جولة "الجمل" على الصحافة البريطانية
الجمل ـ ترجمة وإعداد وصال صالح: من أبرز العناوين التي تناولتها الصحف والمواقع الغربية لهذا اليوم الاستفتاء على انسحاب أو بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي،حيث نشرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتر مقالاً تحت عنوان "وسط ضجة بريكست بخصوص الهجرة- ليستر يُقدم مساراً مختلفأ" تحدث فيه الكاتب أن الاستفتاء بدأ يوم الخميس على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بعاصفة من الأسئلة حول السيادة والهوية، وبشكل خاص التهديد الذي تمثله الهجرة على كليهما،وفي استطلاع للرأي أجرته شركة "يوغوف" الناخبون الذين يدعمون خروج بريطانيا يقولون باستمرار إن الهجرة تقود دوافعهم وغالباً ما تُصاغ مسألة المهاجرين هنا على أنها لعبة محصلتها صفر حيث تقف بريطانيا كلاعب خاسر.
وفي السياق ذاته أورد موقع وورلد سوشيليست الكندي مقالاً بعنوان " استفتاء بريكست : نقطة تحول في السياسة الأوروبية يقول الكاتب غوارديا إنه مهما كانت نتيجة الاستفتاء اليوم على استمرار عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، إلا أنه يُمثل نقطة تحول في الحياة السياسية في بريطانيا وجميع أنحاء أوروبا وسيؤدي زوال الاتحاد الأوروبي إلى أزمة اقتصادية على المستوى العالمي.
صحيفة نيويورك تايمز وتحت عنوان"الإغراءات الكاذبة للتدخل العسكري في سورية" بقلم ليلي كاريه قال الكاتب بأن انتقاد نهج إدارة أوباما في الحرب على سورية من قبل 51 دبلوماسياً من المستوى المتوسط في وزارة الخارجية الأميركية أثار مرة أخرى القضية فيما إذا كانت ضربات عسكرية محدودة من قبل الولايات المتحدة ضد الدولة السورية ستساعد في الدفع نحو اتفاق سلام، وعلى الرغم من شعور الدبلوماسيين الأميركيين بالإحباط لكن الاستراتيجية البديلة التي اتخذها أوباما تتسم بالعقلانية والقابلية للتطبيق، لم يُقدم الدبلوماسيون سبباً منطقياً لعمل عسكري أميركي مباشر، حيث رفضه الرئيس وكبار مساعديه بحكمة، وتعتقد الإدارة إن مثل هذا الإجراء يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الفوضى في حين تتطلع الولايات المتحدة إلى دور أعمق في حرب أخرى في الشرق الأوسط.
وفي إطار معركة تحرير الفلوجة عرضت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً بعنوان "جولة في الفلوجة تكشف بقايا الحياة القاتمة في ظل داعش" يقول كاتب المقال: بينما القوات العراقية تتقدم في الفلوجة، تُسفر المدينة عن البقايا الأكثر قتامة لوجهها، بعد مرور عامين على سيطرة تنظيم داعش عليه، رؤوس مقطوعة وأجساد متحللة، كتل من شعر الوجه لمقاتلين حلقوا لحاهم ليستيطعوا الاندماج بين الفارين المدنيين والهروب معهم، سجن كان يُحتجز فيه المعتقلين في أقفاص ملائمة لكلب بحجم متوسط، كتب عن الوهابية والتطرف التي تُشكل عقيدة التنظيم، الآن باتت الصورة أكثر وضوحاً عما كانت عليه الحياة داخل الفلوجة في ظل داعش.
وفي مقال بعنوان " كيف هزمت أفغانستان ودمرت أميركا" للكاتب الكسندر أوبلوف نشر في نيو إيسترن آوت لوك جاء فيه: بعد انتهاء الاحتلال الأميركي لأفغانستان الذي دام 15 عاماً، وبقدر ما دمرت الولايات المتحدة هذا البلد بالتفجيرات والطائرات بدون طيار بذريعة محاربة الإرهاب، إلا أن القصة الحقيقية تقول غير ذلك-حيث استطاعت الولايات المتحدة إعادة هيكلة حكومتها الخاصةلإدارة عمليات المخدرات على نطاق غير مسبوق وحماية المجرمين الدوليين وساعدت هذه الأموال في شراء بوش للرئاسة، ولم تُساعد فقط في إنشاء الدولة البوليسية ، بل أن ثصبح مُسيطر عليها -علانية- من قبل الجريمة المنظمة. وأورد نفس الموقع مقالاً بعنوان "ليبيا: بين الولايات المتحدة، قطر والسعودية" جاء فيه : في حزيران من هذا العام، كرر الرئيس أوباما ما قاله في مقابلة مع وسائل الإعلام الأميركية في آذار بأنه لا يزال يعتقد ، بأن أكبر خطأ له في السياسة الخارجية هو التدخل العسكري من قبل الولايات المتحدة في الصراع الليبي كجزء من "التحالف الدولي" وأن دول ناتو فشلت في دعم المتمردين الذين كانوا ضد نظام القذافي وفشلوا في توفير الاستقراروالمساعدة في تشكيل حكومة جديدة في البلاد المحكومة بالفوضى وأشار الكاتب إلى دور قطر في شراء الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، بينما هم يعولون على فوز هيلاري كلينتون بالرئاسة الأميركية في الوقت الذي تعمل فيه دول الخليج هذه على دعم حملتها بمبالغ طائلة.
كما نشرت صحيفة الدايلي تلغراف مقالاً بعنوان " بوتين ينتقد ديفيد كاميرون على خلفية الاستفتاء للخروج من الاتحاد الأوروبي" حيث أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بسبب ادعاء الأخير بأن بوتين يؤيد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانه على ما يبدو سعيداً لهزيمة رئيس الوزراء، لا سيما ان كاميرون قال الشهر الماضي بانه يعتقد أن الرئيس الروسي "سيكون سعيداً" إن حدث وخرجت بريطانيا من الاتحاد لأن من شأن ذلك إضعاف الاتحاد الأوروبي، وكان الرئيس بوتين رد على ادعاءات كاميرون بإطلاق هجومين منفصلين على كاميرون حيث قال "تصريحات رئيس الوزراء البريطاني كاميرون قبل هذا الاستفتاء وبذكره لموقف روسيا لا أساس لها أبداً" وأضاف "أعتقد أن هذا ليس أكثر من محاولة خاطئة للتأثير على الرأي العام في بلده" وأكد بوتين "سبق أن قُلت إننا لم نتدخل، ولم نتحدث أبداً عن هذا، و التصرف برأيي صحيح تماماً" ولم يخف بوتين ان بلاده تتابع عن كثب ما يجري ، و ان هذا لن يؤثر على هذه العملية وهم حتى لم يحاولون ذلك، وكان الكرملين قال بأنه يأمل بأن يؤدي ذلك إلى تحسن "التفاهم" في أعقاب مرحلة خروج بريطانيا وانه في ظل الاستفتاء ستستفيد الخارجية الروسية من ذلك، وقال السكرتير الصحفي للرئيس بوتين " في ضوء الواقع الجديد نأمل بضرورة بناء علاقات جديدة مع بلدنا". وخلال لقاء جمع الرئيس الروسي والصيني تعهد الزعيمان بتعاون أوثق في العديد من الصفقات لمواجهة التوترات المتزايدة مع الغرب، فيما تساءلت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية عن الحكمة من إجراء الاستفتاء "هل حقاً من العدل أن يُقرر مستقبل بريطانيا بهذه الطريقة؟". وفي مقال آخر في الدايلي تلغراف بعنوان " السياسيون الفرنسيون يقولون لبريطانيا "استعيدوا حدودكم" بعد التصويت على الاتحاد الأوروبي" يتحدث الكاتب هنري صموئيل عن تزايد الدعوات في فرنسا المطالبة "بإنهاء" الرقابة على الحدود في مخيم كاليه للمهاجرين وتحويل هذه الحدود لبريطانيا في أعقاب التصويت ومغادرتها للاتحاد الأوروبي، وفي نقد ساخر يرى الفرنسيون أنه آن الأوان لبريطانيا "لتستعيد السيطرة على حدودها مع فرنسا" وكانت نتائج الاستفتاء انتشرت كالنار في الهشيم، في مخيم كاليه "السيء السمعة" حيث تضخم عدد المهاجرين ليصل إلى 5000 وللمفارقة يعتقد الكثير منهم أن "استقلال" بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي سيجعل الأمور أسهل بالنسبة لهم للوصول إلى بريطانيا. من جهتها تناولت صحيفة الغارديان الحدث بطريقة أخرى عبر استعادتها لأبرزالأحداث التي شهدتها بريطانيا تحت عنوان"أولاً أزمة السويس، ثم غزو العراق والآن الاستفتاء" يقول الكاتب وليام كيغان "نحن هنا والسؤال هو كيف نخرج من هنا ؟" هكذا تحدث ديفيد كاميرون وهو أحد "أبطال" السياسة في بلادي، بعد الأزمة التي حملت مقارنة مع الأزمة التي وضعنا فيها رئيس وزرائنا جميعاً في الآونة الأخيرة، منتقداً كاميرون أنه سهل الأمور ولكونه رجل مخابرات كبيربالدرجة الاولى وثانياً لأنه يتمتع بدرجة عالية من التحصيل العلمي لا بد إذاً أنه يتذكر جيداً رفض كليمنت أتلي السريع لاقتراح ونستون تشرشل عام 1945 ، عندما اقترح القائد في زمن الحرب على رئيس الوزراء بضرورة إجراء استفتاء بدلاً من الانتخابات العامة، ، مُشيراً إلى أن الاستفتاءات موضع شك للدكتاتوريين من هتلر وموسوليني، في سنوا ت الحرب، قائلاً نحن لا ينبغي علينا عمل شيء من ذلك، وفاز أتلي بعد استقالة تشرشل من رئاسة الوزراء بأغلبية ساحقة مع إجرائه العديد من التعديلات والخدمات العامة، وما بين الأعوام 1957 و1963 تولى هارولد ماكميلان رئاسة الوزراء وبموافقة حزب المحافظين و جاءت أزمة السويس عام 1956 وخسارة قاعدة عدن ، حيث سحب الأميركيون البساط من تحته من خلال رفضهم دعم الجنيه خلال الأزمة المالية، وكانت الحدث الأسوأ منذ 1939- 1945 ثم دعم طوني بلير لجورج بوش في غزو العراق ووفقاً للتسلسل الهرمي للحسابات الخاطئة الضخمة لرئاسة الوزراء جاء الاستفتاء للخروج من الاتحاد الأوروبي ، وسط هذه الأحداث يجد حزب العمال نفسه قائداً لتولي الانتخابات العامة..
إضافة تعليق جديد