موسكو تستجيب لمناشدات تنظيمات مسلحة وتمنحها مهلة جديدة للتنصل من «النصرة»
أعلنت روسيا أمس عن تمديد المهلة التي أعطتها سابقاً للتنظيمات السورية المسلحة لاستكمال تنصلها من تنظيم جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، وأكدت تأجيل ضرب مواقع الجبهة من الأهداف، وفي الوقت نفسه توقعت انفصال تلك التنظيمات المسلحة عن «النصرة».
وأصدرت «المجموعة الدولية لدعم سورية» خلال اجتماعها في باريس الأسبوع الماضي بياناً دعت فيه التنظيمات المسلحة السورية للتنصل جغرافياً وأيديولوجياً من تنظيمي داعش و«النصرة».
كما دعا يوم الجمعة الماضي وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو واشنطن إلى العمل المشترك لضرب الإرهابيين في سورية بدءاً من يوم 25 أيار، مؤكداً حق موسكو في استهداف الفصائل التي لن تنضم للهدنة قبل هذا الموعد.
وأوضح شويغو حينها أن موسكو تقترح على واشنطن التعاون في التخطيط وتوجيه غارات إلى جبهة النصرة والتشكيلات المسلحة غير الشرعية التي لا تدعم نظام وقف الأعمال القتالية، وإلى القوافل التي تحمل أسلحة وذخيرة، وإلى الفصائل المسلحة التي تعبر الحدود السورية التركية بصورة غير شرعية، مع ضمان عدم استهداف المنشآت المدنية والمناطق المأهولة بالسكان.
وحث شويغو واشنطن على إقناع التنظيمات المسلحة السورية التي لم تنضم للهدنة بعد، بالإقدام على هذه الخطوة قبل يوم الأربعاء 25 أيار.
ويوم أمس أوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور في تصريح صحفي نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن قرار تأجيل توجيه الغارات إلى مواقع «النصرة» جاء بعد أن تلقى مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية، قرابة 10 طلبات من قيادات تشكيلات مسلحة تعمل في مختلف المحافظات السورية، وبالدرجة الأولى في ريفي حلب ودمشق، بعدم توجيه الغارات قبل استكمال عملية تنصل تلك التشكيلات من مواقع «النصرة».
واستطرد كوناشينكوف، قائلاً: «علاوة على ذلك، أعربت بعض الفصائل عن استعدادها لتقديم إحداثيات المواقع الخاضعة لسيطرتها بعد طرد الإرهابيين من تلك المناطق ومنع شن عمليات قصف استفزازية جديدة تستهدف مناطق مأهولة ومواقع الجيش السوري».
وأضاف: «انطلاقاً من ذلك كله، قررنا تمديد المهلة للعمل مع بعض التشكيلات المسلحة من أجل انضمامها إلى نظام وقف الأعمال القتالية وتنصلها من الإرهابيين، وتحديد الإحداثيات الدقيقة لمواقع تلك الفصائل قبل الشروع في توجيه الغارات إلى الإرهابيين».
من جانبه قال أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف للصحفيين في غروزني: «نتوقع أن تؤثر الولايات المتحدة في المعارضة. ونتوقع أن تنفذ وعدها وأن يحدث الفصل وتنفصل المعارضة عن جبهة النصرة. وهي لم تتمكن من تنفيذ ذلك حتى الآن. وسنعتبر هذه التنظيم إرهابياً وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي».
وأضاف: إن واشنطن تعتبر تنظيم داعش إرهابياً إلا أن موقفها من «النصرة» يختلف إلى حد ما، لأنهم (الأميركان) «يقولون: إن المعارضة تنتشر في المناطق ذاتها التي فيها مواقع «النصرة».
وأوضح المسؤول الأمني الروسي، أن موسكو وواشنطن قامتا بتقاسم مجال المسؤولية في سورية، مشيراً إلى أن موسكو تتعاون مع الحكومة، على حين تتعامل واشنطن مع المعارضة.
من جهة أخرى أشار باتروشيف إلى أن عدد الهجمات الإرهابية في سورية والعراق ارتفع منذ عام 2013 بنسبة 50% تقريباً، مضيفاً: إن أكثر من نصف الأعمال الإرهابية في العالم تقع في أفغانستان وباكستان ونيجيريا وسورية والعراق.
وقال: إن نحو 90 ألف شخص قتلوا نتيجة وقوع ما يزيد على 32 ألف عمل إرهابي في العالم في العامين الأخيرين».
كما أشار باتروشيف إلى أن عدد اللاجئين في العالم تجاوز 60 مليون شخص، وهو رقم قياسي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مؤكداً أن ذلك يثير قلق المجتمع الدولي.
ولوح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الأول في تصريحات له بالتوصل إلى اتفاق مع واشنطن على الشروع في التنسيق الفعلي لعمليات محاربة الإرهاب في سورية، مضيفاً: إن عسكريي البلدين يبحثون حالياً المسائل المتعلقة بهذا التنسيق بالتفاصيل.
وتابع قائلاً: «إننا توصلنا إلى هذا الاتفاق مع الشركاء الأميركيين، ولكن ليس على الفور، بل بعد تجاوز شكوكهم وتأملاتهم، وحتى مقاومتهم لفكرة الانتقال من مجرد تبادل المعلومات إلى تنسيق عمليات محاربة الإرهاب».
كما أكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو مستعدة لتنسيق الجهود مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومع الأكراد من أجل تحرير الرقة من قبضة داعش.
لكن وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين أصدرتا ردود أفعال متباينة على الاقتراح الروسي بالشروع في التنسيق العسكري لضرب الإرهابيين في سورية.
وقالت الناطقة باسم البنتاغون ميشيل بلدنسا في تصريحات صحفية ليل الثلاثاء: «في الوقت الراهن نحن لا نخطط لأي عمليات عسكرية مشتركة مع روسيا». وفي الوقت نفسه أكدت المسؤولة الأميركية أن روسيا ملتزمة باتفاقية وقف إطلاق النار في سورية، وتركز فقط على ضرب مواقع تنظيم داعش.
بدوره لم يستبعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر في معرض تعليقه على تصريحات لافروف، إمكانية إجراء عمليات عسكرية مشتركة للجيشين الروسي والأميركي في سورية، لكنه شكك في احتمال بدء مثل هذا التعاون في إطار معركة تحرير الرقة. وتابع: إنه فيما يخص تحرير الرقة من أيدي داعش، تراهن الولايات المتحدة ليس على روسيا، بل على القوات الكردية والحلفاء الآخرين في أرض سورية.
وكالات
إضافة تعليق جديد