غارات قرب حمص ولافروف يحذر من العدوان البري وأوباما يبرّر حربه بـ.«سوء التقدير»
أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، بأن الولايات المتحدة لم تتوقع أن يؤدي تدهور الوضع في سوريا إلى ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش، فيما كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يحذر من أن أي عملية عسكرية برية تستهدف «داعش» في سوريا، من دون موافقة الحكومة السورية ومجلس الأمن، ستعتبر عدواناً.
في هذا الوقت، واصلت طائرات التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، لليوم السادس على التوالي، استهداف مصافي النفط التابعة لـ«داعش» في سوريا، ووسعت، للمرة الأولى، غاراتها إلى محافظة حمص، كما استهدفت قوات «الدولة الإسلامية» التي تحاصر بلدة عين العرب ، لكن هذه الضربات لم تعرقل الحصار الذي يفرضه «الجهاديون» على المقاتلين الأكراد فيها.
وفي شريط مصور بعنوان «تعليق على القصف الصليبي لبعض مقرات جبهة النصرة وبيوت المسلمين في الشام»، بث على موقع «يوتيوب»، وصف المتحدث باسم «جبهة النصرة» أبو فراس السوري ضربات التحالف بأنها «حرب على الإسلام»، متوعداً بالرد «في جميع العالم» على الغارات.
واستعاد الجيش السوري، أمس الأول، سيطرته التامة على منطقتي عدرا البلد وعدرا العمالية في ريف دمشق، وبذلك استعاد قدرته على كشف المنطقة الجغرافية المحيطة بدوما، كما قلبها السكني، ولا سيما بعد بسط نفوذه على تلة الكردي الإستراتيجية.
وقال أوباما، في مقابلة مع شبكة «سي بي اس نيوز» بثت مقتطفات منها، «اعتقد أن رئيس أجهزة الاستخبارات جيم كلابر اقر أنهم لم يحسنوا تقدير ما جرى في سوريا».
وأضاف إن «مقاتلي تنظيم القاعدة القدامى، الذين طردتهم الولايات المتحدة والقوات المحلية من العراق، تمكنوا من التجمع في سوريا ليشكلوا تنظيم الدولة الإسلامية الجديد الخطير»، موضحاً «على مدى العامين الماضيين وفي خضم فوضى الحرب الأهلية السورية، حيث لديك مناطق واسعة من الأراضي لا تخضع لحكم أحد، استطاعوا أن يعيدوا تنظيم صفوفهم واستغلال تلك الفوضى...ومن ثم أصبحت (تلك الأراضي) قبلة الجهاديين حول العالم».
وحدد أوباما الهدف العسكري ضد التنظيم، قائلا «ينبغي أن ندفعهم للتقهقر وتقليص مساحتهم، وملاحقة قادتهم ومراكز السيطرة وقدراتهم وأسلحتهم ودعمهم بالوقود، وقطع مصادر تمويلهم والعمل على وضع حد لتدفق المقاتلين الأجانب»، لكنه شدد على أن «الحل السياسي ضروري في العراق وسوريا من أجل تحقيق السلام على المدى البعيد».
لافروف
وقال لافروف، رداً على سؤال لوكالة «بلومبرغ» عن احتمال شن عملية عسكرية برية على «داعش» في سوريا، «يجب أن يتم هذا عبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالتنسيق مع الحكومة السورية. وسيكون غير ذلك عدواناً».
وعبَّر عن اعتقاده أن «عدم الاستعانة بسوريا في مكافحة الإرهاب أمر خارج حدود المنطق». وقال «أرى ضرورة إشراك سوريا وحكومتها في مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى أنه «كان ممكناً اعتبار سوريا شريكاً في عملية تدمير الأسلحة الكيميائية، وليس منطقياً ألا تكون الحكومة السورية شريكاً في عملية مكافحة الإرهاب».
ورأى «ضرورة التوقف عن وضع شروط على بدء الحوار بين السوريين»، مذكراً بأن الغرب كان يشترط لبدء المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة «رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد». وأعلن أنه «لا يجد سبباً للإحجام عن التعاون مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب في أراضي سوريا، وفي حل الوضع السياسي في سوريا».
التحالف يواصل غاراته
وأعلنت القيادة الأميركية المكلفة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى (سنتكوم)، في بيان أمس، انه وفي سلسلة جديدة من الغارات الجوية أصيبت أربع مصاف نفطية وكذلك مركز قيادة ومراقبة لـ«داعش» شمال الرقة. وأضافت «برغم أننا نواصل تقييم اثر هذه الهجمات، ألا أن المؤشرات الأولى تدل أنها كانت ناجحة».
وأدت الضربات، التي تشارك فيها السعودية والإمارات والأردن، إلى تدمير دبابة وإلحاق أضرار بأخرى قرب دير الزور شرق سوريا، وكذلك ثلاث آليات مدرعة شمال شرق البلاد.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «طائرات تابعة للتحالف قصفت ثلاث مصافي نفط محلية وهدفاً رابعاً، في منطقة تل أبيض الحدودية» مع تركيا التابعة لمحافظة الرقة. وأضاف «قصف مصنع بلاستيك يقع عند أطراف مدينة الرقة، ما أدى إلى مقتل مدني».
وأشار«المرصد»، في بيان، إن «التحالف الدولي استهدف للمرة الأولى مدخل ومصلى معمل غاز كونيكو. هذه المنشأة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، وهي الأكبر في سوريا». وأشار الى أن «الغارة التي استهدفت مدخل ومصلى معمل الغاز الواقع في محافظة دير الزور لم تسفر عن مقتل أي من الجهاديين، لكن بعضهم أصيب بجروح».
وكان مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن قال، أمس الأول، إن «طائرات تابعة إلى التحالف قصفت منطقة الحماد الصحراوية شرق مدينة تدمر التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية». وتقع الحماد في ريف حمص.
وذكرت «سنتكوم» أن الغارات استهدفت مطاراً وموقعاً عسكرياً ومعسكر تدريب قرب الرقة، وعربات ومبانيَ لتنظيم «داعش» قرب مدينة الحسكة، إضافة إلى مبنى قيادة وتحكم بالقرب من منبج في ريف حلب.
وكانت طائرات التحالف أغارت، أمس الأول، على مواقع لـ«داعش» حول عين العرب (كوباني)، إلا أن هذا الأمر لم يمنع التنظيم من استهداف البلدة بالصواريخ، بحسب «المرصد».
وقال جندي تركي على الحدود، لوكالة «رويترز»، إن «ما بين 300 و400 كردي سوري عادوا إلى سوريا من تركيا للمساعدة في القتال ضد الدولة الإسلامية»، مضيفاً أن «السلطات التركية لم تسمح لأي من أكراد تركيا بالدخول إلى كوباني».
وقال شاهد إن «عدة مئات من الأكراد ينتظرون عند مورسيت بينار على الجانب التركي من الحدود على أمل السماح لهم بالقتال إلى جانب الأكراد في سوريا». وذكرت وكالة «شينخوا» الصينية إن حوالى 1500 مقاتل كردي انتقلوا من تركيا الى كوباني للدفاع عنها.
وأعلن مسؤولون أتراك أن مقاتلي «داعش» أطلقوا أربع قذائف هاون على الأراضي التركية، ما أسفر عن إصابة شخصين. وأصابت إحدى القذائف حافلة صغيرة بلا ركاب كانت تقف قرب قرية قريبة من عين العرب. ولم تردّ القوات التركية على سقوط القذائف.
ودعى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مقابلة مع «حرييت» نشرت أمس الأول، إلى « استخدام القوات التركية للمساعدة في إقامة (منطقة آمنة) في سوريا، إذا كان هناك اتفاق دولي بهذا المعنى كملاذ لمن يفرون من القتال».
وقال «لا يمكن القضاء على مثل هذه المنظمة الإرهابية بالغارات الجوية فقط. القوات البرية تلعب دوراً تكميلياً. يجب النظر للعملية كوحدة واحدة».
السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد