته أعرب البطريرك أفرام الثاني كريم عن رفضه دعوة بعض الدول الأوروبية للمسحيين من العراق اللجوء إليها جراء الإرهاب الذي يتعرضون له من قبل إرهابيي “داعش” مستنكرا صمت العالم إزاء المذابح التي يتعرض لها الشعب العراقي.
وقال البطريرك كريم إن دعوة بعض الدول الأوروبية للمسيحيين من العراق باللجوء اليها “تتوافق مع الأسف مع سابق تصور وتصميم مع مخططات داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية التي تطرد شعبنا حيث إن داعش يحشر شعبنا في زاوية وبعض الدول الأوروبية تفتح الباب وتقول لشعبنا تفضلوا وبالتالي النتيجة هي واحدة”.
ووصف البطريرك أفرام الثاني كريم تهجير المسيحيين اليوم أمام مرأى ومسمع كل العالم في عصر الفضائيات والتكنولوجيا بالأمر “المعيب” مجددا وقوفه مع الشعب العراقي ضد الإرهاب الذي يتعرض له مؤكدا أن “رسالتنا واضحة وهي وقوفنا مع ابنائنا المتألمين المعذبين والمهجرين من مدينة الموصل ومن بلدات وقرى سهل نينوى في تضميد جراحاتهم”.
بدوره جدد البطريرك يونان التأكيد على أهمية الوقوف مع الذين يعانون من إرهاب تنظيم “داعش” الارهابي والمحنة المخيفة التي تعرضهم لخطر الإبادة الجماعية.
من جانبه أكد البطريرك الراعي أن “على اللبنانيين أن يتوحدوا ويتحملوا مسؤولياتهم معا لكى نستطيع أن نواجه معا الخطر الكبير المتمثل بالتنظيمات الإرهابية وفى مقدمتها تنظيم “داعش” الارهابي الذى بدأ يدخل إلى لبنان” مبديا استعداده للقاء كل الاطراف اللبنانية للتنسيق حول هذا الصعيد.
وقال البطريرك الراعي إننا “على استعداد أن نلتقى مع أي طرف لبناني ونتكلم لغة واحدة لأن لبنان في خطر والشعب اللبناني في خطر ولا يحق لأحد أن يتمترس فى مكانه وأن يعتبر أنه هو الدولة وحده لأن الدولة اسمها لبنان وكلنا تحت سقف الدولة وهذا هو النداء الذى نكرره يوميا وسنبقى نكرره باستمرار لكل الفئات السياسية في لبنان”.
وأشار الراعي إلى أن الجيش اللبناني “استطاع السيطرة على الوضع فى عرسال ولكن لا يعنى ذلك أننا سيطرنا على وجود الإرهابيين لأنه كما هو معروف هم متغلغلون في أكثر من اتجاه” لافتا إلى أن “لبنان يتعرض لشتى الأخطار ونحن نطالب الجهات السياسية جميعها توحيد رأيها حول القضايا الرئيسية على الأقل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية والقضايا الأمنية والاقتصادية وغيرها”.
سانا
إضافة تعليق جديد