بوتين مازال صديقاً للعرب وسوريا

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أمس، على أهمية عقد مؤتمر دولي جديد حول التسوية في الشرق الأوسط، مشددين على ضرورة معالجة الأزمات في المنطقة بالطرق السياسية وعلى أساس مقاربة جماعية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في ختام اللقاء بين موسى وبوتين في قصر نوفو اوغاريفو، إنّ موسكو والجامعة العربية «متفقتان على ضرورة عقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط»، لافتاً إلى وجود «أسس في الوقت الراهن للاعتقاد بأن العديد من الأطراف على الساحة الدولية بدأت تتوصل إلى فهم لضرورة عقد مؤتمر دولي مكرس للتسوية في العراق أيضاً».
ودعا لافروف إلى «تكاتف الجهود لمعالجة الأزمات المشتعلة في الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والعرب، والوضع في العراق، والأزمة النووية الإيرانية».
من جهته أشار الرئيس الروسي إلى أنّ العلاقات الروسية ـ العربية تخلو من المشاكل ومن التناقضات الإيديولوجية والاقتصادية والسياسية «خلافاً للعقود الماضية»، مضيفاً أنّ لقاءه مع موسى كان «فرصة لتبادل الآراء والتصورات حول كيفية تطور الوضع في الشرق الأوسط وغيره من مناطق العالم، والحديث عن التعاون بين الطرفين في إطار المنظمات الدولية».
ولفت بوتين إلى أنّ موسكو بدأت في المشاورات والاتصالات للإعداد للمؤتمر الذي دعت إلى عقده حول الشرق الأوسط، مؤكداً على ضرورة عدم عزل سوريا عن العملية السلمية.
وطالب بوتين الفلسطينيين بالإسراع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية والعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل، مشيراً إلى أنّ موسكو سترفع العقوبات عن الحكومة الفلسطينية في حال تشكيل حكومة الوحدة والعودة للتفاوض.
من جانبه أكد موسى أن العلاقات العربية الروسية تمر الآن في مرحلة ازدهار، حيث أشاد بسياسة روسيا في المنطقة معتبراً أنّها ناجحة مقارنة بسياسيات دول أخرى، وأنّ موسكو من الدول القليلة التي تتمتع بإدراك جيد للوضع في المنطقة.
وأكد موسى على ضرورة عقد المؤتمر الدولي الجديد الذي دعت إليه روسيا تحت مظلة الأمم المتحدة، مشيراً إلى أهمية وجود سقف زمني لأي مفاوضات بين إسرائيل والعرب لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وبالنسبة للعراق، أكد موسى على ضرورة إقرار مصالحة وطنية بين جميع الأطياف السياسية العراقية وحماية أمن ووحدة وسيادة أراضي العراق، محذراً من خطورة الصراع الطائفي.
وحول الازمة النووية الإيرانية، قال موسى إنّ موسكو والجامعة العربية متفقتان على ضرورة إيجاد حل للازمة سياسياً ومعالجة الملف النووي في الشرق الأوسط بأكمله وإخلائه من أسلحة الدمار، بما في ذلك إسرائيل، محذراً من خطورة الوضع ودخول الشرق الأوسط إلى سباق التسلح النووي.
ولفتت مصادر دبلوماسية روسية، إلى أنّ لقاء بوتين وموسى يرتدي أهمية بالغة، خصوصاً أنّه يأتي قبيل أيام من توجّه الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط حيث يقوم بجولة تشمل السعودية وقطر والأردن، فيما يتوقع أن يستأنف الأمين العام للجامعة العربية وساطته لحل الأزمة اللبنانية.

المصدر: وكالات