بعد استقبال 1.3 مليون لاحئ عراقي لماذا تستمر التصريحات ضدنا
لم تكد سوريا تنتهي من معالجة ذيول الإشكال مع العراق بشأن قضية اللاجئين العراقيين على أراضيها، حتى فاجأتها حكومة بغداد باتهام من نوع آخر، يحملها مسؤولية 50 في المئة من التفجيرات الانتحارية في بلاد الرافدين.
فقد أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، عقب الانفجار في مدينة الصدر أول من أمس، أن «ما نراه في شوارع بغداد، 50 في المئة يأتي من سوريا. أؤكد، 50 في المئة من هذا القتل، ومن هذا التفخيخ، ومن هؤلاء العرب التكفيريين يأتون من سوريا»، التي اتهمها بـ«إغماض عينيها عن هؤلاء، وعدم الجدية في ضبط حدود بلادها مع العراق».
وأضاف الدباغ أن لدى الحكومة العراقية «ما يثبت ذلك، وأثبتنا لإخواننا السوريين، لكن نريد أن نقولها لكل العرب: إن هؤلاء الذين تسمونهم مجاهدين، ويأتون من سوريا، يقتلون هذا الشعب المسحوق بهذه الطريقة».
وأضاف المتحدث العراقي أن «الإخوة في سوريا أكدوا أنها لن تكون مكاناً للقتل، لكن الموجودين في سوريا يمارسون القتل، وكل أنواع الدعم لمجموعات الإرهاب في العراق».
ورداً على سؤال عن تسليم المطلوبين العراقيين، قال الدباغ: «يجب ألا يؤوي الإرهابي أي بلد عربي»، مشيراً إلى أن «هذا ما كان (الرئيس العراقي السابق) صدام (حسين) يمارسه».
وفي وقت لاحق، دعا الدباغ، في مؤتمر صحافي، الحكومة السورية إلى «التريث» في اتخاذ أي قرار يخص إقامة العراقيين على أراضيها، موضحاً أن الخطة الأمنية الجديدة «لفرض القانون ستعمل على إعادة العائلات المهجرة إلى مساكنها».
أما الرئيس العراقي جلال الطالباني فقد نأى بنفسه عن الاتهامات العراقية لدمشق. وأعلن، في بيان، أن مباحثاته الأخيرة في سوريا «لم تتطرق إطلاقاً» إلى موضوع اللاجئين العراقيين في هذا البلد. ودعا الطالباني «الأخوة السوريين الى توضيح وتفنيد هذه المزاعم الباطلة».
وفي دمشق، وصفت مصادر رسمية أمس تصريحات الدباغ بأنها «مجافية للحقائق، وتصب في خانة توتير مفتعل للعلاقات السورية ــ العراقية».
وقال المصدر السوري إن «الإجراءات التي اتُّخذت (بشأن إقامة اللاجئين العراقيين في سوريا) هي لتنظيم الأغراض الأمنية والاقتصادية، ولا داعي للقلق»، مضيفاً أن «بعض الأطراف في العراق، المرتبطة بواشنطن، غير مرتاحة للتطور الإيجابي الذي تحقق على مدار الأشهر الماضية في العلاقات السورية ــ العراقية، التي شهدت قفزة نوعية خلال الزيارة التي قام بها الرئيس العراقي جلال الطالباني إلى دمشق الشهر الماضي».
وحول قضية الشروط التي تفرضها سوريا على رحلات الخطوط الجوية العراقية، قال المصدر السوري إن دمشق «لا تريد سوى مراعاة الضوابط الدولية في هذا الصدد فحسب»، مشدداً على أن «سوريا تبذل قصارى جهدها، من أجل مساعدة الاخوة العراقيين في محنتهم، وتعاني ضغطاً كبيراً على المرافق وقطاع الإسكان والخدمات، جراء تدفق مئات الآلاف من الإخوة العراقيين إلى الأراضي السورية، وهذا يتطلب مجموعة من الإجراءات».
وقد تجمع أمس أكثر من 500 من اللاجئين العراقيين في سوريا أمام مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لتسجيل أسمائهم لديها، بعد تسريبات بشأن عزم الحكومة السورية اتخاذ إجراءات جديدة بحق اللاجئين، بينها منحهم إقامة لمدة 15 يوماً يطلبون بعدها تصريحاً بالإقامة لمدة ثلاثة أشهر يجدد لمرة واحدة فقط.
وقال مصدر في مكتب المفوضية إن «عدد المسجلين من العراقيين قد بلغ حتى الآن أكثر من 46 ألفاً، والعدد بازدياد يومياً».
تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 1.3 مليون عراقي توافدوا على سوريا منذ سقوط النظام العراقي عام 2003.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد