"لعبة" تعدد المسارات التفاوضية الإسرائيلية

19-06-2008

"لعبة" تعدد المسارات التفاوضية الإسرائيلية

الجمل: أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم بأن إسرائيل بدأت تدفع علناً باتجاه الدخول في مفاوضات سلام إسرائيلية – لبنانية.
* التسريبات الواردة في تقرير الواشنطن بوست:
أعد التقرير الصحفي الأمريكي غريف وريت وحمل عنوان «إسرائيل تعتزم محادثات سلام مع لبنان»، وتطرق التقرير إلى النقاط الآتية:
• تحركت إسرائيل يوم أمس الأربعاء علناً من أجل فتح مفاوضات سلام مع لبنان.
• تسعى إسرائيل من أجل إضافة مبادرة أخرى لما هو جاري حالياً مع بعض خصوم إسرائيل.
• التحرك الإسرائيلي من أجل المحادثات مع لبنان جاء بعد يوم واحد من توصل إسرائيل إلى الهدنة مع حماس.
• تتفاوض إسرائيل حالياً مع حزب الله من أجل إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين المعتقلين لديه.
• صرح مارك ريجيف المتحدث الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلاً بأن إسرائيل تجري محادثات مع السوريين والفلسطينيين ولا يوجد سبب يمنعها من إجراء محادثات مع اللبنانيين.
• قابل اللبنانيون التحرك الإسرائيلي ببرود وقالوا بأنه لا يوجد مجال في الوقت الحالي لإجراء محادثات بين البلدين.
• خلال زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية إلى لبنان الأسبوع الماضي تطرقت إلى ضرورة أن يحاول اللبنانيون والإسرائيليون حل خلافاتهم حول الأرض.
* ماذا وراء تعدد مسارات التفاوض الإسرائيلي:
المفاوضات، أي مفاوضات، بمعناها البسيط هي نقاش بين الأطراف المتنازعة من أجل التوصل إلى حل الخلافات وتفادي التصعيد والتوتر والحرب وبالتالي فإن عملية التفاوض تندرج ضمن الإجراءات والسبل الوقائية لمنع اندلاع الحرب.
تخضع عملية التفاوض من الناحية العامة والخاصة لنفس معطيات وقواعد الحرب وفي هذا الصدد لا يختلف علم التفاوض عن علم الحرب كثيراً ويرى بعض الخبراء بأنهم يكملان بعضهما البعض فالمفاوضات تمثل استمراراً للحري بالوسائل الدبلوماسية، والحرب تمثل استمراراً للمفاوضات بالوسائل العسكرية وذلك طالما أن كل من الحرب والمفاوضات يسعى لحل الخلافات وحسمها.
ولكن معطيات خبرة التفاوض الإسرائيلية تشير إلى جوانب أخرى تندرج خارج الإطار الأخلاقي السياسي المتعلق بقواعد الحرب وقواعد التفاوض المتعارف عليها، وذلك لأن إسرائيل في حروبها تلجأ إلى ما هو غير مألوف وفي مفاوضاتها كذلك.
• سعت إسرائيل مستعينة بالضغوط الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية الغربية إلى تفادي التفاوض مع مركز عربي تفاوضي موحد، بما أدى إلى نشوء العديد من المسارات التفاوضية في الصراع العربي – الإسرائيلي.
• على خلفية تعدد المسارات أصبحت هناك مفاوضات سلام مصرية – إسرائيلية، وفلسطينية – إسرائيلية، وأردنية – إسرائيلية، ولبنانية – إسرائيلية، وسورية – إسرائيلية.
وقد أدت معطيات خبرة التفاوض الإسرائيلي مع الأطراف العربية إلى النتائج الآتية:
• استخدم الإسرائيليون تعدد المسارات التفاوضية من أجل إشعال التنافس بين الأطراف العربية بما يؤدي إلى تفكيك تماسك قوام الموقف العربي الموحد في مواجهة إسرائايل.
• استخدم الإسرائيليون مزيجاً من تطبيقات ما تطلق عليه العلوم السياسية تسمية "نظرية الألعاب" بشكل تتعامل إسرائيل فيه مع المفاوضات باعتبارها "لعبة" يتم استخدامها وفقاً لبرمجة تؤدي إلى نتيجة خاسر (العرب) ورابح (إسرائيل).
وتأسيساً على ذلك ربحت إسرائيل وخسرت مصر في كامب ديفيد حيث أن مصر استعادت شكلياً سيناء ولكنها بقيت عملياً في يد الإسرائيليين، وربحت إسرائيل كذلك في وادي عربة لأنها حصلت على كل ما تريد دون أن تسمح للأردن بالحصول على شيء سوى الإبقاء على رقبة النظام الأردني، أما في المفاوضات مع الفلسطينيين فما زالت السلطة الفلسطينية تواجه حالة التدهور المستمر والخسائر المتزايدة كلما عقدت جلسة تفاوضية مع إسرائيل. ولكن في حالة المفاوضات السورية – الإسرائيلية وطوال فترة انعقاد جولات المفاوضات مع سوريا والتي عقدت وفق استراتيجية تلازم المسارين السوري – اللبناني فإن إسرائيل لم تحصل على شيء.
الآن عادت إسرائيل مرة أخرى إلى لعبة تعدد المسارات التفاوضية فهل ستسعى للتفاوض من أجل التسوية والسلام الحقيقي أم أنها تسعى لاستخدام معطيات نظرية الألعاب والعمل على إدارة المفاوضات نحو اللاحل؟
* لعبة المفاوضات الإسرائيلية – اللبنانية:
على خلفية التحرك الإسرائيلي الهادف لإجراء مفاوضات سلام مع لبنان تبرز بعض الأسئلة:
• من هم اللاعبون الأساسيون في الساحة الإسرائيلية وفي الساحة اللبنانية؟
• ما هي استراتيجيات التفاوض التي سيعتمدها الطرفان اللبناني والإسرائيلي؟
• ما هي القواعد التي ستحكم الأداء السلوكي التفاوضي لكلا الجانبين؟
• ما هو المقابل الذي سيدفعه كل طرف كثمن للنتائج التي يمكن أن تتوصل إليها عملية السلام؟
• ما هي أجندة التفاوض لكل من الإسرائيليين واللبنانيين؟
يطالب اللبنانيون بمزارع شبعا وتلال كفر شوبا، إضافةً إلى عدم التدخل في شؤونهم الداخلية وبالمقابل يطالب الإسرائيليون بضرورة نزع سلاح حزب الله والمقاومة الوطنية والتطبيع والانفتاح التجاري واتفاقيات الصداقة، ولكن ما لم يتم التطرق إليه حتى الآن هو المطالب الأمنية الإسرائيلية التي سيكون أقلها نزع السلاح اللبناني وضبط الحدود السورية – اللبنانية والسماح لإسرائيل بالتواجد أمنياً وعسكرياً في لبنان وغير كذلك. ونلاحظ أن التحرك الإسرائيلي الهادف لفتح قنوات السلام مع لبنان هو تحرك هدفه الغير معلن هو:
• إعطاء زخم جديد لتصعيد الخلافات اللبنانية – اللبنانية التي نشأت بعد اغتيال الحريري.
• السعي من أجل تقييد لبنان بالمزيد من الشروط التي تؤدي إلى انكفاءه وعزل نفسه عن علاقاته مع سوريا.
• استخدام ملف المفاوضات الإسرائيلية – اللبنانية في محاولة ابتزاز سوريا في مفاوضاتها مع إسرائيل والعكس بالعكس!!

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...