النووي السوري والغارة الإسرائيلية ومؤتمر السلام في حلقة نقاش أمريكية
الجمل: نشر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي على موقعه الالكتروني مداولات جلسة الحوار التي عقدها المجلس وحملت عنوان (العلاقة النووية السورية- الكورية الشمالية)، وقد شارك في النقاش:
- غاري ساموري: مسؤول ضبط التسلح في مجلس الأمن القومي الأمريكي خلال فترة إدارة الرئيس بيل كلنتون.
- بيرنارد غيفيرتزمان: المستشار بمجلس العلاقات الخارجية.
يقول غاري ساموري بأنه مازال من غير المعروف أو الواضح، ما إذا كانت سورية تعمل مع كوريا الشمالية من أجل الحصول على التكنولوجيا النووية، وأضاف قائلاً: ومن الممكن فهم ذلك على أساس أن سورية يمكن أن تكون قد اهتمت بتطوير نوع ما من قوة الردع، طالما أن جارتها إسرائيل تملك –كما يقال- الأسلحة النووية. وأضاف بأن سورية ظلت دائماً حالة مثيرة للاهتمام، وذلك لأن بلداً يجد نفسه في موقف يواجه فيه عدواً يملك القوة التقليدية والنووية المتفوقة، فإنه سوف يسعى من أجل تطوير الخيار النووي.
وقد تطرق النقاش إلى النقاط الآتية:
- هل سيطلب السوريون مساعدة الإيرانيين من أجل الحصول على تكنولوجيا الطرد المركزي؟
هناك توقعات بأن عبد القدير خان (العالم النووي الباكستاني الملقب بـ أبو البرنامج النووي الباكستاني والذي يقوم ببيع التكنولوجيا النووية إلى الأطراف الثالثة) الذي قام بتسويق خدماته في سائر أنحاء الشرق الأوسط، من الممكن أن يكون قد تقدم إلى السوريين بذلك أيضاً.
- هل لدى الكوريين الشماليين فائض من أجهزة الطرد المركزي (بي-1) سبق أن زودهم بها عبد القدير خان، ويرغبون ببيعها الآن؟
الحكومة الباكستانية اعترفت بأن عبد القدير خان قد قام بتقديم عدد صغير (أقل من دزينتين) من أجهزة الطرد المركزي (بي-1) إلى كوريا الشمالية، وبالتالي من الناحية النظرية، إذا كان الكوريون الشماليون يرغبون في بيع أو مقايضة تلك التكنولوجيا مع سورية، فمن الممكن لهم القيام بذلك.
- أنكرت كل من سورية وكوريا الشمالية وجود صفقة نووية، ولكن سورية، برغم إعلانها عن حدوث الغارة الإسرائيلية، فإنها لم تقل شيئاً عما حدث بالفعل.
ظلت سورية دائماً حالة مثيرة للاهتمام، طالما أنها بلد في موقف المواجهة مع عدو يملك كل من الأسلحة التقليدية والنووية المتفوقة، وهو أمر يدفع سورية إلى تطوير الخيار النووي، ولكن حتى الآن على ما يبدو فإن السوريين مقتنعين بالقدرات الكيميائية والبيولوجية، والتي يمكن أن يستخدموها في ردع إسرائيل، وسوف يظل أمراً مثيراً للاهتمام والفضول أن السوريين لم يقوموا حسب علمي بتطوير برنامج الأسلحة النووية، بخلاف البلدان العربية الأخرى: مصر، ليبيا، وغيرهما.
- الجولة الأخيرة حول محادثات الأطراف الستة (كوريا الشمالية، كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة، روسيا، الصين، واليابان) قامت بكين بتأجيلها، ولم يعرف السبب وراء ذلك، فما هو السبب؟
هناك ثلاثة تفسيرات تم تقديمها كمسببات للتأجيل:
أ- رغبة الصين في تفادي حدوث أي مواجهة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، حول موضوع سورية، وبالتالي فقد سعى الصينيون لتهدئة الأمور عن طريق التأجيل.
ب- لم يتوصل الخبراء الصينيون إلى صيغة للاتفاق حول ما هي الخطوات اللازمة المطلوبة لإيقاف المنشآت النووية الكورية الشمالية.
ت- وصل وفد ضم خبراء من الولايات المتحدة، روسيا، والصين إلى كوريا الشمالية، وذلك من أجل مراجعة مقترحات كوريا الشمالية، ولم يتم الإعلان عن شيء حتى الآن حول ما تم التوصل إليه.
وفي محاولة لتفسير السلوك الإسرائيلي إزاء سورية، كتب الصحفي البريطاني المقيم في إسرائيل جوناثان كوك تحليلاً، حمل عنوان (لماذا قامت إسرائيل بالاعتداء على سورية)، خلص فيه إلى أن إسرائيل وجماعة المحافظين الجدد يعملان جنباً إلى جنب.. وبكلمات أخرى: برغم ارتباط جماعة المحافظين الجدد بإدارة بوش، وارتباط إسرائيل بإدارة بوش، فإن هناك حلقة ارتباط إسرائيل وجماعة المحافظين الجدد، وهي حلقة (سرية) للغاية لا تكون الإدارة الأمريكية طرفاً فيها، وإنما تكون بالأحرى (هدفاً) لتحالف إسرائيل- المحافظين الجدد مثلها مثل سورية وحزب الله وحركة حماس تماماً، وفي هذه الحلقة يتم وضع وتنسيق المخططات الهادفة إلى (استغلال بوش وإدارته) من أجل استهداف سورية وإيران وحزب الله وحماس.
حلقة إسرائيل- المحافظين الجدد هي المسؤولة عن:
- استهداف سورية.
- استهداف إيران.
- استهداف العراق.
ويشرف على إدارة هذه الاستهدافات معهد المسعى الأمريكي، بحيث يعمل اليهودي الأمريكي في موقع الخبير المسؤول عن الملف العراقي، وجون بولتون الخبير المسؤول عن الملف السوري والإيراني.
وتعمل هذه المجموعة مع المجموعة الأخرى الموجودة في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والدفاع ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية وإليوت ابراهام (نائب مستشار الأمن القومي) في البيض الأبيض، ديفيد فورمزر (مستشار ديك تشيني لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد وولش (نائب وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط).
ويخلص الصحفي البريطاني المقيم في نتساريا بإسرائيل، قائلاً:
(...إن الاعتداء على سورية هو جزء من عملية احتيال بارعة، تم إعدادها من أجل التغلب على أو تجاوز المتشككين والمترديين في إدارة بوش، وذلك عن طريق محاولة إثبات مسؤولية سورية وحضها وتحريضها على الرد...).
ويضيف الصحفي البريطاني جوناثان كوك، المقيم في إسرائيل، بأن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، قد ظهرت في نهاية الأسبوع الماضي مطالبة بدعوة سورية إلى حضور مؤتمر السلام الدولي الذي دعا إليه الرئيس بوش. ويضيف جوناثان كوك قائلاً بأن حلقة إسرائيل- المحافظين الجدد تعارض تماماً دعوة سورية لحضور المؤتمر، ومن ثم، فإن توزيع الأدوار بين البيت الأبيض وجماعة المحافظين الجدد، سوف يتم على النحو الآتي:
- أن تقوم عناصر جماعة المحافظين الجدد بإعداد المؤتمر وترتيبه على النحو الذي يدفع سورية إلى عدم الحضور حتى لو تمت دعوتها.
- أن تقوم إسرائيل بمحاولة فرض الشروط المسبقة التي تعرقل حضور سورية.
ويرى الصحفي البريطاني جوناثان كوك أن نداءات سورية التي وجهتها من أجل السلام في المنطقة، سواء في فترة ما قبل الغارة الإسرائيلية، أو فيما بعد حدوث الغارة الإسرائيلية، هي النداءات التي يمكن أن تؤدي إلى تحقيق السلام وتقود إلى استقرار المنطقة إذا تم اتباعها، ولما كانت حلقة إسرائيل- المحافظين الجدد لا تريد ذلك، فإنه سوف يظل في قائمة اهتماماتهم البحث عن السبل التي تعوق وتعرقل المسار السوري الهادف للسلام والاستقرار.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد