الهلال الأحمر الحمصي تجربة تطوعية ناجحة تستقطب الشباب الجامعي
الجمل ـ حمص ـ يامن حسين : لم يعتد الشعب السوري في الفترات الماضية على وجود منظمات تطوعية, أو أهلية تعنى بالقضايا الإنسانية, والإجتماعية ,وهي رغم وجودها منذ زمن بعيد إلا أن نشاطاتها كانت تجري دون ضجيج إعلامي , وحققت هذه المنظمات, ومنها منظمة الهلال الأحمر أهداف عظيمة إن على صعيد بناء طاقم متكامل من متطوعين يحملون الهم الإنساني ,وصهرهم في منظمة ذات أهداف نبيلة لاتقبل التمييز (اجتماعياً أو فكرياً أو دينياً ), فاستطاعوا كأفراد ,وكمنظمة أن ينالوا الإعجاب ,وهذا ماكان واضحاً خلال معرض أقاموه بالتنسيق مع (جامعة البعث) في (كلية العمارة) الشهر الفائت حيث كان واضحاً كثرة عدد الحضور ,وتفاعلهم مع نشاطات الهلال المقامة على هامش المعرض ,وخاصة لناحية الإستماع الى المتطوعين عندما يتحدثون عن تجاربهم الفذة في الهلال الأحمر, وعندما يشرحون أهداف الهلال الأحمر, وإمكانياته ,والتعريف بنشاطاته وخلال تواجدنا في المعرض لاحظنا كثرة عدد الذين طلبوا التطوع والاستفسارات عن أليات الحصول على طلب انتساب.
من ناحية ثانية فإن منظمة الهلال الأحمر السورية ,وخاصة في حمص استطاعت ,وبجدارة أن تكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان فمدينة حمص القريبة من الحدود مع لبنان استقبلت أعداداً هائلة من اللاجئين خلال أيام قليلة ,لكن التنظيم الجيد ,والدعم الفوري (اللوجستي ,والمادي ,والمعنوي) كان سبيلاً لتخطي عقبة الأعداد الكبيرة من اللاجئين في المدينة , ورغم وجود العديد من الجمعيات الخيرية في المدينة, والتي لايمكن تجاهل دورها أثناء أزمة تموز لكن مايميز منظمة الهلال هو الدور التطوعي لشبابه وشاباته,كما لايقتصر دور المنظمة على العمل أثناء الكوارث ,والمحن بل يتعداه إلى النشاطات الإجتماعية, والتوعية الصحية, والنفسية ,والبيئية وتضم المنظمة جهازا إدارياً ,وكادراً من الأطباء المتخصصين ذوي الكفاءة العالية ,وتقوم في كل فترة بجمع احصاءات ,ورصد استقراءات من الشارع لوضع حلول لمشاكل هامة كالسرطان مثلاً حيث أعدَّ استبيان وسيجري تحليله للتعامل النفسي مع المريض وذويه ومشكلة الإدمان على التدخين ومساعدة الراغبين بالإقلاع عنه ومن المفيد القول أن أعداد المتطوعين في الهلال الأحمر تضاعفت بشكل كبير أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان تموز الماضي فمن (60 ) متطوع قبل الحرب إلى (250) متطوع أثناء الحرب ووصل حسب مسؤول المكتب الإعلامي للمنظمة إلى (500 ) متطوع في الشهر الماضي ,وتعنى المنظمة بقضايا البيئة ,والحد من التلوث ,وأثاره على المجتمع حيث قام شباب وشابات من منظمة الهلال الأحمر فرع حمص يوم السبت بتاريخ 4/5/2007,وضمن برنامج الحد من المخاطر على المجتمع بحملة تنظيف لقرية الدوير,والتي نكبت بالطمي, والوحول ,والروائح الكريهة نتيجة لإنشاء محطة معالجة الصرف الصحي لمدينة حمص ضمن أراضي القرية وترك الأقنية الخاصة بتصريف المياه مكشوفة , فاضطر الكثير من سكان القرية للهجرة إلى المدينة نتيجة عدم تحملهم لمخاطر التلوث ,ويقوم هؤلاء المتطوعون, ومعظمهم من طلبة الجامعة بحشد أهل القرية, وفعالياتها ,وقد قدم لهم الدعم من قبل محافظ حمص (محمد إياد غزال) من خلال كتب إلى الجهات الرسمية لتأمين جميع الإحتياجات اللازمة من (سيارات وتركسات وبلدوزرات وباكر), وستنتهي الحملة بتحقيق نتائجها .
من ناحية أخرى يقوم المتطوعون في الهلال الأحمر كل فترة بحملات لتنظيف الشوارع ,وتقليم أشجار المدينة وتكليس جذوعها لحمايتها, وخلال لقاءات قامت بها (الجمل) مع بعض المتطوعين تحدثوا عن تجربتهم بالعمل مع منظمة الهلال الأحمر.
(بتول الرفاعي) 22 عام متطوعة منذ عام 2001 :
بالنسبة لي هي تجربة جديدة, وأضافت لي الشعور بالسعادة عندما أقدم شيء نبيل للمجتمع,من الرائع أن تجد نفسك فاعلاً في حياة الأخرين ,ولك دورك الحقيقي في حياة الناس, أهلي شجعوني على دخول هذه التجربة, والمنظمة تتعامل معنا بكثير من المحبة, والتعاون, وخاصة خلال أوقات الإمتحانات ,والدراسة أما دورنا كهلاليين فأحسسنا بجدواه, وأهميته كعمل تطوعي أثناء أزمة الحرب على لبنان فلقد لعب المتطوعون في الهلال الاحمر, وخاصة في حمص دوراً كبيراً في تأمين المساعدة للاجئين, أنا مثلاً كنت في معسكر الطلائع الذي حوى حوالي 600 شخص من اللاجئين اللبنانيين ,وكان جميع المتطوعين مؤهلين للتعامل مع اللاجئين من خلال ماتلقوه من دورات في الإسعاف والدعم النفسي ,وcbfa إضافة لتقديم المساعدات من غذاء, ومسكن, ونظافة, وحاجيات أخرى كنا نحاول جاهدين ترميم أرواح هؤلاء الناس ,وخاصة الأطفال ,والأمهات ,وكان عملنا يمتد من الساعة الثامنة صباحاً حتى التاسعة ليلاً.
(طارق مطلق) متطوع منذ حوالي الشهر طالب سنة ثالثة هندسة قوى ميكانيكية:
انضممت إلى منظمة الهلال الأحمر كمتطوع منذ شهر فقط وجاء هذا التطوع من خلال أصدقاء لي متطوعون منذ سنوات في المنظمة, وشجعتني أحاديثهم بالخوض في هذه التجربة, وسأستمر بها فمن المهم أن تكتشف أنك إنسان قادر على العطاء اللامحدود.
(لين الجودي) متطوعة منذ سنة, ونصف سنة ثانية طب بشري:
منحتني تجربتي خلال سنة ونصف من العمل التطوعي الثقة بنفسي ,وقدراتي الإنسانية, وقدرتنا كمتطوعين على التغيير, في منظمة الهلال كمنظمة مستقلة, وتفاعلية ,وتطوعية تزول التمايزات ,وخاصة بين بيئات المتطوعين أو جنسهم فهناك إناث بأعداد كبيرة, ولم أحس أبداً بأي نوع من التمييز بيننا ,وبين الشباب الذكور فالكل يعمل ,والكل يريد أن يقدم شيئاً ,وعلمتنا تجربة الحرب الأخيرة كيف نصوغ في زمن الحروب إبتسامة ,وأمل, كيف نمحي الخوف عن وجوه من فقدوا أحبائهم ,وبيوتهم ,وهكذا قامت علاقات إنسانية بيننا ,وبين اللاجئين ,ومنهم من بكى عند وداعنا ,ثمة شعور جميل تحس به هو أن لحياتك معنى ,وبأنك لست عاجز عن العطاء .
(معاذ جبري) متطوع منذ سنة طالب سنة أولى هندسة معلوماتية:
عززت تجربتي بالهلال الأحمر شخصيتي, فصرت قادراً بشكل كبيرعلى خوض الحوارات, والتفاعل مع المجتمع ,كما أتاحت لي التعرف على أجواء ,ومعاني مختلفة للحياة, وبأن الإنسان ينبغي أن يكون منتجاً ,وفاعلاً ,وليس مستهلكاً فقط مهما كان عمره أو ثقافته, في الهلال الأحمر تُصهر ثقافاتنا ,وبيئاتنا المختلفة ,وتزول الفوارق, وهنا تكمن أهمية العمل التطوعي الإنساني, وهذه المنظمة الإنسانية البحتة استطاعت أن توجد لنا كمتطوعين هدف سامي نطمح اليه.
(إيهاب هلال) متطوع منذ 8 أشهر:
خلال الحرب على لبنان كنا كطاقم مدرب من الهلال نقيم نقطة صحية ,ودعم نفسي في المعبر الحدودي القريب من منطقة القاع اللبنانية الحدودية, سقطت القذيفة على بعد 2 كيلو متر منا ,وكنا قادرين على سماع صوتها ,ورؤية دخانها. كان هناك تجمع للوافدين قبل القصف بثواني عند المعبر الحدودي ,وعندما تم القصف أدخلنا الوافدين, وأوصلناهم إلى حمص ,وأخبرنا مركز الهلال على الفور بالقصف فأرسل لنا متطوعين أخرين ,وسيارات إسعاف أخرى إلى الموقع ,وبدأت تأتي الإصابات بعد خمس دقائق من القصف فكان يوصلها الصليب الأحمر اللبناني الى النقطة الحدود ,ونحن بدورنا نقيّم الإصابات لتحديد خطورتها من خلال فريق الفرز ,فالجرحى تم نقلهم إلى مشفى القصير, والشهداء الى المشفى الوطني بحمص ,البعض منّا كان يرى الدم , والجثث لأول مرة لكن ماتلقيناه من دورات في مراكز الهلال ساعدنا كثيراً على التعامل مع الوضع الصعب ,وخاصة فيما يخص الدعم النفسي كي لاندع منظر الجثث يؤثر على فعاليتنا في تقديم العون.
الجمل
إضافة تعليق جديد