غزو سوريا ولبنان: تحالف جديد ومزاعم جديدة
الجمل: ظل البيت الأبيض الأمريكي والبنتاغون، يضعان عينهما على سوريا ولبنان، منذ اللحظات الأولى التي أعقبت هجمات الحادي عشر من أيلول، والإعلان عن الحرب الأمريكية المفتوحة ضد الإرهاب.
• الحركة الأولى لغزو سوريا ولبنان:
اعتبر الخبراء بأن سوريا ولبنان تمثلان إحدى المراحل المحتملة في مسيرة الحرب الأمريكية الهادفة للسيطرة على الشرق الأوسط، والشرق الأدنى، وآسيا الوسطى. وقد أكدت الحكومة الأمريكية ذلك، عندما أوضحت بأنها تدرس وتتفحص في مشروع القيام بغزو سوريا بعد سقوط بغداد في عام 2003م.
كذلك بدأ الكونغرس الأمريكي في عام 2003م عملية إعادة تقييم شاملة تهدف إلى تقوية وتعزيز قانون محاسبة سوريا.
• الحركة الثانية لغزو سوريا ولبنان:
في عام 2006 تم إشعال فتيل حرب إسرائيل- حزب الله اللبناني، بأسباب (معلنة) تمثلت في إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين والقضاء على خطر حزب الله، وأسباب (غير معلنة) تمثلت في استدراج سوريا بما يؤدي لتوسيع دائرة الحرب في المنطقة ضمن مخطط البنتاغون الهادف لشن الحروب المستمرة في منطقة الشرق الأوسط، وقد أكدت ذلك الكثير من الوثائق والتقارير التي صدرت في الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتهاء الحرب وفشل إسرائيل في استدراج سوريا.
• الحركة الثالثة لغزو سوريا ولبنان:
تتعرض سوريا ولبنان حالياً إلى ضغوط دبلوماسية مكثفة، معلنة وغير معلنة، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.. ويمكن تصنيف هذه الضغوط ضمن نوعين:
- ضغوط جزئية: وتتمثل في الضغوط التي تتعرض لها سوريا ولبنان، كل على حدة، ويتم استخدام هذه الضغوط في الوقت الحالي بشكل أصبح أكثر خبثاً، وبالذات الطابع المتعاكس الذي تتميز به هذه الضغوط، وبكلمات أخرى: نجد أن سوريا تتعرض لضغوط تأخذ طابعاً عدائياً سافراً بواسطة الإدارة الأمريكية، وبواسطة الأمم المتحدة، وبلدان الاتحاد الأوروبي ضمن ما يسمى (أسلوب ضغوط الترهيب)، أما لبنان فيتعرض لضغوط تحمل طابع الصداقة والتحالف والدعم، بهدف دفعه في الاتجاه الذي يستخدم فيه كقاعدة للهجوم على سوريا، بحيث يتم الانقضاض على لبنان نفسه في أول فرصة، وقد استطاعت الإدارة الأمريكية وحلفائها اجتذاب حكومة السنيورة وقوى 14 آذار على النحو الذي أوقعهم في (المصيدة) الأمريكية- الإسرائيلية، ومازالت حكومة السنيورة وقوى 14 آذار يظنون أن أمريكا سوف تدعم لبنان وتجعل منه الوكيل أو (البروكسي) الجديد، الذي يقوم بدور (طرزان الإقليمي) الجديد، بحيث يتم تسليح الجيش اللبناني على النحو الذي يجعله يتصرف في المنطقة بنفس طريقة الجيش الإسرائيلي.
• ضغوط كلية:
وتتمثل في الضغوط التي تهدف إلى إضعاف سوريا ولبنان معاً، منها على سبيل المثال، استخدام آلية القوات الدولية في رصد الحدود السورية- اللبنانية تحت ذرائع ومبررات إيقاف شحنات تهريب السلاح إلى حزب الله اللبناني، وحالياً تتواطأ حكومة السنيورة وقوى 14 آذار مع أمريكا وإسرائيل في هذا الأمر، ولكن إذا تأملنا ملياً في سيناريو رصد الحدود السورية- اللبنانية وعواقبه، فإنه يتبين لنا مدى فداحة الخطأ الذي سوف ترتكبه حكومة السنيورة وقوى 14 آذار في حق لبنان نفسه، لأن الخاسر من عملية إغلاق الحدود سوف يكون الاقتصاد اللبناني، وهو الأمر الذي سوف يضعف لبنان بالدرجة الأولى.
• غزو سوريا ولبنان- تحالف جديد ومزاعم جديدة:
النوايا الأمريكية- الإسرائيلية لغزو سوريا ولبنان، لم تتحقق، بسبب الانقسام في علاقات عبر الأطلنطي في عام 2003م، فقد وقفت أمريكا وبريطانيا في جهة، ووقفت فرنسا وألمانيا في الجهة الأخرى، وبالتالي لم يستطع معسكر أمريكا- بريطانيا الحصول على التوافق المطلوب عبر الأطلنطي لاستكمال أعمال المخطط الذي بدأ بغزو واحتلال العراق.. والآن أصبحت إدارة بوش قريبة من الفرصة السانحة التي يمكن أن تحقق توافق عبر الأطلنطي المطلوب، فبوش مازال في البيت الأبيض، وفي فرنسا صعد ساركوزي إلى الرئاسة، وهو الحليف المخلص لأمريكا، وفي ألمانيا صعدت المستشارة أنجيلا ميركل الاختصاصية في التواطؤ مع أمريكا وإسرائيل، وفقط تبقى انتظار أن تنجلي الأمور بعد الانتخابات البريطانية.
أما المزاعم الجديدة، فتقول التوقعات بأنها قد لا تركز هذه المرة على الملفات التقليدية السابقة، مثل أسلحة الدمار السورية وغيرها، بل سوف تركز على موضوع المحكمة الدولية، ومساندة التمرد العراقي، وزعزعة الاستقرار في لبنان، والقضايا الداخلية التي يتم التمهيد لها حالياً بواسطة مسودة مشروع قانون تحرير سوريا الذي تقوم مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي بالتحركات الأولية من أجل دفع الكونغرس للمصادقة عليه، وهو قانون تم إعداده بحيث يتضمن البنود الأساسية لقانون محاسبة سوريا، ولكن على غرار نسق قانون تحرير العراق، الذي استندت عليه الإدارة الأمريكية في القيام بغزو واحتلال العراق.
• غزو سوريا ولبنان- الناتو لاعب أساسي جديد:
صرح الجنرال ويسلي كلارك، القائد الأعلى السابق لقوات الناتو في أوروبا بأن الولايات المتحدة، وتحديداً البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) قد فرغت من إعداد ما أطلقت عليه تسمية (خارطة الطريق العسكرية) للحرب العالمية التي بدأت في أفغانستان والعراق، وسوف تستمر في بعض الأماكن الأخرى، إلى أن تصل إلى محطتها الأخيرة المتمثلة في إيران.
كذلك أشار الجنرال ويسلي كلارك بأن الأماكن الأخرى هي: سوريا، لبنان، السودان، الصومال، ليبيا، وإيران.
وعموماً، لقد أوضحت أحداث لبنان الأخيرة، وجود خارطة طريق مزدوجة تتضمن خارطتين فرعيتين، هما:
- خارطة الطريق السياسية: وتتمثل معالمها في التحركات المحلية، والإقليمية والدولية، التي تقوم بها الولايات المتحدة، فعلى الصعيد الداخلي، قامت الإدارة الأمريكية بتوثيق روابطها لبنانياً مع حكومة السنيورة وقوى 14 آذار.. وسورياً لم تجد سوى جناح الاخوان المسلمين الذي يتزعمه صدر الدين البيانوني، وق
إضافة تعليق جديد