سيمور هيرش: وحدات سرية أمريكية داخل إيران

09-05-2007

سيمور هيرش: وحدات سرية أمريكية داخل إيران

معروف عن الكاتب الصحافي الامريكي سيمور هيرش تجنبه الادلاء بأحاديث صحافية إلا اذا كان الأمر متعلقاً بتقرير نشر له أو كتاب فرغ لتوه منه أو على وشك الصدور، و”ساي” كما يناديه الاصدقاء اختصاراً دائماً، يصر على أنه محقق صحافي. يكره أن يوجه إليه أحد أسئلة تبدأ باستفهام “ماذا تعتقد”؟ وقاده ضجره من قيام وسائل الإعلام باستضافة صحافيين واعلاميين يتحدثون على الدوام عن اعتقادهم مجرد اعتقاد يحمل الشك دونما حقيقة واقع أو معلومة مؤكدة، قاده ذلك الى الامتناع عن متابعة تلك البرامج بما فيها برامج أيام الآحاد ذات الشعبية في مختلف محطات التلفزة الامريكية، بما فيها برنامج “قابل الصحافة” ذو نسبة المشاهدة المرتفعة. هكذا هو “ساي” دائما، وقبل اسابيع قد اخبرني انه بصدد القيام برحلة قصيرة الى دولة الامارات العربية المتحدة بدعوة من أمريكية دبي للقاء مع طلابها، وتحدث كثيرا وبإعجاب عن زيارته الاخيرة للقاهرة بدعوة من الاستاذ محمد حسنين هيكل حيث كانت فرصة التحدث والحوار مع الصحافيين المصريين الشباب، وقبل يومين عندما التقيته لاجراء هذا الحوار وجدت ان حماسته لزيارته الاخيرة للقاهرة مازالت منتعشاً ولم تفتر، بل على العكس فقد لمعت عيناه وهو يحكي لي مجدداً تفاصيل هذه الزيارة، وعندما سألته عما إذا كانت أحاديث البعض ممن لم يعرفوا “ساي” الصحافي المشاغب المغضوب عليه وبشدة من ادارة بوش عن ديانته كيهودي قد اثرت فيه.. اجابني بأن المهم بالنسبة للصحافيين الذين التقاهم هو “ما الذي يفعله” وليس أي شيء آخر، لقد التقيت بالقاهرة حوالي ستين صحافياً مصرياً وكان بينهم صحافيون من لبنان واليمن.. أنا أعتقد ان التغيير قادم في مصر، وسيأتي من الصحافة وليس من الحكومة، فالصحافة والصحافيون في مصر أصبحوا اكثر تقدمية.

سيمور هيرش تحدث عن بعض رؤساء الصحف في الولايات المتحدة الذين يؤمنون بأنه لا ينبغي على الصحافي ان تكون لديه افكاره الخاصة أو آراؤه الخاصة به، ووصف هذا التوجه بأنه “كلام مجانين” فهو مؤمن بالاحتراف المهني، وضرب مثلا بنفسه فقال: “انا اذا ذهبت إلى طبيب أسنان وكان من مؤيدي بوش، وعرف انني اكره بوش فهل معنى ذلك انه سيعالجني بشكل سيئ.. بالطبع لا”.

وعندما سألته عن قيام أحد كبار مسؤولي وزارة الخارجية الامريكية بانتقاده عندما سأله كاتب مصري زائر عن آراء لهيرش قالها في القاهرة وكنت قد حكيت له من قبل كيف أن هذا المسؤول اشار في معرض انتقاده لهيرش إلى أنه  أي هيرش  يلتقي بالسفير السوري في واشنطن الدكتور عماد مصطفى، فرد هيرش قائلا: “أنا أقوم بواجبي المهني، وبالمناسبة فالبيت الابيض الحالي بإدارة بوش لا يختلف كثيراً عن البيت الابيض الذي سبقه، لم يحدث قط ان اعجب أي رئيس امريكي بما اكتبه، ومع ذلك فإنني اعتقد ان الادارة الحالية قالت اشياء أكثر قبحاً عما قيل بالماضي  يقصد عن اعماله  لكنها تظل الفكرة نفسها أن جميع الرؤساء يحبون دوماً ان يسمعوا الكلام الذي يروقهم، ولذا فهم دائماً ما يحصلون على مشورة رديئة.

واستطرد هيرش متحدثاً عن الادارة الامريكية التي لا تقرأ حتى الصحف، وغير مهتمين بما يكتب عنهم. وتحدث عن مسؤولي البيت الابيض الذين لا يعرفون كيفية معالجة المشاكل أو تسيير الحرب، ولكنهم يعرفون كيف يتلاعبون بالصحافة ويتحكمون بها. وعندما تحدث هيرش عن حدوث الشيء ذاته بالنسبة لتعاطي البيت الأبيض مع الاعلام خلال ايام الرئيس الاسبق بيل كلينتون أخبرته بأن أيام كلينتون لا تقارن، ومن واقع ما يحدث معنا كصحافيين في العاصمة الامريكية خلال فترة بوش حيث صار شعار بوش “من ليس معنا فهو ضدنا” يطبق علينا وباتت سبل الاتصال أو الحصول على معلومة رسمية مغلقة الا على جهات اعلامية عربية معينة ترضى عنها ادارة بوش. فعاد هيرش ليؤكد ان الأمر نفسه كان سيتكرر مع أي ادارة امريكية وقال: كان الشيء نفسه سيتكرر معك ولن يتعاملوا معك لو تكتبين شيئاً لا يريدونه، ولكن اتفق معك بأن هذه الادارة اكثر تطرفاً من سابقاتها لكنها غير مختلفة عنهم كثيراً.

وعندما سألته عن اقتراح البعض لا سيما توماس فريدمان على الرئيس الامريكي طي صفحة ما يحدث بالعراق الآن وبدء صفحة جديدة بعد الاعتذار “ببساطة” عن اخطائه فقال هيرش:

- اولا الرئيس بوش لن يقدم أبداً على الاعتذار، لن يفعلها لأن هذا الرئيس ببساطة غير مقتنع بأنه ارتكب أخطاء، إنه يعيش في عالم يقطنه عدد ضئيل من الناس، دعيني أقول لك انني أعلم أن البنتاجون لا يخطط إلا للنصر.

واستطرد هيرش ساخراً “لا يوجد أي تخطيط للانسحاب من العراق لاننا سنكسب”. ولفت هيرش الى مسألة قيام الادارة الامريكية حاليا بإثارة اللغط والتركيز حول عودة “القاعدة” على مدى الاسبوعين الاخيرين.. وقال: “هذا شيء غريب فالأمر لم يعد سنة وشيعة بل أصبح فقط.. والآن فقط القاعدة”.

واكد هيرش أن ما يحدث في العراق الآن تكرار مماثل لما حدث في فيتنام لأن “على العراقيين ان يطردونا” مضيفاً “فاكرة أيام فيتنام ومشهد قيام الفييت كونج والشماليين بمهاجمة السفارة الامريكية، ومشهد المروحية وهي تهرب برجال السفارة الامريكية.. صدقيني هكذا هو الوضع.. الذي يوضح الاسلوب الامريكي لابد من النصر دون تخطيط للانسحاب أو الخروج، لكن وأنا متأكد انه لو بقي رئيس جنوب فيتنام متحصناً حتى الآن في قصره المحاط بحوائط فولاذية واصر على الاستمرار، لكنا اليوم، أي الولايات المتحدة ما زلنا هناك نمده بالمساعدات والمساندة. هيرش أضاف، بأنه يؤمن انه طالما استمر الرئيس بوش فإنه لايوجد أي احتمال للتوصل لتسوية عقلانية.

نائب الرئيس ديك تشيني سيكون في زيارة للمنطقة هذا الاسبوع ويبدو أن اجندته ستتركز على ايران كيف تقيم توجهات هذا الرجل بهذا الخصوص؟

- ايران كانت دائماً على اجندة تشيني منذ أمد طويل ولسنوات، انا شخصياً أنجزت خمسة تقارير، وقلت انهم يستعدون للحرب، أنا لا أقول إنهم سيحاربون أو سيواجهون ايران الآن أو فوراً، فلا أحد يعرف التوقيت لكن نواياهم واضحة، انهم يريدون مواجهة ايران، انهم يستمرون في الحديث عن مفاوضات او حوار مع ايران في إطار موقف جدلي وحالة فصال، هل تذكرين في مايو/ أيار الماضي عندما خرجت تصريحات واخبار عن اجتماعات تضم فرنسا والمانيا وانجلترا ودعوات لمحادثات وان كوندوليزا رايس ستذهب للنقاش ولكن بشرط ان توقف ايران انشطتها حتى تجلس معهم للحديث حول الوقود النووي الايراني، يضحك هيرش ساخراً ويضيف: “لا اعتقد ان الولايات المتحدة تريد ان تتحاور أو تتناقش مع ايران، من المؤكد انه لا أحد يعلم على وجه التحديد متى ستحدث المواجهة، انا كتبت انهم هنا يستعدون للهجوم، ومن المؤكد انهم مستعدون للهجوم سواء بحاملات الطائرات، وتحديد الاهداف التي سيتم قصفها، وجمع المعلومات الاستخباراتية انهم يقومون بعمليات استخباراتية كبيرة داخل ايران، ولدينا وحدات سرية داخل ايران تقوم بتحديد الاهداف كالمباني التي سيتم قفصها.

إن الولايات المتحدة لم تصل الى أي نتيجة حول ما اذا كانت ايران فعلاً لديها انشطة نووية أو تحاول صنع القنبلة فلا يوجد دليل على ان لدى ايران برنامجاً نووياً سرياً، وما لدى ايران بلغوه للوكالة الدولية للطاقة النووية، والولايات المتحدة غير قادرة على العثور على أي شيء آخر.

وحول الموضوع اللبناني باعتبار ان هيرش كما ابلغني في وقت سابق أنه ما زال يعكف على تقصي الموضوع، وما زال يجمع المزيد حول الموضوع، فإنه اعترف بأن مشكلته مع موضوع اغتيال الحريري أنه دقيق جداً في تمحص المعلومات التي يحصل عليها، وقال: انه ما زال متشككاً في مسألة توصل الولايات المتحدة في ظرف يوم الى ان سوريا قامت بهذه العملية.. واضاف هيرش: “هذا كلام مجانين.. يجوز أن تكون سوريا ضالعة لكننا لا نعرف هذا على وجه اليقين وانا لست شرطياً، انا لدي مشكلة مع أغلب هذه الرواية وانا أرى ان اغلب ما حدث بخصوص حادثة الاغتيال كان أمراً سياسياً”.. وكشف هيرش ل “الخليج” بأنه يعرف الكثير عن الموضوع ولم يكتبه.. وعبثاً حاولت معرفة تفاصيل أو بعض تفاصيل هذه الخبايا من دون جدوى  مؤقتاً على الاقل  فهيرش يرى ان الغرب انضم مؤخراً للسنة ضد الشيعة، وقال: ان الموقف جد خطير في لبنان الذي يمر  على حد قوله  بمرحلة “تغيير الاتجاه”  واضاف: “الخطة الجديدة ان تعمل الولايات المتحدة مع ما يوصف بالدول المعتدلة (مصر والسعودية والاردن) اضافة الى “اسرائيل” ضد “ايران وسوريا وحزب الله” هذه هي الخطة وهي خطة مجنونة ولن تنجح ولكنها الخطة.

وعندما سألته عن السيد حسن نصرالله ودوره قال هيرش: “لقد قابلت نصرالله حوالي اربع مرات، في أغلبها تحدثنا عن العراق، وهو لديه معلومات مذهلة عن الوضع في العراق، إن وكالة الاستخبارات الأمريكية كتبت مذكرة ترى فرضية  أو ضرورة التحدث معه “الامر يستحق الحوار مع نصرالله” نفس الخلاصة قالها “الإسرائيليون”.. وفي رأيي فإن نصرالله حالياً هو اكثر الاشخاص اثارة للاهتمام وللانتباه كزعيم بالمنطقة، فهو واثق جداً من نفسه وتفكيره عميق، وعندما كنت في القاهرة لمست شعبيته الطاغية، ووجدت الوضع ذاته خلال زياراتي للخليج، وأعتقد أنه أكثر شعبية داخل ايران من احمدي نجاد نفسه.

 من المؤكد انك تابعت تداعيات تقرير فينوغراد..

- دعيني أقول لك ان ما نشر هو فقط ثلث ما جاء في تقرير فينوغراد.

 هل لديك بعض ما لم ينشر؟

- التقرير لم يأت على سيرة المساعدات الأمريكية ل “إسرائيل” - خلال الحرب - لأن الأمريكيين كانوا متورطين ومشاركين بدرجة عميقة في موضوع الحرب وانا كتبت هذا، العام الماضي في اغسطس/آب. اللافت للنظر هنا ان الصحافة والميديا الأمريكية تخاف ان تتحدث عن هذا الموضوع.

 كنا قد نشرنا في يوليو/تموز الماضي عن واقعة الضوء الاخضر الذي حصلت عليه “اسرائيل” من أمريكا خلال مؤتمر كولورادو الذي حضره ديك تشيني وناثان شرانسكي وبنيامين نتنياهو لضرب لبنان.

- هذه معلوماتك وانا سمعت عن هذا الاجتماع الذي عقد في أسبن وان تشيني كان في اجازة وذهب الى هناك. وانا كتبت ان هناك اتفاقيات عسكرية وان مخططين عسكريين امريكيين بدأوا يتعاملون مع نظرائهم “الإسرائيليين” في مارس/آذار ،2006 وتذكري ان جريدة “هاآرتس” نشرت منذ شهر فقط تسريبات من شهادة أولمرت أمام اللجنة، قال فيها انه بدأ يخطط للحرب في مارس/أذار.

 يعني أن الحكاية ليست قصة خطف الجنديين “الإسرائيليين” لقد قال السيد نصرالله هذا الشيء ايضا..

- نوع التنسيق الذي أتكلم عنه لم يكن فقط سياسياً أو مجرد الضوء الأخضر، العسكر في الدولتين جلسوا سويا، مع بعض الصور والستلايت كان الأمر جاداً جداً وهذا حدث قبل يونيو/حزيران لقد قرروا الامر مبكراً.. والخطف حدث وكان حقيقيا ولكن ليس له علاقة.. لقد ذهبت في عيد الميلاد الماضي وتحدثت مع بعض الشباب - اللبناني - ومنهم كوماندوز بحزب الله ممن قاموا بخطف الجنديين “الإسرائيليين”، وقال: “ان ما حدث ان كوماندوز حزب الله وجدوا اثنين من الجنود “الإسرائيليين” فبادر - أحد “الإسرائيليين” - باللغة العربية محاولاً صرف اللبنانيين بالقول “ابعدوا.. امشوا يااولاد” فردوا عليه “إنسَ الأمر”.. وقاموا باصطيادهما، وهذه الواقعة اتخذت كذريعة لشن حرب كبيرة في رد فعل لم يكن متناسباً - مع عملية الخطف - بينما كانت الحرب كلها مخططاً لها قبلاً وأنا غير واثق من ان تقرير فينوغراد سيأتي على ذكر هذا الكلام لأن كل هذه الامور سرية حتى داخل “اسرائيل” فما بالك بالولايات المتحدة.

 عودة “للعراق”.. كما تعلم المسألة الأهم هنا.. هناك.. انهم يعيدون هنا الحديث عن حرب اهلية بين السنة والشيعة، ولكن الا ترى معي ان المسألة الأهم والخفية هي تحول الامر بين سنة وشيعة واكراد..

- بالطبع هناك حرب أهلية في العراق ولكن بالفعل هناك “كارت” مجهول هو الموضوع الكردي، فالحرب الأهلية لا سيما في منطقة بغداد وما حولها أمر سيئ للغاية، ولكن كما تعلمين فإن جزءاً من عملية “التصعيد” الأمريكي تضم البشمرجة (ميليشيا الاكراد) وإذا اردت ضمان كراهية الجميع لنا  أي الولايات المتحدة  بالعراق فما عليك سوى بناء جدران واحضار الاكراد (البشمرجة) وادخليهم الى بغداد.. انه شيء مذهل بالنسبة لي لأن الكل يعرف أنه لا يوجد ود بين الاكراد وبين الناس في بغداد. عموما أنا أرى ان الخطر الحقيقي هو العسكرية التركية، وبلا جدال ونحن نرى كيف تبدي العسكرية التركية عدم اعجابها بحكومتها الاسلامية، فيمكن ان يقوموا بعمل جنوني بعد الانتخابات. وافكار الطالباني والبرزاني حول انه ستكون هناك كردستان (دولة كردية) مستقلة فهذا لن يحدث أبداً مع انهما لا يكنان الود لبعضهما ولذا سيكون الوضع “عكة” كبيرة.

وتحدث هيرش عن قصص قيام الطالباني ببيع نفط كركوك وتهريب النفط وبيعه لاصدقائه وقال: “هذا النفط ليس ملكه ولكنه ملك للعراقيين.. واضاف ساخرا هل هو نفط الحكومة، أي حكومة تلك؟”.

 تحدثنا عن موضوعات كثيرة ولكن يبادرني سؤال ملح: كيف تقيم نظرة بعض العرب الى واشنطن وهم يترقبون بفارغ الصبر موعد نهاية فترة حكم بوش وعودة الديمقراطيين بأمل اصلاح ما أفسدته هذه الادارة، والعقلاء منهم يسخرون من الأمر باعتبار أنه لا تغيير كبيراً سيحدث.

- لقد أجبت ضمناً على سؤالك.

 ولكني أريد تقييمك؟

- حسنا، ستكون مهمة صعبة للرئيس الامريكي المقبل، فالجميع يتحدث بثقة عن رئيس ديمقراطي مقبل أنا لا اثق في هذا تماما، افترض مثلا حدوث تفجير قبل شهر من الانتخابات الرئاسية وبالتالي تخويف وإرعاب الشعب الامريكي.. من يدري، لا أحد يمكنه معرفة ما يمكن حدوثه. لو جاء واحد جمهوري  يقصد رئيس جمهوري  سيكون قد قدم للقاعدة (خدمة) لأن بوش اعظم من قدم للقاعدة “خدمة” وانجازا بالنسبة للكونجرس فقد ادهشتني سرعته في التحرك لوقف تمويل الحرب وتغيير مسارها، وبأسرع مما كنت اتوقع، واعتقد انهم تجرأوا لأنهم فازوا في الانتخابات وحصلوا على تلك المقاعد، لقد دهشت لأنني لم اتوقع قط ان يكون لدى الديمقراطيين العزيمة على فعل ذلك. لكن لا تنسي ايضا ان الديمقراطيين موقفهم متشدد ايضا تجاه ايران، والمجتمع اليهودي الامريكي موقفه ايضا متشدد جدا من ايران انهم يخشون القنبلة وهم متضامنون مع “اسرائيل” وكل هذه الأموال التي تجمع من أجل هذا الغرض تؤكد ان الديمقراطيين لن يكونوا افضل بالنسبة لايران، ولكن موقفهم سيكون افضل بالنسبة للعراق، هذا اذا ما فازوا وعلينا تذكر ان بوش مازال رئيسا ل 29 شهرا مقبلة.

 ولكن هناك اصواتاً تطالب بعزله  وعدم الانتظار ؟

- لن يحدث هذا قط.

 دعنا نتحول الى امريكا اللاتينية حيث يسطع نجم شافيز.. لم أكمل سؤالي الا وانفرجت اسارير سيمور هيرمش وهو أمر لم يخفه شاكرا لي الاتيان على ذكر رئيس فيزويلا المنتخب.

- لقد نظر شافيز حوله وهو رجل ذكي جدا وتوصل الى ان بوش كارثة وهو أمر ليس من الصعب استنتاجه، وأعتقد ان شافيز وجد ان الاوروبيين لا يفعلون شيئا تجاه هذا الموضوع  كارثية بوش  مع انهم يدركون رداءة الوضع مع بوش لكنهم يخشون التحرك أو التحدث، ولهذا توصل شافيز لخلاصة انه لن يمكنه ايقاف هذا الرجل  بوش  بالاستعانة بالاوروبيين أو الاطلسيين، فبدأ بخلق عالم جديد، عالم مقاوم ومعارض لامريكا، عالم لا يضم فقط امريكا اللاتينية بل آسيا وشرق آسيا والشرق الأوسط، وكان بالخليج مؤخرا، فهذا الرجل عندما يذهب لزيارة الاحياء الشعبية ويتوقف ليتحدث للناس فهذا شيء ديمقراطي جدا ولديه شخصية كارزمية، هذا رأيي وأعتقد انه كان في منتهى الذكاء لأنه لا يقول ما يفعله وانما يقوم بالفعل، فهو عمليا يذهب اينما يريد الذهاب الى كل مكان من أجل تحالف جديد بين الشعوب ليقاوموا ما حدث وما سيحدث من قبل ادارة بوش.

هل يذكرك شافيز بالراحل جمال عبدالناصر؟

- نعم، يذكرني بناصر ونيكروما، بطريقة تحول دون سيطرة الولايات المتحدة، هو يستمع لشعبه، وان اللاتينيين والعرب والآسيويين يجب ان يكون لهم تأثير اكبر، يجوز أن اكون مخطئا لكن هذا ما يفعله شافيز، ومن المفروض ان نستمع إليه اكثر لأن شخصيته مثيرة للاهتمام.

أليست هي مسألة “نفط” ومصالح وصراع حول النفط؟

- بغض النظر عن ذلك فهو سيضطر للاستمرار في بيع نفطه للولايات المتحدة، وهو لن يقوم بخرق التعاقدات لأنه ايضا بحاجة لأموال النفط. اسمعي ان النفط من الآن ولعشر سنوات مقبلة سيكون هو القضية، ولكن بعد عقد من الآن ستكون المشكلة “المياه” فمعدلات النمو والتنمية في الصين والهند في تزايد، والطلب مستمر على النفط.. عموما أنا سعيد أنك اتيت على ذكر شافيز فما يفعله مثير للاهتمام لأنه يحاول ايجاد طريقة جديدة للحد من السيطرة الامريكية. فبوش سيكون لديه مشاكل خلال الفترة المتبقية.

في نهاية الحوار مع هيرش لم اشأ ان اغادر قبل ان اسأله عن قضية “الديمقراطية” والدمقرطة والشرق الاوسط الكبير.. الخ من مصطلحات تبرزها إدارة بوش عند الحاجة.. هيرش بدوره عاد ليسخر من هذه المسألة فهي في رأيه فقط “كلام” مجرد “كلام ادارة”.. وقال انه مع الاغلب فإن اكثر دولة ديمقراطية في المنطقة هي ايران، لقد كان لديهم انتخابات حقيقية.

انتهى حواري مع هيرش الذي كان يبدو متحمسا للقاء الشباب في دبي، وقال لي انه سيعرج في طريق عودته على المانيا “لاجراء مقابلة مهمة للغاية” مع شخصية مهمة  للغاية ايضا، وكعادته لم يزد ولم يفصح، فتركته وربما سأعود اليه لاحقا من باب الفضول الصحافي ليقيني بأنه عميد السبق الصحافي بدءاً من قضية “ماي لاي” في فيتنام وحتى ابو غريب وهو في طريقه لكشف الشيء الكثير.

 حنان البدري

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...