حاخامان يهوديان يصدران كتاباً يحلل قتل غير اليهود حتى الأطفال

10-11-2009

حاخامان يهوديان يصدران كتاباً يحلل قتل غير اليهود حتى الأطفال

أفتى رئيس المدرسة الدينية «عود يوسف حي» في مستوطنة «يتسهار» في كتاب تربية توراتي بجواز قتل الأغيار انتقاما، حتى بمبادرة فردية. ايتسيك شابيرا
وقد حظي هذا الحاخام، وهو ايتسيك شابيرا، في فتواه هذه بتأييد عدد من كبار الحاخامات في المستوطنات، وبينهم اسحق غينزبورغ ودوف ليئور ويعقوب يوسف. وجاءت هذه الفتوى وكثير غيرها في كتاب امتد على 320 صفحة كرست لتوضيح متى ينبغي ومتى يسمح بقتل من هم غير يهود.
ويشكل الكتاب الذي يحمل اسم «عقيدة الملك»، وأعده الحاخام شابيرا بالتعاون مع الحاخام يوسي أليتسور، نوعا من الترخيص الديني بالقتل. وأشارت صحيفة «معاريف» التي كانت أول من نشر خبر صدور الكتاب وتناقله بين الأوساط اليمينية إلى أن الكتاب نال رضى وتوصية محافل يمينية. وأبرزت على وجه الخصوص توصية الحاخامين غينزبورغ وليئور التي وردت على شكل تقديم للكتاب. ويجيب الكتاب بشكل مسهب وبتبريرات توراتية على سؤال: متى يسمح بقتل الاغيار؟
ويبدو أن الكتاب قد صدر لمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لاغتيال الحاخام العنصري البارز مئير كهانا. وليس صدفة أن يصدر الكتاب أيضا من المدرسة الدينية في مستوطنة «يتسهار»، التي تعتبر أحد أبرز معاقل الكهانيين بين المستوطنين. وربما بسبب سوابق تمت فيها محاكمة دعاة عنصريين من هذا النوع خلى الكتاب تماما من أي كلمة تشير للعرب أو الفلسطينيين أو أية دعوات لأخذ القانون باليد. ويفصل الكتاب مئات المصادر من التوراة والفقه استخدمها الكتاب في أثناء كتابتهم. وضمن أمور أخرى تطرح اقتباسات عن الحاخام كوك، من آباء الصهيونية الدينية والحاخام شاؤول يسرائيلي من رؤساء مدرسة «مركاز هراف»، معقل الصهيونية الدينية الوطنية في القدس.
وبحسب «معاريف» فإن الكتاب يبدأ بحظر قتل الغير، ويعلل ذلك ضمن أمور أخرى بمنع العداء وتدنيس الاسم ولكن سرعان ما ينتقل من جانب المحظور إلى جانب المسموح، إلى الأذون المختلفة للمس بالاغيار، والتي في مركزها الواجب المفروض عليهم لتنفيذ الفرائض السبع والتي يلزم فيها كل إنسان في العالم. وبين الفرائض: حظر السلب، سفك الدماء وعبادة الأصنام.
«حين نتوجه إلى الغير الذي يتجاوز الفرائض السبع فنقتله انطلاقا من الاكتراث بتنفيذ الفرائض السبع، لا يوجد أي حظر في الأمر»، كما ورد في الكتاب الذي يشدد على أن القتل محظور، إلا إذا تم من خلال قرار من محكمة، ولكن في السياق يتحفظ الكتاب من الحظر ويشيرون إلى أن الحديث يدور فقط عن «منظومة معدلة تبحث وتعالج الاغيار الذين يتجاوزون الفرائض السبع».
في الكتاب يظهر استنتاج آخر يشرح متى يسمح بقتل الغير، حتى لو لم يكن عدوا لإسرائيل. يقول الكتاب «في كل مكان يمكن فيه لحضور الغير أن يعرض للخطر حياة إسرائيلي مسموح قتله حتى لو كان من محبي أمم العالم وليس مذنبا على الإطلاق في الوضع الناشئ». ويضيف «عندما يساعد غير قاتل ليهود ويؤدي إلى موت آخر مسموح قتله، وفي كل حالة يمكن فيه لحضور الغير أن يؤدي إلى خطر على إسرائيل، مسموح قتل الغير».
احد الأذون لقتل الغير، حسب الفقه، يعطى عندما ينطبق عليه حكم المضطهد، حتى لو كان مدنيا. وجاء في الكتاب ان «الإذن ينطبق أيضا عندما يكون المضطهد لا يهدد بالقتل بشكل مباشر بل بشكل غير مباشر. وحتى المدني الذي يساعد المقاتلين يعتبر مضطهدا ومسموح قتله. كل من يساعد جيش الأشرار بأي شكل فانه يعتبر مضطهدا. المدني الذي يشجع الحرب يعطي قوة للملك والجنود لمواصلتها وعليه فكل مدني في المملكة التي ضدنا يشجع المقاتلين أو يعرب عن الارتياح لأفعالهم، يعتبر مضطهدا وقتله مسموح. كما يعتبر مضطهدا من يضعف بالأقوال وما شابه مملكتنا».
وبحسب الكتاب فإنه مسموح المس بالأطفال، لأنهم «سدادو طريق». وهكذا كتب الحاخامان: «سدادو الطريق، رضع يوجدون مرات عديدة في مثل هذا الوضع. وهم يسدون طريق النجاح بوجودهم وهم يفعلون ذلك في غصب تام. رغم ذلك، مسموح قتلهم لان وجودهم يساعد القتل. هناك اعتقاد بالمس بالأطفال إذا كان واضحا أنهم سيكبرون لإضرارنا، وفي مثل هذا الوضع سيوجه المس بالذات إليهم، وليس فقط في إطار المس بالكبار». إضافة إلى ذلك، مسموح المس بأبناء الزعيم لممارسة الضغط عليه. فإذا كان المس بأطفال الملك الشرير سيشكل عليه ضغطا يمنعه من التصرف بعدائية، فيمكن المس بهم. ويقول «الأفضل قتل المضطهدين من قتل الآخرين».
في فصل عنوانه «المس المقصود بالأبرياء»، يشرح الكتاب بان أساس الحرب هي ضد المضطهدين، ولكن من ينتمي إلى الشعب العدو يعد أيضا عدوا لأنه يساعد القتلة. كما أن للثأر مكان وغاية في كتاب الحاخامين شابيرا واليتسور وهما يقولان انه «من اجل الانتصار على الأشرار يجب التصرف معهم بطريق الثأر والصاع بالصاع. الثأر هو حاجة ضرورية لجعل الشر غير مجدٍ وعليه تصبح احيانا أفعال وحشية ترمي إلى خلق ميزان رعب سليم».
في احدى الملاحظات الهامشية كتب الحاخامان جملة فيها سماح بمبادرات لاشخاص خاصين ليس في اطار قرار حكومة او جيش. وأشــارا إلى أنه «لا حاجة لقرار امة لاباحة دم مملكة الشر». واضافا «الافراد ايضا من المملكة المصابة يمكنهم ان يمسوا بهم».
وبعث رئيس كتلة «التجمع الوطني الديموقراطي» في الكنيست جمال زحالقة برسالة للمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية مناحيم مازوز طالبه فيه بالتحقيق مع مؤلفي كتاب «تورات هميلخ»، الذي يدعو لقتل «الأغيار» وإن كانوا أطفالاً إذا شكلوا خطراً على اليهود. وطالب بمنع نشر وتوزيع الكتاب الذي يروج هذه الأيام في المسـتوطنات وعلى شــبكة الإنترنت، وتقــديم المؤلفين للمحاكمة. وأضاف «ما يقوله مؤلفا الكتاب هو بالضبط ما تفعله اسرائيل بشكل رسمي، والفرق هو أن اسرائيل تحاول أن تبرر جرائمها، أما مؤلفي الكتاب فهما يقولان لا حاجة للتبريرات وإن قتل العرب مطلوب ومرغوب به». وأوضح «علينا أن نبدأ حملة على كل المستويات لفضح العنصرية الإسرائيلية الشعبية والرسمية، فهي أخطر وأسوأ من الأبرتهايد. أخطر بكثير».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...