فرقة( كزا مدى) تحط رحالها في دمشق وتطرح لونها الجديد

اتسمت الأمسية الغنائية التي أحيتها الفرقة الموسيقية الناشئة حديثاً كزا مدى مساء أمس في دار الفنون بمزيج إلكتروني معاصر تمت إضافته على الموسيقا العربية لتشبع رغبة الجمهور في الاستماع إلى أنماط مبتكرة من الموسيقا التي لا تبتعد كثيراً عما تألفه آذانهم.
وقدمت الفرقة خلال حفلتها التي نظمتها دار الفنون بالتعاون مع مؤسستي إيقاع وأبواب للفنون والثقافة تسع أغنيات تم تأليف بعضها من قبل أعضاء الفرقة أنفسهم فيما جاءت البقية من الفلكلور العربي سواء من مصر أو لبنان أو فلسطين ولكن بتوزيع موسيقي جديد ومعاصر ينحو باتجاه تطعيم الموسيقا الشرقية بالموسيقا الإلكترونية وفن الأنيميشن.
وشكلت الحفلة مناسبة لأعضاء فرقة كزا مدى مناسبة لإعلان ميلاد الفرقة المكونة من موسيقيين متميزين يجمعون خلفياتهم الموسيقية المتباينة في عمل مشترك.
ويشارك في عضوية الفرقة كل من دنيا مسعود من مصر التي تقدم الأغاني الفلكلورية المصرية ممزوجة بالدراما عبر جمعها بين بساطة الموسيقا والحوار الدرامي بين الآلات المختلفة إضافة إلى عازف الغيتار محمود الردايدة من الأردن مؤسس فرقة جدل لموسيقا الروك العربي إلى جانب الموءلف الموسيقي الفلسطيني تامر أبو غزالة الذي يجمع بين موهبة الغناء والعزف على آلات العود والبزق وله تجارب موسيقية في عدة أنماط كالأغاني المسرحية والدرامية والتجريبية في اتجاه موسيقي حديث فضلاً عن زيد حمدان الذي يعد أحد الموسيقيين اللبنانيين الأكثر نشاطاً حيث يعمل على صعيد متعدد التخصصات كما أنه أسس العديد من المشروعات مثل فريق سوب كيلز وليبانيز آندرجراوند وأيضاً الفنان محمد علي خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق والذي كانت له تجربة سابقة في الرسم الحي على جهاز الكمبيوتر في عدة فرق أخرى.
وقال تامر أبو غزالة أحد أعضاء الفرقة في تصريح لـ سانا إن هذه الحفلة للفرقة تأتي ضمن فعالية لقاءات إيقاع التي انطلقت من مدينة أثينا اليونانية في إطار فعاليات مهرجان مياساف لموسيقا وفنون الشرق الأوسط البديلة باليونان الذي تنظمه المؤسسة اليونانية ميكراسيا بالتعاون مع المؤسسة العربية إيقاع.
وأشار أبو غزالة إلى أن الهدف من فعالية لقاءات إيقاع تأكيد حضور الموسيقا العربية الحديثة والبديلة في المشهد الموسيقي العربي وتخلق مزيجاً موسيقياً عربياً جديداً ولاسيما أن الموسيقا الرائجة في الوطن العربي هي موسيقا من نمط واحد موضحاً أن الخروج بموسيقا جديدة تمزج بين أساليب وأنماط الفرق المختلفة يوفر فرصة جيدة لتأكيد العمل الجماعي عن طريق تبادل الأفكار والخبرات.
وأشار أبو غزالة إلى أنه تم اختيار اسم الفرقة كزا مدى ليدل على الأفكار المتنوعة التي تضمها من خلال جمعها بين عدة موسيقيين ومختصين لهم خلفياتهم الثقافية والاجتماعية المتنوعة من دول عربية عدة وقال.. إن الفرقة تسعى لإيجاد معادلة صوت مختلفة وجديدة عما هو معتاد ليس فقط المعتاد التجاري ولكن أيضاً المعتاد الموجود على الساحة الموسيقية البديلة.
وأضاف.. إن أغلبية كلمات الأغنيات التي تم تقديمها كانت من اختيار دنيا مسعود فيما اقتبسنا بعضها من التراث وبعضها تم بناؤها بشكل جماعي وكان دوري في أغلب الأحيان تلحين ما يتم تحضيره من كلمات موضحاً أن النمط الموسيقي الخاص بالفرقة يجمع بين عناصر مختلفة كالإلكترونيات والموسيقا الشرقية فالمستمع الشرقي لن يشعر بغرابة التوزيع الموسيقي الجديد والعصري لأغنيات كزا مدى عندما يسمعها مغناة مع الغناء الفلكلوري الطربي وبمرافقة آلات موسيقية شرقية كالعود والبزق.
وقال أبو غزالة الذي أسس موءسسة إيقاع الموجودة في عمان والقاهرة وقريباً سيكون لها فرع في دمشق إن هذه المؤسسة تدعم الموسيقا البديلة بأساليب الإنتاج والتوزيع والحفلات والجولات إضافة إلى استضافة موسيقيين عرب يلتقون مع بعضهم لاشتغال موسيقا مشتركة يتم عرضها من خلال جولات في عدة مدن عربية.
من جانبه قال الموسيقي اللبناني زيد حمدان إن الفرقة التي تجمع أطيافاً موسيقية متعددة من الوطن العربي تحاول بث روح جديدة في الموسيقا العربية مضيفاً إن هذه الموسيقا تشكل قاسماً مشتركاً لجميع أعضاء الفرقة الذين يعبرون عن محبتهم وتعلقهم بالموسيقا العربية بطريقهم الخاصة مع الحفاظ على الحوامل الأساسية لهذه الموسيقا.
وأوضح حمدان إن النمط الغنائي المشهور حالياً في البلدان العربية هو البوب العربي وتسعى فرقة كزا مدى أن تضع بصمتها الخاصة وروحاً موسيقية عمادها التقنية الحديثة بهدف إيجاد نمط غنائي جديد للبوب العربي يجمع بين الموسيقا السلسلة والكلمة البسيطة المعبرة بحيث يستطيع الجميع تفهمها وتلقيها بحيوية وسلاسة.
بدوره أشار الفنان محمد علي خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق إلى تجربته السابقة مع زيد حمدان وديمة أورشو وخالد عمران والتي كرست عنصر التأليف مع أعضاء الفرقة الجديدة وقال.. عندما تم تشكيل هذه الفرقة التي تعتمد على الموسيقا التجريبية انضممت إليها لأرسم بشكل مباشر عن طريق جهاز إسقاط مع صور جهزتها مسبقاً تتناسب مع الأغنية وطبيعة الموسيقا.
وأشار علي إلى أن الفرقة اعتمدت صيغة مرافقة الصور والرسوم مع الموسيقا لأنها تعطي إحساساً مختلفاً للجمهور ولاسيما أن هذا الأمر يلمسه سمعياً وبصرياً.
يشار إلى أن فعاليات لقاءات إيقاع التي بدأت جولتها في المنطقة العربية من عمان فحققت حضوراً جيداً وتفاعلاً لافتاً من الجمهور الأردني ستكمل مسيرتها بعد دمشق إلى بيروت ومن ثم إلى الإسكندرية والقاهرة.

باهل قدار

المصدر: سانا