قمة دمشق- الجلسات المغلقة

قالت مصادر سورية رفيعة المستوى إن الجلسة المغلقة الأولى للقمة العربية العشرين التي عقدت أمس الأول، تخلل انطلاقتها شيء من الفوضى بعد أن بدا غير واضح ما هو المقصود من مناقشة العلاقات العربية العربية، إلا أنها استقامت وأصبحت أكثر عمقاً لتستغرق ثلاث ساعات من النقاش المتبادل بين المشاركين.
وقالت المصادر إنه اتفق على أن تقوم الأمانة للجامعة العربية بإعداد بعض الأفكار في إطار هذا النقاش على اعتبار «أنه إذا اختلفنا لا يجوز قطع العلاقات وإغلاق الحدود أو إغلاق السفارات والتأثير على عيش مواطني الدول المعنية».
وتضمنت الأفكار العمل على «تفعيل مجلس السلم والأمن العربي بحيث يمكن اللجوء لقوة حفظ سلام عربية أو وضع آلية إنذار مبكر لوقف تدهور علاقات بلد عربي بآخر الخ...».
وفي ما يتعلق بالمبادرة اليمنية في الشأن الفلسطيني، قالت المصادر السورية إن الحاضرين اتفقوا على دعم المبادرة اليمنية بعد أن قدم نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تلخيصا للجهود التي بذلتها صنعاء في هذا الموضوع، وأنه اتفق بعدها على ان تقدم حركتا «حماس» و«فتح» رؤيتهما لكيفية تطبيق البند الأول من المبادرة وهو موضع تفسير مختلف بين الطرفين.
ويتضمن هذا النص العبارة الآتية «إعادة الأمور في غزة إلى ما كانت عليه قبل الأحداث».
وقالت المصادر إنه بعد تسلم رئاسة القمة والأمانة العاملة للجامعة هذه التفسيرات من الطرفين، تتم مناقشتها مع اليمن حول كيفية المساعدة في تطبيقها.
وعلم في هذا السياق أن نائب الرئيس اليمني التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لهذا الغرض، أمس الأول. وقالت المصادر أن الرئيس الأسد عرض إمكان المساعدة في الاتصال مع الأطراف الفلسطينية باعتبار أن «لسوريا علاقة جيدة بكافة الفصائل الفلسطينية».
وساد حوار مطول خلال الجلسة المغلقة حول «الاسلاموفوبيا» أو «العداء للإسلام» والذي كان سبق لأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي إحسان الدين أوغلو ان طلب التطرق إليه في بداية أعمال القمة.
وقالت المصادر السورية إن بعض الوفود العربية اراد رفع السقف واللجوء إلى مجلس الأمن في هذا الموضوع وكان الرأي السوري أن «مجلس الأمن لم يخدم القضايا العربية في مواقع هامة ومعروفة» ولذلك من الأفضل التعامل معه بآلية مختلفة لا ترفع سقف الطموحات الى ما هو غير قابل للتطبيق».
ورفضت المصادر التعليق على الحملة الإعلامية التي تعرضت لها القمة عبر وسائل الإعلام المصرية أو السعودية، ورأت أن «الآخرين ممن غابوا هم في وضع صعب وليس نحن»، وأضافت أنه «لم يصدر من قمة دمشق سوى مدلولات التهدئة ونداءات الحوار والتوافق وتصحيح العلاقات العربية العربية، وهذا ينسجم مع عنوان القمة الذي هو العمل العربي المشترك». وقالت «الآن المطلوب هو توفر الإرادة السياسية لدى الأطراف الأخرى». 
وقالت مصادر أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أعلم الجانب السوري أنه سيسعى في طريقه إلى بلاده إلى لقاء الرئيس المصري حسني مبارك، في اطار توجه لتصحيح العلاقات العربية العربية، علماً أن الرئيس الجزائري كان سبق له المحاولة في طريقه إلى دمشق.
وحول «إعلان دمشق»، قالت المصادر السورية ان التحفظ العراقي «المفاجئ» على الإعلان انتهى إلى تسجيله كتحفظ دون المساس بنص الإعلان لأن نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي احتج «على عمومية الإعلان وليس على اية فقرة».
وعلم أن العراقيين كانوا يرغبون بأن يتضمن الاعلان اشارة الى رفض الارهاب والدعوة الى محاربته ودعم جهود الحكومة العراقية على الصعيدين الأمني والسياسي لتحقيق المصالحة الوطنية».
وجرت محاولات من قبل الجامعة العربية للوصول إلى صيغة وسط حيث بقي الوفد العراقي في القاعة لأكثر من نصف ساعة منتظرا تعديلا يتم التوافق عليه، وكان رد موسى أن التحفظ يسجل كتحفظ باعتبار أنه سبق للوفد العراقي أن «وافق على الإعلان في الجلسة المغلقة»، وهو ما دفع الجانب العراقي للاكتفاء بـ«الاحتجاج إعلاميا» لاحقاً.

المصدر: السفير