حرب استخبارات بريطانية ـ روسية قادمة في سورية
يُقال إنه في زمن الحروب تكثر أنشطة الاستخبارات بالمناطق الساخنة، لبنان خلال الحرب الأهلية، العراق خلال احتلال بغداد وبعدها ، ليبيا حيث انقسمت البلاد ودمر الناتو ما دمره، تونس ونزاعات الداخل بين الليبراليين والإسلاميين، مصر بعد سقوط مبارك وتسلم الأخوان للحكم، سورية منذ اندلاع الحرب وحتى كتابة هذه السطور.
يرى أحد الباحثين في الشؤون الأمنية بأن سورية باتت تنافس كلاً من اليونان وقبرص وبروكسل في أنشطة أجهزة الاستخبارات، الكثير من البلدان تنشط هناك وعلى رأسها السي آي إيه والموساد والام آي 6 والاستخبارات الخارجية الألمانية والفرنسية والتركية، فضلاً عن الروس وأجهزة الاستخبارات العربية.
ضمن هذا السياق كشفت صحيفة الغارديان عن مقترحات طرحها قادة عسكريون بريطانيون بإعادة تكليف القوات الخاصة البريطانية، التي تقاتل داعش بسوريا والعراق، لمواجهة روسيا وغيرها، بعد القضاء على التنظيم، وأضافت بأن القادة العسكريون يرون أنه ينبغي أن تقؤدي القوات الخاصة البريطانية مهام أخرى غير قتال داعش لأن الأخير يضمحل، وأن على تلك القوات تنفيذ مهمات سرية لا عسكرية تقليدية.
القادة البريطانيون أشاروا أيضاً أن أهمية العمليات العسكرية التقليدية باتت أقل أهمية في هذا العصر، مقارنة بالعمليات السرية الخاصة، لأن الحروب باتت تتخذ شكل صراعات أكثر حساسية وأكثر سرية.
الصحيفة اعتبرت أن حادثة تسمم سكريبال العميل للاستخبارات البريطانية واتهام لندن للمخابرات الروسية بالضلوع ف تنفيذ مهمة التصفية يدل على أن حرب استخبارات شعواء ستظهر بشكل أكبر مما هو الآن، يقول أحد المتابعين لهذا الملف، الآن هناك حرب استخباراتية بين روسيا والغرب وسورية من ضمن مناطق تلك الحرب ، لكنها ليست ظاهرة بشكل واضح إلى الآن، لذلك يمكن أن نعتبر ما قالته الصحيفة البريطانية نقلاً عن قادة عسكريين في لندن مؤشراً على بداية الإعلان عن ذلك النوع من الحروب.
في حين يعتقد آخرون بأن بريطانيا تريد تعزيز تواجدها في المنطقة عبر إعادة تفعيل أنشطتها الاستخباراتية وتنفيذ المهام السرية، عمليات التصفية والاغتيالات إضافةً لتجنيد العملاء وإقامة شبكة لجمع المعلومات من أجل تحديد الأهداف سواءً أكانت أشخاصاً أم مؤسسات أو شركات أو ثكنات عسكرية.
ما الذي يمكن لبريطانيا أن تفعله ضد الروس في سورية؟ الإنجليز متواجدون في الشمال شرق سورية، برفقة الأمريكي، هناك قوات قسد كمرشح للتعاون معهم إضافةً لإمكانية اختيار الاستخبارات البريطانية شخصيات اعتبارية بين العشائر العربية، لبريطانيا باع طويل في هذا الأمر منذ عميلها جون فيبلي في شبه الجزيرة العربية والأردن.
كيف سيرد الروس؟ هل ستحاول موسكو حسم تحرير الكثير من المناطق مع الجيش السوري من أجل منع تحولها إلى مناطق نفوذ استخباراتي غربي؟ وهل ستتعاون تركيا مع روسيا في ذلك تعزيزاً لمصالحها مع موسكو؟
آسيا نيوز
إضافة تعليق جديد