المقداد: أداء القوات السورية سيكون مختلفاً خلال الأيام المقبلة
اعتبرت الحكومة السورية أن الظروف التي واجهتها في العامين الأولين من الصراع في البلاد كانت أسوأ أسوأ مما هي عليه اليوم، معبرة عن ثقتها بأن الجيش "يستطيع توجيه ضربات للجماعات المسلحة بفضل قوته وتعزيز قدراته والدعم القوي التي تستمده سوريا من الحلفاء.
وأكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن بلاده "ستكون قادرة على مواجهة الجماعات المسلحة معتمدة على جيشها القوي، وعلى الدعم القوي من حلفائها".
وأشار المقداد، في مقابلة مع وكالة "رويترز"، أمس الخميس، إلى أن الحكومة السورية "كانت قد شهدت أسوأ الضغوط العسكرية خلال الصراع المستمر منذ أكثر من أربع سنوات"، معتبراً أن "العاصمة دمشق هي اليوم في وضع أقل خطورة، كما أن المناطق الرئيسية في الغرب آمنة"، معرباً عن اعتقاده أن بلاده "كانت " كانت تحت مزيد من الضغط في السابق"، في إشارة إلى العامين الأولية من الصراع الذي بدأ في العام 2011.
وقال المقداد، من مكتبه في وزارة الخارجية في العاصمة السورية، إن "دمشق كانت تحت تهديد مباشر. في الوقت الحاضر، هي قطعاً ليست تحت مثل هذا التهديد. حمص آمنة وحماة آمنة، والآن القلمون آمنة".
واعتبر نائب وزير الخارجية السوري إن "التحالف الجديد بين خصوم سوريا، المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر، وبدعم من الغرب، أعطى دفعة قوية لهذه الجماعات التي تقاتل القوات السورية"، مقراً بحصول "بعض التقدم سواء أحببنا ذلك أم لا"، لكنه أكد أن "الجيش أعاد تجميع صفوفه والتوقعات جيدة".
وأضاف المقداد: "ما يدفعنا إلى التفاؤل عاملان. العامل الأول هو ازدياد قوة ومعنويات الجيش العربي السوري وتضحياته وتعزيز هذه القدرات خلال هذه الفترة بمزيد من تأمين مستلزمات أساسية للجيش ليقوم بمهامه"، موضحاً أن "العامل الثاني هو الدعم القوي الذي تلقيناه وسنتلقاه من قبل حلفائنا، سواء كان ذلك من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو من قبل الإتحاد الروسي ومن قبل حليفنا الأساسي حزب الله".
وشدد المقداد على "أننا مقبلون والحمد لله على تأمين مستلزمات تحقيق الانتصار لأن الجيش ومن يدعم الجيش يحتاجون لهذه المستلزمات، وهي معروفة"، معرباً عن أمله في أن يكون "أداء الجيش السوري مختلفا في غضون أيام قليلة، إن لم يكن بضعة أسابيع".
وتطرق المقداد إلى العلاقات السورية – التركية التي اهتزت كثيراً في ظل اتهام دمشق أنقرة بدعم الجماعات الإسلامية المسلحة، وتسهيل دخول المقاتلين الأجانب إلى البلاد، معرباً عن أمله في "أن تتحسن هذه العلاقات بعد الانتخابات البرلمانية التركية التي وجهت صفعة" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال المقداد "نحن بشكل أساسي نتطلع إلى أن تكون المهمة الأولى للقوى التي صنعت هذا التغيير هي إعادة العلاقات والزخم إلى العلاقات السورية - التركية وإلى الشراكة بين البلدين، وأن يكون من الأولويات التي دعمها الشعب التركي نتيجة هذه الانتخابات، هي طرد المجموعات الإرهابية من تركيا وإبعادها لأنها لا تنسجم لا مع أخلاق ولا مع حضارة ولا مع تراث الشعب التركي الصديق، ونأمل أن تباشر هذه القوى الحية على الساحة التركية إلى إغلاق الحدود بشكل كامل بين سوريا وبين تركيا".
كما دعا نائب وزير الخارجية السوري إلى تحسين التعاون والتنسيق مع العراق، لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" – "داعش"، قائلاً إن "الغرب قد منع ذلك"، ومؤكداً أن "المطلوب من الحكومتين في الجمهورية العربية السورية وفي جمهورية العراق تنسيق عميق جداً في هذه المجالات. داعش التي اجتاحت مساحات وقرى ومدن، ليست بالقليلة وألغت الحدود بين البلدين تحتاج إلى تنسيق أكثر عمقاً".
ولفت المسؤول السوري إلى أن دمشق وبغداد "تفكران الآن بعقد مزيد من الاجتماعات على مستوى أعلى وعلى مستوى مفتوح، واعتقد أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد انعقاد مثل هذه الاجتماعات".
واستطرد "أقول بصراحة انه في مواجهة داعش، يجب عدم التحفظ على الإطلاق على أي نوع من التنسيق بين الحكومتين، لكنكم تلاحظون انه هنالك ضغوط دولية لمنع مثل هذا التنسيق بين الجمهورية العربية السورية والحكومة العراقية. الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية يجب أن تتحمل مسؤوليتها عندما تضغط باتجاه عدم وجود مثل هذا التنسيق".
(رويترز)
إضافة تعليق جديد