كاتب سوري يرفع دعوى ضد جنبلاط
أنا الموقع أدناه عماد فتحي شموط الكاتب والباحث السوري المستقل أريد رفع دعوى قدح وذم واعتداء على أمن الدولة الخارجي- بحق المدعو وليد جنبلاط نظراً لإتهامه سورية علانية وعبر وسائل الإعلام المختلفة ولأكثر من مرة باغتيال السيد رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق الذي اغتالته يد الغدر يوم الرابع عشر من شباط 2005 هو ومجموعة من مرافقيه في العاصمة اللبنانية بيروت حيث سقط شهيداً الأمر الذي ألمنا جميعاً في سورية وفجعّنا في طريقة تعاطي السيد جنبلاط مع الفاجعة واستغلالها سياسياً للتحريض على سورية محملاًُ إياها مسؤولية اغتياله داعياً الدول الكبرى لفرض عقوبات عليها ويعتبر هذا من قبيل دس الدسائس والمعاقب عليه بموجب المادة /264/ من قانون العقوبات السوري ونص المادة يشمل المدعى عليه السيد وليد جنبلاط بموجب أحكام المادة/270/ من قانون العقوبات السوري نظراً لأن المدعى عليه لديه محل إقامة في سورية -دمشق-مزة فيلات شرقية كما يندرج فعل المدعى عل يه تحت بند الجرائم الماسة بالقانون الدولي والتي ذكرها قانون العقوبات السوري صراحة بموجب أحكام المادة/278// على عقوبة الاعتقال المؤقت على كل من أقدم على أعمال أو كتابات أوخطب فعرض سورية لخطر أعمال عدائية أو عكر صلاتها بدولة عربية أو أجنبية أو عرّض السوريين لأعمال ثأرية تقع عليهم أو على أموالهم)) وأسمح لي يا سيدي أن أكون من الذين يطالبون بمحاكمته وأريد أن أذكر وليد بك وأقول له : (( يا سيد جنبلاط هل نسيت عمليات الأغتيال في لبنان وهل أنسحاب القوات السورية من لبنان مطلب شرعي ؟؟؟ ))
بداية أحب أن أذكر السيد وليد جنبلاط بعمليات الأغتيال التي قامت في لبنان وأذكره أيضا بعملية أغتيال والده (( كمال جنبلاط )) وهومن أهم الشخصيات اللبنانية التي اغتيلت في لبنان لأسباب سياسية أو طائفية و النائب والقائد الصيداوي الناصري، القومي العربي معروف سعد، ابن مدينة صيدا التي هي مسقط رأس الرئيس الحريري أيضا. وقد تم اغتياله بإطلاق الرصاص عليه في شباط / فبراير 1975 أثناء قيادته تظاهرة للصيادين في عاصمة الجنوب.وكذلك كان اغتيال الزعيم العربي اللبناني الكبير كمال جنبلاط وذلك يوم السادس عشر من آذار مارس 1977 في الشوف.كما تم أيضاً اغتيال الوزير والنائب السابق طوني فرنجية (ابن الرئيس السابق سليمان فرنجية) في منزله في بلدة اهدن شمال لبنان يوم 13/6/1978 مع زوجته وابنتهما،في حين تمكن نجله سليمان فرنجية من النجاة.وأصبح سليمان فرنجية وزير للداخلية في الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة الرئيس عمر كرامي. وكذلك اغتيال الزعيم الماروني الكتائبي الدموي بشير الجميل المسئول عن مذابح مخيمات تل الزعتر وضبية وجسر الباشا والمناطق الكرنتينا برج حمود والنبعة وغيرها.الذي اغتيل في انفجار دمر مقر قيادة المجلس الحربي الكتائبي في الأشرفية يوم 14-9-1982 . والذي على إثره قام أنصاره بقيادة سمير جعجع وايلي حبيقة ((اغتيل أيضاً بسيارة مفخخة في محلة الحازمية بالعاصمة شرق بيروت يوم 24/1/2001)) بالتنسيق والتشاور مع شارون وجيش الاحتلال الإسرائيلي بمجزرة صبرا وشاتيلا الشهيرة. كما اغتيل يوم 1/6/1987 رئيس الحكومة اللبنانية, الزعيم السني ورجل الدولة المعروف رشيد كرامي بتفجير عبوة ناسفة في طائرة هليكوبتر حكومية كان يستقلها.كما وحصدت آلة الاغتيال الجبانة في لبنان كل من مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد بتفجير سيارة مفخخة في محلة عائشة بكار ببيروت يوم التاسع من مايو – أيار 1989. وبعد ستة اشهر تم اغتيال الرئيس اللبناني رينيه معوض بتفجير مشابه في بيروت الغربية يوم 22 -11 – 1989. هذا واغتيل أيضاً القائد الماروني دوري شمعون ابن الرئيس السابق كميل شمعون في منزله ببعبدا مع جميع أفراد عائلته يوم 21/10/1990. وفي وقت لاحق أقدمت طائرات إسرائيل على اغتيال أمين عام حزب الله الشيخ عباس الموسوي في غارة صاروخية استهدفت سيارته في جنوب لبنان عام 1992. وهناك عمليات ومحاولات اغتيال كثيرة حصلت في لبنان ضد قادة وسياسيين وصحافيين وكتاب وشعراء ورجال دين وعلم وثقافة لبنانيين وعرب مثل نقيب الصحافة رياض طه، الشاعر كمال خير بيك،الفيلسوف كريم مروة، المفكر مهدي عامل، الروائي غسان كنفاني ،الشاعر كمال ناصر، الإعلامي خالد العراقي وغيرهم..وكذلك ضد قادة فلسطينيين كبار وكوادر فلسطينية محلية، بالإضافة لمئات حوادث الاغتيال التي شهدتها الساحة اللبنانية والمخيمات الفلسطينية خلال الأربعين سنة الأخيرة.وتعتبر تلك الاغتيالات بمثابة بقع سوداء في التاريخ اللبناني ومحطات حزينة سوف تظل شاهدة على حجم المؤامرة التي تعرض لها هذا البلد العربي الصامد و الصابر. وما اغتيال الرئيس رفيق الحريري سوى حلقة جديدة لكن كبيرة من حلقات المؤامرة على بلد المقاومة والحريات والانفتاح والتعددية.والأن اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق، رفيق الحريري، هو جريمة حسب كل المقاييس الانسانية والسياسية، واتهام سورية مباشرة بالمسؤولية عن هذه العملية يمكن قراءته بانه جريمة اخرى اعدت خيوطها مسبقا ورسمت ابعادها لادانة سورية حتى قبل ان يبدأ التحقيق في عملية الاغتيال، بهدف زيادة الضغوطات عليها وتأليب الرأي العام اللبناني والعربي والعالمي ضدها، على انها دولة ترعى ما يسمى الارهاب، ومطالبتها بتنفيذ قرار مجلس الامن رقم 1559 القاضي بانسحاب قواتها من لبنان.وإن حملة الاتهام التي شنها البعض ضد سوريا ليست في مكانها ولا في زمانها، بل أنها تأتي متناغمة مع الاتهامات الأمريكية والإسرائيلية والأجنبية المعادية لعروبة لبنان وللوجود السوري فيه. فكل التصرفات الأمريكية تدل على أن الإدارة الأمريكية تحضر لعدوان على سوريا ولبنان،من أجل تكملة مشروع السيطرة الأمريكية الصهيونية على الوطن العربي وبالذات على منابع النفط في العراق والخليج وعلى الدول المحيطة بفلسطين المحتلة.كذلك بسبب الموقف الراسخ لسوريا ولبنان الرسمي من المشروع الأمريكي الذي يريد الهيمنة على شرق المتوسط. من هنا أصبح الحديث عن الوجود السوري في لبنان حديث الساعة للمتأمركين والمتغربين وبالذات للمتفرسنين (من فرنسا) وكذلك لبعض الخارجين عن ثوابت أهل البيت الواحد في لبنان.وهذا ما يفسر حدة الضغط العالمي على سوريا والحكم اللبناني من قبل تحالف محلي صارت مطالبه أكثر انسجاماً مع المواقف لأمريكية،"الإسرائيلية" والفرنسية التي ليست بالضرورة مواقف تغار على مصلحة لبنان.عملية اغتيال الرئيس الحريري بكل ما فيها من بشاعة تعتبر موجهة ضد وحدة لبنان واستقراره وأمنه الوطني ومصالحه العليا.ويجب أن تكون رسالة لكل اللبنانيين من اجل تماسكهم وتكاتفهم ووحدتهم حفاظاً على وطنهم والسلم المدني والحياة الديمقراطية في بلد عانى الويلات بسبب تدخل الآخرين ولأسباب محلية كان يجب دفنها بعد انتهاء مرحلة الحرب وبداية زمن السلم والبناء. أما الوجود السوري في لبنان فليس وجوداً أبدياً ويجب أن ينتهي بانتهاء أسبابه،مع العلم أن عملية اغتيال الحريري سوف تسرع في ذلك لأن الحليفتين المتباعدتين الولايات المتحدة وفرنسا أصبحتا في تنافس علني على إنهاء الوجود السوري في لبنان. هذا بالإضافة لتدخل "إسرائيل" الدائم على الخط وبشكل علني قبيح فشارون وضع بعد اغتيال الرئيس الحريري شروطا جديدة للتفاوض مع سوريا وأهمها انسحاب سوريا من لبنان تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي. ومنذ اليوم وصاعدا سوف تتعرض سوريا لضغوطات جمة اقتصادية ، سياسية ، عسكرية وأمنية من اجل طردها من لبنان.لكن على الذين يريدون طرد سوريا من لبنان ان يجدوا مسبقاً الحلول والضمانات لعدم تفجر حرب أهلية جديدة فيه، فوجود سوريا بغض النظر عن طبيعته و سلبياته لازال الضمانة الوحيدة لعدم تكرار الماضي. وهنا لا بد من القول ان اللاعب الأهم في القضية كلها هو اللاعب اللبناني الذي على عاتقه تقع مسألة حماية لبنان ووحدته ومنع تفجر الأوضاع وتكرار تجربة الماضي اللعينة.مع اننا لا نفهم في التفجيرات والاغتيالات والمواد التي تستعمل لتنفيذ هذه الاعمال، ونتركها لدول اعتمدت الاغتيالات سياسة رسمية لها، الا اننا نورد في هذا السياق تصريحا لمسؤول امني لبناني قال ان المواد التي استخدمت في عملية الاغتيال تستعمل لاول مرة في لبنان، الامر الذي يدفعنا الى التفكير بان من نفذ العملية لا يمكن ان يكون فردا او مجموعة افراد، ولا يمكن ان تكون منظمة ارهابية، انما دولة تملك هذه المواد وتعرف كيف تستعملها بالوسائل التكنولوجية المتطورة جدا التي تصنعها.: مساعد وزير الخارجية الامريكي ويليام بيرنز، طالب بعد وقوع الجريمة القوات السورية بالانسحاب فورا من لبنان وتطبيق قرار الشرعية الدولية الذي يحمل الرقم 1559 وانضمام اسرائيل الى هذا المطلب يثير العديد من التساؤلات حول نزاهتة، خصوصا اذا اخذنا بعين الاعتبار ان اسرائيل هي السباقة في عدم تطبيق القرارات الدولية ابتداء من قرار التقسيم (181) ومرورا بقرار حق العودة (194) والقرارين المشهورين 242 وـ338 القاضيين بانسحاب الاحتلال الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة.
ويجب المطالبة بتعيين لجنة تحقيق دولية في جريمة اغتيال الحريري هو مطلب في غاية الغرابة، ودق مسمار آخر في نعش سيادة لبنان وحكومته وشعبه. اننا اذ نضم صوتنا الى المطالبة بالتحقيق للكشف عن هوية الجناة، نحذر من ان تدويل التحقيق هو حلقة مرسومة من السيناريو المدروس جيدا لادانة سورية، وعزلها دوليا للاستفراد بمنظمة حزب الله، التي تشكل خطرا استراتيجيا على اسرائيل باعتراف صناع القرار في تل ابيب.: في الستينيات من القرن الماضي قام "مجهولون" باغتيال الرئيس الامريكي جون كنيدي في عقر داره، ولم نسمع حتى الان عن مطالبة امريكية او دولية بتشكيل لجنة تحقيق، خصوصا وانه توافرت الكثير من المعلومات عن ضلوع الاستخبارات الامريكية في هذه الجريمة، فقبل ان تطالب "ام الحريات" بلجنة دولية للتحقيق في اغتيال سياسي عربي من العالم الثالث كان حريا بها ان تعرف من قتل رئيسها. فمن قتل جون يا سيد جورج دبليو بوش ؟
عماد فتحي شموط (( كاتب وباحث سوري مستقل ))
موبايل (( 009631195635285 ))
إضافة تعليق جديد