لقـاء روسـي ـ عربـي لتخفيف هجوم عرب روتانا على الدولة السورية وسماحهم ل"الإئتلاف" بالحوار

21-02-2013

لقـاء روسـي ـ عربـي لتخفيف هجوم عرب روتانا على الدولة السورية وسماحهم ل"الإئتلاف" بالحوار

رأت موسكو وجامعة الدول العربية، أمس، بشائر أمل في أن يبدأ طرفا الصراع في سوريا محادثات لإنهاء الأزمة القائمة منذ نحو عامين، فيما حذرت روسيا السلطات السورية والمسلحين من أن استمرار نزاعهما العسكري يعتبر «طريقاً مدمراً للطرفين».
وقال ديبلوماسيون في الأمم المتحدة إن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وافق على تمديد مهمته ستة أشهر على الأقل. وتنتهي مهمة الإبراهيمي الأولى ومدتها ستة أشهر غداً.
ميدانياً، تتواصل الاشتباكات الضارية بين القوات السورية والمسلحين في مناطق مختلفة من ريف دمشق، بالإضافة الى حلب، حيث تتركز المعارك حول مطارات حلب الدولي والنيرب وكويرب العسكريين. وقتل لاعب كرة قدم سوري وأصيب عدد آخر في استهداف المسلحين «مدينة تشرين الرياضية» وسط العاصمة. زيباري (الى اليمين) والعربي ولافروف ومنصور وعمرو خلال المؤتمر الصحافي المشترك في موسكو امس (ا ب)
وذكرت مواقع انترنت سورية أن «الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار حاولت اختراق الأجواء السورية من الجهة اللبنانية في منطقة دير العشاير قرب الحدود اللبنانية السورية».
لكن مصادر أمنية لبنانية قالت إن الانفجار ناتج من إطلاق القوات السورية صاروخ أرض - جو باتجاه طائرة استطلاع إسرائيلية، كانت تحلق في المنطقة، بهدف التصوير وبث المعلومات، وهي من طراز «أم. ك«. ولفتت إلى أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية كثفت من جولاتها في الآونة الأخيرة في أجواء المناطق القريبة من قرى ينطا ودير العشاير، في قضاء راشيا، المتاخمة للحدود اللبنانية السورية، وصولاً إلى تخوم مزرعة دير العشاير، والزبداني، وامتدادات الطريق الدولية المؤدية إلى دمشق عبر نقطة المصنع الحدودية اللبنانية.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي مشترك في ختام «المنتدى الروسي - العربي» في موسكو، إنهما متفائلان لأن الحكومة والمعارضة في سوريا أظهرتا استعدادهما للحوار.
وقال لافروف «كانت هناك دلائل على ميل إيجابي لبدء حوار، وبدأ ممثلون عن كل من الحكومة والمعارضة في التحدث عن ذلك». وأضاف «حتى الآن مازال الطرفان يضعان شروطاً مسبقة، لكن وفقاً لرؤيتنا المشتركة فإن وجود الاستعداد الرئيسي المشترك لبدء حوار يجعل الاتفاق على هذه العملية مجرد عمل ديبلوماسي».
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو الاثنين المقبل. ورجّح لافروف أن يزور رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» احمد معاذ الخطيب موسكو مطلع آذار المقبل، مشيراً إلى أن الهدف منها «توفير الظروف المؤاتية لبدء حوار مباشر» بين النظام والمعارضة.
وقال «من المهم للغاية أن يلقى استعداد قادة المعارضة للحوار تأكيداً من جانب الحكومة على استعدادها كذلك للحوار»، مضيفاً «الآن حان الوقت لأن تؤكد الأفعالُ الأقوالَ». وأعلن انه يعود إلى الطرفين تحديد طبيعة الحوار المحتمل وعلى أي مستوى، مشدداً على ضرورة «ألا يفرض (أحد) شروطاً على الآخر، وإعلان عدم التحادث مع هذا بل ذاك».
وأعلن لافروف أن «روسيا مستعدة لتهيئة أرضية ملائمة للحوار بين المعارضة والحكومة السورية». وقال «إذا شعر الجانبان بالراحة لبدء الحوار في موسكو فسنقدم لهم الإمكانيات المتاحة كافة. نحن لم نضع مثل هذا الهدف (الحوار في موسكو) نصب أعيننا، نحن نسعى من أجل أن يبدأ الحوار ولكن أين وعلى أي مستوى، يجب أن يحدده الجانبان».
وحذر لافروف النظام السوري والمعارضة من أن استمرار النزاع العسكري بينهما يعتبر «طريقاً مدمراً للطرفين»، في وقت تستمر فيه الاشتباكات الضارية بين القوات السورية والمسلحين. وقال «لا يمكن لأي من الطرفين أن يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري. انه طريق لا يقود إلى أي مكان، بل إلى دمار الطرفين»، مضيفاً «آن الأوان لوقف هذا النزاع الطويل المستمر منذ سنتين».
وقال العربي، بعد المحادثات التي شارك فيها أيضاً وزراء خارجية لبنان عدنان منصور والعراق هوشيار زيباري والكويت صباح الخالد الحمد الصباح ومصر محمد كامل عمرو، فيما غاب وزيرا خارجية قطر والسعودية، «نحن نرحّب بالمبادرة التي طرحها الخطيب الذي عرض الحوار مع الحكومة، وأنا أعتقد أننا سنتمكن من تحقيق هذا الهدف». وأضاف «روسيا تربطها علاقات طيبة مع الحكومة في دمشق، ونحن نأمل أن تستخدم ذلك في إقناعها بأن هذا الصراع لا يمكن حله إلا بطريق سلمي».
ودعا العربي الرئيس السوري بشار الأسد إلى تسليم صلاحياته لنائبه وبدء الحوار مع المعارضة، معبراً عن أمله في أن توافق الحكومة السورية على بدء الحوار. وعبر عن أسفه لعدم وجود اتصال مباشر بين الجامعة العربية والسلطات السورية.
وقال منصور، من جهته، إن لبنان يدعم موقف موسكو من الأزمة السورية التي تتفاقم يومياً وتؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا، مشيراً إلى أنه لا بديل للحوار في سوريا.
يُشار إلى أن «المنتدى الروسي - العربي» تأسس في كانون الأول العام 2009 لكن تعذر عليه الانعقاد منذ ذلك الوقت نظراً للتوتر القائم بين موسكو والدول العربية على خلفية «الربيع العربي».
ووقع لافروف والعربي على بيان وخطة العمل المشترك. وقال لافروف «عبرنا في البيان عن إصرارنا على مكافحة الإرهاب بأشكاله كافة، وكذلك التوصل إلى تسوية شاملة للنزاع الإسرائيلي - العربي على أساس مبادئ القانون الدولي. وأشرنا إلى ضرورة وقف الخطوات المتخذة من جانب واحد، التي تعرقل تنفيذ قرارات هيئة الأمم المتحدة بشأن تسوية النزاع، وأولها النشاط الاستيطاني الذي تستمر به إسرائيل، منتهكة بذلك قرارات المجتمع الدولي. ونحن ندعو إلى تنفيذ القرار المتخذ بشأن خلق مناطق خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط».
وأعلن أن خطة العمل تضمنت «آليات عملنا المشترك في تطوير الحوار السياسي على مستوى الوزراء، والممثلين الخاصين والخبراء والمسؤولين الكبار. حيث تمت الإشارة إلى الإجراءات التي سنتخذها من أجل تعميق وتوسيع التعاون في مجالات الاقتصــــاد والطاقة، ومن ضمـــنها مصادرها الجديدة، والنقل والاتصالات والمياه والزراعة وكذلك في حـــماية البيئة وتوسيع الإمكانيات في مجال السياحة والتعليم».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...