نخب 2007 بصحة حكومتنا وبكل ما تملك من شعارات

17-12-2006

نخب 2007 بصحة حكومتنا وبكل ما تملك من شعارات

الجمل- مصطفى علوش:  سألني صديقي الذي انتهى للتو من تحطيم الرقم القياسي في الصبر بعد سباق صعب مع المدعو أيوب: أين ستسهر ليلة رأس السنة؟
وأعرف مسبقاً أنه يسخرضمناً بسؤاله هذا، لأن البيت هو مكان السهر والسمر، ولم أتعلم بعد عمر قطع الأربعين أن أسهر خارج المنزل والسبب ليس لأني (آدمي) كما يُقال، إنما لأن حكوماتنا الماضية والحاضرة لم تمنحني فرصة لألتقط نفسي وكل ما أملكه بعد هذا العمر من ترديد شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية منزلاً بريف دمشق مرهون إلى الأبد للبنك العقاري مناصفة مع زوجتي المؤمنة بحقوق الرجل بالحياة.
أجبته وأعرف أنه يخاف من ظلّه أنني سأكتب عدة رسائل للحكومة الموقرة أعبّر فيها عن بعض مشاعري وهواجسي.
فقال مرعوباً: وكيف سترسلها؟
قلت: ثمة جمل عربي لم يدرس في مدارس الوحدة والحرية والاشتراكية، ولم يُلقّن بعد ثقافة الخوف والرعب، سأحمّله تلك الرسائل.
فأجابني: يبدو أنك قد (فقست) وتخليت عن عقلك.
قلت: سأشرب الآن نخب عام 2007 وبالتالي قانوناً أنا سكران، وسأبدأ برسالتي الأولى:

السيد وزير الإعلام..
أتمنى من كل قلبي أن تعقد اجتماعاً للمحررين في الصحف الثلاث لكي تتعرف على وجوههم فقط اجتماع مشابه لتلك اللحظات الأولى التي كان يدخل فيها مدرّس جديد على شعبة الصف، ويسأل الطلاب عن أسمائهم، وأعدك بأننا لا نريد منك سوى التعارف فقط، لأن الزملاء الذين يستمتعون بصفحاتهم ودكاكينهم هم أقوى من كل الوزارات ومن كل حملات التغيير والتطوير.. وطبعاً هؤلاء منظّرون بارعون في قضية الشرف المهني وقدسية الصحافة وبارعون أيضاً في رسم الخطط التطويرية التي تصبّ في جيوبهم فقط.

السيد وزير الإدارة المحلية..
من موقع المواطن الحريص على بلده (وبسذاجة تامة) أقول لكم: هل تعرفون عدد الورش الصناعية وغير الصناعية المنتشرة في ريف دمشق، ومعظمها غير مرخص، يعني لا تدفع الرسوم والضرائب؟ وهل تعرفون أن معظم هذه الورش تحصل على الكهرباء إما سرقة أو بسعر منزلي /غير تجاري/ وبمعرفة رؤساء البلديات ومكاتبها التنفيذية؟ والأمثلة أكثر من الهم على القلب..

السيد وزير الزراعة..
بعد استغنائنا عن لحم الخروف ولحم البقر ولحم الجمل، أرجو أن تخترعوا لنا لحماً زراعياً يناسب رواتبنا..

السيد وزير النقل..
رجائي الكبير أن تعقد اجتماعاً واحداً وتلتقي فيه بسائقي السرافيس على خطوط يلدا ويرموك اوتستراد وخطوط ميدان شيخ ومزة جبل كراجات وجرمانا باب توما. والغاية ليست فقد التأكد من ثقافة هؤلاء إنما التعرف على الطريقة التي يُعاملون بها المواطن السوري، ولا مانع من استدعاء مجموعة من سائقي التكسي لهذا الاجتماع.

السيدة وزيرة المغتربين..
أعرف أن اهتمامك بالمغتربين خارج الوطن كبير جداً جداً، ولأن اختصاصك هو المغتربين أرجو أن تطلبي اجتماعاً للمغتربين داخل سوريا ممن شملهم قول الإمام علي بن أبي طالب: (الفقر في الوطن غربة) لتتعرفي على مشاريع هؤلاء الوهمية في تحقيق حياة تليق بالبشر.

السيد وزير الثقافة..
مرحى من كاتب مبدئ وفاشل، لشخصكم الكريم بعد إنجازكم المسرحي الكبير بعقد عدد من المهرجانات المسرحية خلال عام واحد، وأقترح عقد مهرجان خاص بالمهرجانات، وإنشاء مجلة مهرجانية لمتابعة مهرجان المهرجانات هذا. ونود شكركم على قدرتكم على جمع أكبر عدد من الخبرات الثقافية والصحفية حولكم بغية تنشيط الثقافة.

السيد رئيس مجلس الشعب..
كلما شاهدت وجوه أعضاء المجلس وتابعت دفاعهم عن قضايانا الداخلية تنتابني موجة من الضحك الهستيري، وهذا الضحك لا علاقة له بتلك الجلسة التاريخية التي خصصت لكشف فساد السيد عبد الحليم خدام..
فالحمد الله لا يوجد عندنا فاسد سوى ذلك الخدام؟ّ!

إلى الزملاء الصحفيين والصحفيات المدعومين والمدعومات..
أعدكم بعدم المزاحمة على مكاسبكم من الآن وحتى نهاية عمري المهني، شريطة أن تكتبوا لنا شهرياً مادة صحفية تنتمي لعالم الصحافة، مادة لا يكون حبرها مأخوذ من نعال الواسطات والتقارير وتلحيس الأقدام.

إلى العمالقة في بلدي والذين يفهمون في كل شيء ويتحدثون في كل شيء..
أنصحكم بزيارة مشفى ابن سينا لتدركوا تلك القواسم المشتركة بينكم وبين من حاول قبلكم أن يفهم في كل شيء.

السيد وزير المالية..
كيف يمكن أن يعيش مواطن موظف ولديه ولد وحيد بمبلغ عشرة آلاف ليرة سورية لمدة شهر كامل، دون أن نذكر أمامه تعريفاً لاقتصاد السوق الاجتماعي...؟

دعاء أخير..
إلى كل الوزارات والجهات المعنية بشؤوننا: الرجاء أخذ الحيطة والحذر وشد الأحزمة أثناء الهبوط إلى عوالمنا الأرضية.

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...