اغتيال ياسر عرفات بين الحقيقة والخيال
الجمل: فاجأ الطبيب الأردني الدكتور أشرف الكردي، الرأي العام العربي والعالمي بمعلومات جديدة حول اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وذلك عن طريق التصريحات التي أطلقها أول أمس الجمعة، والتي قال فيها بأن دم الزعيم الراحل ياسر عرفات كان ملوثاً بفيروس الايدز.
• التصريحات والخلفيات:
يقول الدكتور أشرف الكردي بأنه ظل يعمل طبيباً خاصاً للزعيم ياسر عرفات على مدى 18 عاماً، وكان مرافقو ياسر عرفات يقومون باستدعائه فوراً لمعاينة صحة ياسر عرفات في كل شيء، حتى في حالة أبسط الأشياء مثل الرشح أو الإرهاق.
وأضاف الدكتور قائلا: ولكن ما كان غريباً وغير مألوف بالنسبة لي هو عدم سماح كبار مرافقي ياسر عرفات في أيامه الأخيرة، مثل: محمد دحلان، ومحمد شكري، وغيرهما للقيام بمعاينة ياسر عرفات في أيامه الأخيرة، وهو على فراش المرض. وقال أيضاً بأن سها عرفات زوجة ياسر عرفات قد رفضت بشكل (قاطع) دخوله وإلقاء نظرة على ياسر عرفات عندما كان في لحظاته الأخيرة على سرير المستشفى في باريس، وأيضاً كررت رفضها القاطع مرة أخرى لدخوله وإلقاء نظرة أخيرة على جثمان الزعيم ياسر عرافات بعد وفاته.
• اغتيال ياسر عرفات بين الحقيقة ونظرية المؤامرة:
تم الإعلان رسمياً عن وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بتاريخ 11 تشرين الثاني 2005م، وحدد التقرير الطبي الفرنسي الرسمي بأن ياسر عرفات قد توفي بسبب مرض غامض غير معروف العلة.
يقول الدكتور أشرف الكردي بأن أي طبيب عادي يشاهد ياسر عرفات في لحظاته الأخيرة سوف يفهم فوراً بأنه يعاني من التسمم، وقال الكردي بأن المعلومات التي حصل عليها أكدت له بأن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات قد تعرضت دماؤه للتلوث بفيروس الإيدز وبأنه تم تسميمه لاحقاً، وكان السم من الفعالية بحيث استطاع التأثير على جسد ياسر عرفات وعلى فيروس الايدز.
تقول المعلومات بأن السلطات الفرنسية تعرف كل التفاصيل المتعلقة باغتيال ياسر عرفات، وتقول أيضاً بأن السلطات الفرنسية قد قامت بتشكيل لجنة رسمة وطبية للتحقيق في معرفة أسباب وفاة الزعيم الراحل ياسر عرفات، وقد تبين لاحقاً أن هذه اللجنة تهدف إلى (لفلفة) الأمر من اجل القضاء على الشكوك التي كانت ومازالت تتصاعد بأن ياسر عرفات قد تم استهدافه ومات مسموماً.
• اغتيال ياسر عرفات والقراءة في الجانب الآخر:
لم يكن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وحده الهدف لعمليات الاغتيال والتصفية التي كانت تقوم بها الأجهزة الإسرائيلية، بل كان هو غيره هدفاً لا للموساد والشاباك والشين بيت وحسب، بل ولبعض الأطراف الفلسطينية المرتبطة بإسرائيل، والقراءة البسيطة لواقع الزعيم ياسر عرفات ولحركة فتح بعد اتفاقية أوسلو تقول بأن الكثير من زعامات وقيادات حركة فتح قد تم إدماجهم هيكلياً ووظيفياً ضمن أجندة (خارطة الطريق الإسرائيلية غير المعلنة)، والتي تهدف إلى تصفية ملف القضية الفلسطينية وشطبها بالكامل من قائمة جدول أعمال الشرق الاوسط.
ونضيف إلى شهادة الدكتور الكردي ما ورد في الوثائق التي نشرتها حركة حماس والتي أكدت أن جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني كان مجرد فرع يشرف على تنفيذ عمليات الموساد والشين بيت والشاباك في الأراضي الفلسطينية وبأن محمد دحلان رئيس الأمن الوقائي لم يكن في حقيقة الأمر سوى رئيساً لفروع الموساد والشين بيت والشاباك في الأراضي الفلسطينية.
وعموماً، على خلفية هذه المعطيات المتعلقة بـ(زوجة) ياسر عرفات، السيدة سها، والمرافقين لياسر عرفات، والمسؤولين عن أمنه ووقايته مثل محمد دحلان، علينا أن نتصور كم كان قدر الزعيم الفلسطيني قاسياً، وكيف أن طريق أوسلو قد قاد الزعيم وحركة فتح إلى (بيت الضبع) الإسرائيلي، والذي لم يتردد في التلذذ بممارسة أقسى أنواع التعذيب النفسي والمعنوي، ولم يرحم في نهاية الأمر جسد الزعيم المناضل ياسر عرفات الذي ناهز عمره الـ75 عاماً، وقام بحقنه بفيروس الايدز وتسميمه، على النحو الذي دفع بالزعيم إلى السير في (درب الآلام) الموجع، وعلى غرار (شهد شاهد من أهله) فقد كتب محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني التابع لياسر عرفات وحركة فتح رسالة إلى الجنرال شاؤول موفاز رئيس الاركان الإسرائيلي يبشره فيها بدنو أجل ياسر عرفات عندما كتب في الرسالة، قائلاً من بين ما قال: (...إن ياسر عرفات يعيش أيامه الأخيرة...) مؤكداً بذلك للجنرال موفاز بأن الـ(سم) و(فيروس الإيدز) قد بدا مفعولهما يسري بجسد الشيخ النحيل الطاعن في السن.
أما سها عرفات (سيدة فتح الأولى) فهي تعيش في ظلال الجاه والنعيم وذلك بفضل (أموال الفلسطينيين) التي استطاعت الحصول عليها بمساعدة من كانوا حول عرفات في أيامه الأخيرة، والذين منهم مستشاره السياسي محمد شكري الذي يعيش عيشة الملوك في القاهرة هذه الأيام.
وما يؤكد أن عرفات قد قام (العملاء) بحقن دمائه بفيروس الإيدز في آخر أيامه هو عدم إصابة زوجته بهذا المرض، وذلك لأن الزعيم ياسر عرفات سواء كان صائباً أم مخطئاً، وبشهادة الجميع كان كل وقته العام والخاص للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية، ولم يكن معروفاً عنه أي شيء آخر، ولكنه وقع ضحية اتفاقية أوسلو التي أوقعته في شباك محمد دحلان وسها وغيرهما.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد