تفاصيل الانتخابات البرلمانية العامة في الخليج العربي

17-12-2006

تفاصيل الانتخابات البرلمانية العامة في الخليج العربي

الجمل:   خلال شهر كانون الأول الحالي، كانت عملية إجراء الانتخابات البرلمانية العامة في منطقة الخليج العربي الحدث السياسي الأكثر أهمية في هذه المنطقة، ويمكن استعراض ذلك على النحو الآتي:
• انتخابات دولة البحرين:
في يوم 2 كانون الأول 2006 قامت البحرين بإجراء الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية. وتتميز البحرين بأن حوالي 60% من سكانها ينتمون إلى المذهب الشيعي، وتربطهم علاقات وثيقة وعميقة الجذور التاريخية بإيران.. وقد شكلت هذه الأغلبية الخلفية التي طالبت على أساسها إيران في عام 1970 بحقها في السيادة على البحرين.
لا تملك البحرين مخزونات نفطية ذات أهمية في المنطقة، وهي تعتمد على صادرات الغاز الطبيعي وعلى الدعم السعودي الكبير الذي يأتيها. كذلك يعاني شعب البحرين من تفشي البطالة والتفاوت الاقتصادي الناتج عن تباين مستويات الدخل الفردي، ويعتبر السكان الشيعة الأكثر تضرراً من ذلك.
جرت الانتخابات البحرينية وسط مزاعم متباينة ومتعارضة، وكان هناك حزبان شيعيان، هما:
أحدهما قاطع الانتخابات (وهو الحزب الصغير)، أما الحزب الشيعي الكبير (وهو حزب الوفاق) فقد اشترك وخاض هذه الانتخابات. وقد تركزت أبرز انتقادات الشيعة للانتخابات في اتهامهم للسلطات البحرينية بأنها قامت بتوزيع الدوائر الانتخابية، بطريقة غير عادلة، وذلك لأنها من جهة خصصت للمناطق السنية عدد أكبر من الدوائر، برغم أن السكان السنة يمثلون 40%، ومن الجهة الأخرى خصصت الشيعة الذين يمثلون 60% من السكان عدداً أقل من الدوائر الانتخابية.
كذلك من بين الاتهامات الأخرى قيام السلطات البحرينية بمنح الجنسية على المهاجرين السنيين، وبالذات الهنود والباكستانيين والبنغلاديشيين ورعايا الدول العربية السنية الأخرى، وذلك من أجل زيادة عدد السكان السنة الذين يحق لهم التصديق في الانتخابات.
من الناحية الأخرى يركز السنة البحرينيون على اتهام الشيعة بأنهم يتلقون المال والسلاح من إيران وذلك على النحو الذي يمكنهم من السيطرة على البحرين والانضمام إلى إيران.
أخذ الصراع الانتخابي البحريني طابعاً انقسامياً يقوم على المواجهة السياسية بين السنة والشيعة، وفي نهاية الأمر كانت نتيجة الانتخابات على النحو الآتي:
- فاز الشيعة بـ18 مقعداً.
- فاز السنة  بـ22 مقعداً.
وتجدر الإشارة إلى أن مقاعد الشيعة كانت من نصيب حزب الوفاق، أما مقاعد السنة فكانت من نصيب حزبين سنيين هما:
- السلفيون: ويمثلون حزب وهابي شديد الارتباط بالسعودية.
- الاخوان المسلمون: ويمثلون حركة أصولية إسلامية، ويتميزون بتأييدهم الشديد لحكومة الشيخ حمد الحالية.
كذلك تجدر الإشارة إلى أن الشيخ حمد يقوم بموازنة البرلمان العام ببرلمان آخر يطلق عليه تسمية الـ(مجلس الأعلى) ويتكون من 40 عضواً، أي يعادل البرلمان العام. وقد سبق أن عين في عضوية المجلس الأعلى 17 امرأة ويهودياً بحرانياً، الأمر الذي اعتبره المحللون بأنه إجراء يهدف إلى إضعاف المجلس الأعلى، بسبب أن المشاركة السياسية للمرأة البحرينية، تتميز بالضعف الشديد، وبالتالي فإن تمثيل المرأة البحرينية بهذا العدد لا يتناسب مع مستوى مشاركتها واهتمامها.
• الإمارات العربية المتحدة:
أدى الانفتاح الاقتصادي المصحوب بوجود مخزونات النفط الكبيرة إلى إحداث دراماتيكي  في دولة الإمارات العربية المتحدة وبالذات إمارتي دبي وأبو ظبي (تتكون دولة الإمارات العربية المتحدة من اتحاد فيدرالي يضم 7إمارات هي: دبي، أبو ظبي، ديرة، الشارقة، عجمان، أم القيوين، ورأس الخيمة).
على المستوى الإقليمي ظلت دولة الإمارات على خلاف مع إيران منذ عام 1970م، حول قيام إيران باحتلال جزيرة أبو موسى وجزيرتي طمب ا لكبرى وطمب الصغرى، وبرغم ذلك فقد ظلت دبي تمثل نقطة بحرية هامة في الخليج العربي لنقل السلع وتحويل شحنات الترانزيت البحري إلى إيران.
حالياً، وبسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية أمريكية- إيرانية، فقد اقامت وزارة الخارجية الأمريكية مكتبها الإقليمي الخاص بالشؤون الإيرانية في دبي، وهو أمر تعترض عليه إيران بشدّة حالياً.
تميزت الانتخابات الإماراتية بالحذر وعدم الخلاف والمواجهة بين الطوائف الدينية.
المجلس الوطني الفيدرالي مهمته تقديم المشورة إلى المجلس الوطني الأعلى الذي يتكون من الأمراء حكام الإمارات السبع السابق ذكرها.
منحت السلطات الإماراتية حق التصويت فقط لـ6689 مواطناً إماراتياً. وبررت السلطات الإماراتية هذا الإجراء ، بأنها تسعى من أجل تطوير عملية المشاركة الانتخابية على مراحل، بحيث يتم رفع عدد الناخبين المشاركين أكثر فأكثر بشكل تدريجي مع مرور الزمن.
وأخيراً نقول: لقد بدت الإدارة الأمريكية أكثر حماساً في الضغط على الدول الخليجية بضرورة إجراء المزيد من الإصلاحات السياسية، وانتهاج الأساليب الديمقراطية وبرغم ذلك فقد لاحظ الكثيرون تخلي الإدارة الأمريكية عن مطالباتها، بل وتجاهلها وغضها النظر عما حدث في هذه الانتخابات، وقد برر معظم المحللين ذلك بأن الإدارة الأمريكية أصبحت متخوفة من تكرار نموذج الانتخابات الفلسطينية في الخليج، وذلك لان فوز الحركات الدينية السنية أو الشيعية في الخليج سوف يشكل كارثة حقيقية أمام الإدارة الأمريكية، وعلى سبيل المثال فإن فوز الشيعة بانتخابات البحرين من الممكن أن يؤدي حدوثه إلى فقدان أمريكا للتسهيلات العسكرية التي يقدمها النظام البحريني الحالي لوزارة الدفاع الأمريكية، فالبحرين تمثل المقر الرئيسي الإقليمي لقيادة الأسطول البحري الأمريكي الخامس الموجود في منطقة الخليج، والتي تلعب دوراً هاماً في تهديد إيران، ودعم القوات الأمريكية في العراق، وبقية القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج، وهو أمر لن تقبل الإدارة الأمريكية المخاطرة به.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...