جدول أعمال أوباما في زيارته الشرق أوسطية
الجمل: أكد البيت الأبيض الأمريكي على لسان المتحدث الرسمي باسمه بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيزور العاصمة المصرية القاهرة ويوجه في يوم الخميس الموافق 4 حزيران 2009 خطاباً إلى العالم الإسلامي.
* جولة الرئيس أوباما الجديدة: النطاق والأبعاد:
ركزت التقارير على زيارة أوباما للقاهرة بما خلق انطباعاً عاماً بأن الزيارة ستقتصر على مصر حصراً ولكن المعلومات تقول أن خارطة طريق جولة أوباما الجديدة ستكون على النحو الآتي:
• المحطة الأولى: العاصمة السعودية الرياض وسيزورها أوباما يوم الأربعاء 3 حزيران وسيتضمن جدول أعمال الزيارة عقد محادثات ثنائية بين الرئيس أوباما والملك عبد الله ولن تتضمن الزيارة أي وقائع إضافية أخرى.
• المحطة الثانية: العاصمة المصرية القاهرة وسيزورها يوم الخميس4 حزيران وستتضمن الزيارة لقاءً ثنائياً مع الرئيس حسني مبارك إضافة إلى قيام أوباما بتوجيه خطابه إلى العالم الإسلامي.
• المحطة الثالثة: العاصمة الألمانية برلين التي سيزورها يوم 5 حزيران وسيلتقي بالمستشارة الألمانية ميركل وسيزور معسكر يوخينفالد الذي اعتقل فيه النازيون اليهود ثم يزور بعد ذلك جرحى القوات الأمريكية في المشفى العسكري الأمريكي بمدينة لاندشتول الألمانية.
• المحطة الرابعة: العاصمة الفرنسية باريس وسيلتقي بالرئيس ساركوزي يوم 6 حزيران في غداء عمل بمنطقة كايين الواقعة في إقليم النورماندي وبعدها سيزور مقابر الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية.
تفيد المعلومات أن جولة أوباما الحالية هي جولة شرق أوسطية – أوروبية بما يتماثل مع جولاته السابقة التي كانت أوروبية – شرق أوسطية وبكلمات أخرى فقد زار أوباما خلال جولته الأولى عدة بلدان أوروبية إضافة إلى تركيا والآن سيزور بلدان شرق أوسطيان وبالتالي وكما تشير المعلومات والتقارير إذا كانت جولة أوباما السابقة أوروبية الأجندة فإن جولته الحالية يمكن اعتبارها شرق أوسطية الأجندة.
* ماذا يحمل جدول أعمال جولة أوباما الجديدة؟
تشير المعلومات والتقارير إلى أن أداء الرئيس أوباما في محطات زياراته الأربعة سيتضمن الآتي:
• السعودية: سيركز لقاء أوباما – الملك عبد الله على ضرورة تعزيز التحالف الاستراتيجي السعودي – الأمريكي، وتشير بعض التسريبات إلى أن إدارة أوباما ستطلب من الرياض الدفع باتجاه القيام بدور بناء في منظمة الأوبك لجهة مراعاة أن تتبنى حكومة المملكة موقفاً داعماً للمصالح الأمريكية التي أصبحت في مواجهة التهديدات الآتية:
- الخطر الفنزويلي والإيراني من جراء تشديد محور طهران – كاركاس داخل الأوبك باتجاه رفع أسعار النفط.
- خطر الأزمة المالية التي تواجه الاقتصاد الأمريكي والاقتصادات المرتبطة به.
وأشارت المعلومات إلى أن الرئيس أوباما سيطلع العاهل السعودي على أن قيام المملكة بالدور البناء في دعم المصالح الأمريكية الشرق أوسطية سيؤدي إلى دفع إدارة أوباما باتجاه تحسين صورة السعودية في أمريكا والتي تضررت كثيراً بسبب انتماء معظم منفذي هجمات 11 أيلول 2001 إلى الجنسية السعودية.
إضافة لذلك سيتضمن لقاء أوباما – الملك عبد الله تفاهماً حول النقاط الآتية:
• مستقبل مبادرة السلام العربية التي قدمتها السعودية.
• مدى قدرة السعودية في احتواء الخطر الإيراني.
• مدى إمكانية البدء في التطبيع المباشر مع إسرائيل دون ربط التطبيع بحل خلافات الصراع العربي – الإسرائيلي.
• مدى إمكانية احتواء حركة حماس الفلسطينية.
• مدى إمكانية احتواء حزب الله.
أما في مصر فسيركز أوباما مع الرئيس مبارك على النقاط الآتية:
• إمكانية الدخول في التطبيع المباشر مع إسرائيل دون التقيد بحل الخلافات العربية – الإسرائيلية.
• القدرة على احتواء حركة حماس وحزب الله والخطر الإيراني.
إضافة لذلك، وكما تقول المعلومات فإن خطاب أوباما للعالم الإسلامي سيقوم بإلقائه من العاصمة المصرية وسيركز على الآتي:
• التركيز على المسلمين في سائر أنحاء العالم وبشكل خاص على المسلمين في الشرق الأوسط.
• تعتبر مصر حليفة واشنطن في المنطقة وبسبب الضعف وتراجع النفوذ المصري في الشرق الأوسط فإن إلقاء الخطاب منها سيعزز مكانتها لأن الإشارة التي سينقلها الخطاب ستتمثل في أن القاهرة هي بنظر الأمريكيين عاصمة العالم الإسلامي.
• تفادي توجيه الانتقادات التي يمكن أن يترتب عليها استفزاز وتحريض الجماعات الإسلامية المصرية والشرق أوسطية، وعلى وجه الخصوص حركة الأخوان المسلمين في مصر التي أصبحت أكثر نفوذاً في الشارع المصري.
• التأكيد على أن خطاب أوباما ليس الأول من نوعه فقد سبق أن وجه خطاباً مشابهاً يوم 20 كانون الثاني الماضي ضمن خطاب تنصيبه رئيساً جديداً والمرة الثانية كانت خلال شهر نيسان من العاصمة التركية أنقرة.
• التأكيد على أن النظرة السلبية والإدراك السلبي المتبادل بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي يمكن أن تتغير باتجاه الإيجاب من خلال التركيز على علاقات التعاون بدلاً من علاقات الصراع.
وبالنسبة لزيارة أوباما إلى برلين وباريس فإن قيامه بزيارة معسكر الاعتقال النازي السابق هو أمر ينطوي على إطلاق رسالة للإسرائيليين والرأي العام اليهودي الأمريكي لجهة أن الإدارة الأمريكية ستتمسك بعلاقاتها مع إسرائيل، وفي فرنسا فإن اختيار مكان لقاء أوباما – ساركوزي في النورماندي لم يكن بالصدفة وإنما للإشارة إلى مدى أهمية التعاون الأمريكي – الفرنسي خاصة وأن النورماندي هي المنطقة التي بدأت بها القوات الأمريكية عمليات الإنزال المظلي الأكبر في العالم والتي غيرت مصير القارة الأوروبية في الحرب العالمية الثانية.
ولكن، تقول بعض التحليلات والتفسيرات أن الملاحظ بشكل بارز في هذه الجولة هو: عدم قيام الرئيس أوباما بزيارة إسرائيل إضافة إلى تزايد تأكيداته بضرورة إسراع تل أبيب في العودة لطاولة المفاوضات مع الفلسطينيين وإضافة لذلك، فقد بدأت الصحافة الإسرائيلية في توجيه بعض الانتقادات لدبلوماسية أوباما وتقول التقارير الإسرائيلية أن الجنرال إيهود باراك سيغادر إسرائيل في زيارة لأمريكا بهدف تخفيض حدة التوترات على خط تل أبيب – واشنطن.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد