حزب الشعب يختار نجل بوتو زعيماً وزوجها وصياً
اختار حزب "الشعب" الباكستاني، نجل رئيسة الوزراء الراحلة بنظير بوتو، زعيماً للحزب، خلفاً لزعيمته السابقة التي قضت في هجوم انتحاري الخميس، أثناء مشاركتها بمؤتمر انتخابي في "روالبندي" قرب العاصمة إسلام أباد.
وسوف يتولى بيلاوال زرداري، البالغ من العمر 19 عاماً، رئاسة حزب "الشعب"، الذي طالما تزعمته أسرة بوتو، بالمشاركة مع والده آصف علي زرداري، وفقاً لما توصل إليه قادة الحزب في اجتماعهم الأحد، في بلدة "نودييرو" بإقليم "السند" جنوبي باكستان.
وقال مسؤولون كبار في حزب الشعب إن بيلاوال تم اختياره رسمياً لرئاسة الحزب، ولكنه لن يمارس مهامه إلا بعد أن يكمل دراسته، بناء على وصية من زعيمة الحزب الراحلة بنظير بوتو، وهي الفترة التي سيتولى فيها أرملها آصف علي القيام بمهام زعيم الحزب مؤقتاً.
وعقد أعضاء حزب الشعب اجتماعهم، بينما التف عشرات الآلاف من مؤيدي الحزب خارج منزل عائلة بوتو، حاملين صور رئيسة الوزراء السابقة، ورددوا الشعارات المناهضة للحكومة الباكستانية متهمين إياها بأنها لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية زعيمتهم.
وخاطب زرداري الأب، الذي قضى نحو ثمان سنوات في السجن بتهم تتعلق بقضايا فساد والتورط في جرائم قتل، إلى أن تم إطلاق سراحه أواخر عام 2004، الحشود التي التفت حول مقر الحزب، قائلاً إن "بوتو ضحت بحياتها من أجل باكستان، وإننا سنواصل هذه المهمة."
كما أكد زرداري، في مؤتمر صحفي أعقب الاجتماع، أن حزب الشعب قرر المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في الثامن من يناير/ كانون الثاني المقبل، في حالة إجراؤها في موعدها المقرر مسبقاً، وقال: "بعد فوزنا في الانتخابات سننتقم من قتلة بنظير بوتو."
وأشار إلى أن الحزب قرر أيضاً طلب إجراء تحقيق دولي في اغتيال بوتو، داعياً الأمم المتحدة والحكومة البريطانية للمشاركة في التحقيقات الجارية بشأن مقتلها.
وأعلنت الحكومة الباكستانية السبت رفضها لمشاركة أي أطراف خارجية في التحقيقات الجارية حول اغتيال بوتو، معربة في الوقت نفسه عن استعدادها لتشريح جثة زعيمة المعارضة الباكستانية، في حالة إذا ما طلب حزب "الشعب" ذلك.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الباكستانية، جاويد إقبال شيما، إن خيوط الجريمة توجد في منطقة "وزيرستان" الواقعة جنوبي باكستان، قرب الحدود مع أفغانستان، والتي ينشط بها مسلحون موالون لحركة "طالبان" الأفغانية وتنظيم "القاعدة"، في إشارة إلى تورطهما في اغتيال بوتو.
تأتي هذه الدعوة من جانب حزب الشعب لإجراء تحقيق دولي في مقتل زعيمته السابقة، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الباكستانية ثلاث روايات متناقضة حول أسباب مقتلها، في الهجوم الذي استهدفها في روالبندي.
وجاء آخر تفسير للحكومة الباكستانية لأسباب وفاة بوتو على لسان الناطق باسم وزارة الداخلية، العميد جاويد إقبال شيما، قائلاً إن إصابة بالجمجمة تسبب بها اصطدام رأس بوتو، 54 عاماً، بقطعة معدنية ملحقة بسقف السيارة المتحرك، كانت سبب الوفاة.
إلا أن مساعدة بارزة لرئيسة الوزراء الراحلة ناقضت تلك الرواية الحكومية، وأكدت أن بوتو أُصيب بطلق ناري في الرأس، واصفة مزاعم الحكومة بأنها "الأكثر غرابة، وهراء خطير"، مضيفة قولها: "من الواضح أنهم يريدون التملص من كافة المسؤوليات."
كما تناقض تصريحات شيما ما نقلته وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية عن الوزارة في وقت سابق بأن شظية من انفجار قنبلة أودت بحياة بوتو، بجانب أكثر من 20 آخرين، فضلاً عن إصابة 100، على الأقل بجراح.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد