لبنان: التأجيل السادس عشر لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية

من المقرر أن يعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اليوم، عن التأجيل السادس عشر لجلسة مجلس النواب المقررة غداً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، على أن يحدد موعد الجلسة المقبلة في الخامس والعشرين من الجاري، أي قبل أربعة أيام من موعد انعقاد القمة العربية في دمشق في 29 و30 الجاري، وبعد أحد عشر يوماً على انتهاء أعمال القمة الإسلامية التي ستعقد في العاصمة السنغالية يومي 13 و14 الجاري بمشاركة عدد كبير من قادة الدول العربية والإسلامية.
وبدا واضحاً أن الرئيس بري باختياره الموعد الجديد انما يحاول أن يستفيد من زخم القمة الإسلامية وما يمكن أن ينتج عنها من ديناميات معينة على صعيد العلاقات العربية العربية وكذلك العربية الإسلامية، مثلما يراهن أيضاً، على أن يشكل موعد 25 آذار حافزاً لتزخيم المبادرة العربية عشية قمة دمشق في اتجاه حل عقدة السلة المتكاملة التي حالت وتحول دون تمرير الاستحقاق الرئاسي حتى الآن.
ولم يحجب الاهتمام بالملف الرئاسي والحكومي، الاهتمام عن قضايا داخلية من نوع آخر، ومنها الملف الجنوبي، خاصة في ضوء موجة من الشائعات والأخبار المضخمة التي تداولتها مواقع الكترونية ووسائل إعلامية محلية، حول عدوان إسرائيلي وشيك الخ... بينما دلّت مؤشرات عدة أبرزها ما شهدته غزة ومن ثم عملية القدس، أن هناك «فرملة» لاندفاعة بعض الأوساط الإسرائيلية الداعية الى شن حرب جديدة ضد لبنان.
وهذه «الفرملة» عكستها أيضا مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى في القاهرة، بقولها ان الاتصالات الدبلوماسية التي جرت بين بعض العواصم المعنية أظهرت أن لا رغبة لدى أي جهة بالحرب، وبالتالي فإن احتمال قيام إسرائيل بشن عدوان عسكري جديد ضد لبنان حالياً «هو أمر مستبعد جداً»، وأكدت أن الجميع يستشعر خطورة الموقف في المنطقة «التي تقف على فوهة بركان».
وأضافت المصادر أن الانفجار «اذا حصل لن يكون أحد بمنأى عنه نهائياً ولذلك، فإن الرغبة بضبط الموقف موجودة عند الجميع من دون استثناء»، ولم تستبعد في هذا المجال أن يبادر الأميركيون الى إعلان سحب أسطولهم البحري من قبالة الشواطئ اللبنانية بعد أن تبين لهم أنه أعطى مردوداً سلبياً على حلفائهم ولم يخدمهم نهائياً.
وفي هذا السياق، استبعد الرئيس نبيه بري احتمال قيام إسرائيل بشن عدوان جديد ضد لبنان، وطمأن اللبنانيين أن الفتنة المذهبية لن تجد لها موطئاً في بلدهم، وشدد على ضرورة الإسراع في إيجاد تسوية داخلية، مؤكداً التزام المعارضة اللبنانية بالمبادرة العربية ببنودها كافة وفي طليعتها انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانون انتخابي جديد.

وقال بري إن الأكثرية تريد على ما يبدو قانون الـ,1860 ولذلك قلنا ونكرر أن أي تجاوز لقانون الستين وهو تنازل كبير من جانب «أمل» و«حزب الله» والمعارضة، لن يكون إلا باتجاه دوائر أكبر وليس أصغر كما يريد البعض.
وأضاف «بكل الأحوال نحن ننتظر ما ستقرره الأكثرية في هذا الشأن، وعندما يقررون موقفهم النهائي من القانون سيكون هناك موقف موحد للمعارضة»، مجدداً القول إن قانون الانتخاب «هو بيت القصيد، وهو أهم وأخطر من قضيتي رئاسة الجمهورية والحكومة».
الى ذلك، قال مصدر بارز في قوى الأكثرية إن المؤتمر الذي ستعقده الأمانة العامة لقوى الأكثرية اليوم في البريستول، سيتحول مناسبة لإعادة تأكيد تمسك الأكثرية بالمبادرة العربية ببنودها كافة، وأشار الى أن المؤتمر مخصص للإعلان عن موعد إعلان الوثيقة السياسية التنظيمية التي ستحول قوى الرابع عشر من آذار الى إطار سياسي جبهوي متماسك، له برنامجه السياسي وبنيته التنظيمية المرنة، وقال إن المؤتمر الأول سيعقد يوم الجمعة المقبل.
في هذه الأثناء، تسلمت السعودية، أمس، دعوة رسمية لحضور القمة العربية في دمشق، مؤكدة حضورها دون تحديد مستوى هذا الحضور حتى الآن.
وجاء تسليم الدعوة السورية متزامناً مع محادثات إيرانية سورية في دمشق من جهة، واجتماع ثلاثي إيراني عُماني سوري في العاصمة السورية من جهة ثانية، فيما كانت بعض وسائل الإعلام قد تحدثت عن اجتماع رباعي وليس ثلاثياً شارك فيه وزير الخارجية القطري.
وقد تسلم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل دعوة سورية الى المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة العربية العشرين التي ستنعقد في دمشق، وذلك خلال استقباله أمس وزير الدولة السوري لشؤون الهلال الأحمر الدكتور بشار الشعار بحضور سفير سوريا لدى السعودية أحمد نظام الدين ومدير مكتب وزير الخارجية بسام صباغ ورئيس إدارة الدول العربية بوزارة الخارجية السعودية السفير صالح الكحيمي.
وقال مصدر دبلوماسي سعودي إن مسألة حضور المملكة للقمة على أي مستوى «لم تقرر بعد»، فيما قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لـ«العربية» إن مسألة حضور السعودية للقمة قد حسمت لكن لم يتقرر مستوى المثيل.
وقالت مصادر دبلوماسية عربية إن سوريا ستوجه دعوة رسمية للبنان للمشاركة في القمة يوم الأربعاء المقبل (12 الجاري) وذلك عن طريق الأمين العام للجامعة العربية، الذي سيسلم الدعوة للبعثة اللبنانية في الجامعة العربية أو يوفد من يمثله الى بيروت لنقل الدعوة رسمياً الى الحكومة اللبنانية.
وقالت معلومات أن وزراء خارجية سوريا وليد المعلم وسلطنة عمان يوسف بن علوي وإيران منوشهر متكي التقوا على طاولة الغداء في العاصمة السورية أمس الأول، وذلك قبل ان يجتمع الوزير المعلم إلى نظيره الإيراني في مطار دمشق الدولي حيث كان الأخير قد أنهى جولة له في بعض العواصم الأفريقية.
وشملت محادثات المعلم ومتكي «الاوضاع الراهنة فى المنطقة وتطوراتها فى فلسطين ولبنان»، حسب وكالة «سانا». فيما ذكرت مصادر أخرى أن متكي عدل برنامج زيارته إلى دمشق، بسبب اضطراره للسفر إلى العاصمة السنغالية داكار للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي.
ومن المقرر أن يشارك في الاجتماع الوزاري الإسلامي عن سوريا نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، فيما ينوب عن الرئيس بشار الاسد في اجتماعات القمة يومي الخميس والجمعة المقبلين نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.
وقالت «سانا» إن وزير خارجية سلطنة عمان وصل إلى دمشق «في زيارة خاصة»، لكن مصادر أخرى رجحت أن يكون لزيارة بن علوي مغزى سياسي مرتبط بالملف اللبناني وخصوصا أن سلطنة عمان كان سبق لها أن حملت مبادرة حل إلى لبنان.
وذكرت مصادر مطلعة ان المعلم عقد، أمس الأول، اجتماعاً مع رئيس الوزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني خلال توقف طائرة الأخير في مطار دمشق للتزود بالوقود وهو في طريقه الى احدى العواصم.
وطالب الشيخ حمد بن جاسم في محاضرة ألقاها أمس في ختام اعمال مهرجان الدوحة الثقافي، الزعماء العرب بحضور قمة دمشق، مؤكداً حضور قطر، وقال «لا يجب أن نساوم على القمة العربية والمقاطعة لا تفيد وإذا لم نقاطع أنابوليس فلماذا نقاطع القمة العربية في دمشق رغم كل خلافاتنا»؟
وفي المنامة، أعلن عن اتصال هاتفي، جرى، أمس، بين الرئيس بشار الأسد والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة «وتم خلاله البحث في الاتصالات الجارية بين الدول العربية لتهيئة المناخ الملائم لإنجاح القمة العربية في دمشق أواخر هذا الشهر».

المصدر: السفير