رؤية إسرائيلية لدور السياسة السعودية في المنطقة

18-03-2010

رؤية إسرائيلية لدور السياسة السعودية في المنطقة

الجمل: تسعى بعض الأطراف والدوائر الخارجية ذات الصلة الوثيقة بالمشروع الإسرائيلي في المنطقة, لجهة توسيعأمنون عاران وتعميق مخطط توظيف الضغوط الأميركية والأوروبية الغربية, بما يتيح استغلال قدرات السياسة الخارجية السعودية, ويعزز قدرة محور واشنطن-تل أبيب في ترويض منطقة الشرق الأوسط: فما هي أبعاد وطموحات وآفاق هذا المخطط؟
صناعة المزاعم: ماذا تقول السردية الجديدة؟
أعد الخبير اليهودي-البريطاني الدكتور أمنون عاران, تحليلا سياسيا, نشره أحد المواقع الاستاخبارية السويسرية, وحمل عنوان (اللمسة السعودية: بين فلسطين وإيران: العربية السعودية وسلام الشرق الأوسط) هذا, وقد سعى الخبير الدكتور أمنون عاران, إلى بناء سردية شرق أوسطية ركزت على بناء الدور المركزي للسياسة الخارجية السعودية خلال الفترة القادمة, وذلك من خلال اعتماد منهجية تغيير الإدراك السلوكي, وفقا لخلفية جديدة, تضمنت النقاط الافتراضية الآتية:
• تواجه السعودية في الوقت الحالي تهديدا لمكانتها ووزنها الإقليمي بما أصبح يعرض مصالح السياسة الخارجية السعودية للخطر.
• التحديات الرئيسية التي تواجه السعودية, مصدرها: سوريا-إيران-حزب الله اللبناني-حركة حماس الفلسطينية, وبقية الفصائل المسلحة الفلسطينية.
هذا, وإضافة لذلك فقد سعى التحليل لتفسير هذه النقاط عن طريق المزاعم الآتية:
• تمثل إيران أحد الأطراف الشرق أوسطية التي استفادت كثيرا من تداعيات قيام القوات الأميركية بإنجاز عملية غزو واحتلال العراق, وقد حصلت إيران على المزايا الآتية:
- تنفيذ عملية تغلغل إيراني كبيرة في العراق, وذلك عن طريق قيام طهران, بتزويد الجماعات والمليشيات الشيعية العراقية بالتمويل, والتدريب, والتسليح, والدعم السياسي.
- ممارسة النفوذ الإيراني على لبنان, وذلك من خلال تزويد حزب الله اللبناني بالمزيد من القدرات العسكرية والمالية والإعلامية.
- بناء تحالف قوي ومتين مع سوريا.
- ممارسة النفوذ والتأثير القوي في الساحة الفلسطينية, عن طريق تقديم التمويل والسلاحالشرق الأوسط الكبير والعتاد والتدريب لحركة حماس الفلسطينية وبعض الفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى.
- إنجاز المزيد من الخطى المتقدمة لجهة بناء القدرات النووية والعسكرية الإيرانية.
• تمثل سوريا-بحسب رأي الخبير أمنون عاران-مصدرا لتقويض وإضعاف جهود مبادرة السلام السعودية, وذلك بسبب قيام دمشق بالآتي:
- تعزيز بناء الروابط مع إيران.
- تقديم الدعم والسند لحزب الله اللبناني.
- تقديم الدعم والسند لحركة حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة.
سعى بعد ذلك الخبير اليهودي البريطاني أمنون عاران إلى التركيز على مفهوم الخطر الإيراني, والبناء على فرضية أن صعود قوة النفوذ الإيراني, سوف تترتب عليه تداعيات سالبة التأثير على واقع ومستقبل المملكة العربية السعودية, وللتدليل على هذه الفرضية تطرق الخبير أمنون عاران إلى النقاط الافتراضية الآتية:
• صعود قوة إيران سوف يترتب عليه صعود قوة "الهلال الشيعي" الذي يتكون من إيران وجنوب العراق وجنوب لبنان. الأمر الذي سوف يؤدي بدوره إلى إضعاف مكانة السعودية.
• صعود قوة إيران سوف يترتب عليه, صعود حركة الإحياء الشيعي في شرق المملكة العربية السعودية, وبقية بلدان الخليج العربي, وبالذات قطر والبحرين والكويت, وذلك على النحو الذي يهدد استمرار سيطرة ونفوذ العائلات السنية في السعودية وبقية بلدان الخليج.
• صعود قوة إيران, يمكن أن يدفع الأطراف الخارجية, وتحديدا إسرائيل إلى القيام بعمل عسكري ضد إيران, لجهة استهداف البرنامج النووي الإيراني, وهو أمر سوف يلحق المزيد من الأضرار بالمملكة العربية السعودية وبلدان الخليج الأخرى.
هذا, ومن خلال سياقات سردية الخبير أمنون عاران الافتراضية نلاحظ أنه سعى إلى إعطاء الدور المركزي لسوريا وإيران, باعتبارهما تمثلان عناصر البؤرة الرئيسية المهددة لمكانة ووزن المملكة العربية السعودية في منطقة الشرق الأوسط.
مبدأ أمنون عاران إزاء السياسة الخارجية السعودية الشرق أوسطية:
سعى الخبير اليهودي البريطاني إلى مقاربة السياسة الخارجية السعودية الشرق أوسطية خلال الفترة القادمة, من خلال مقاربة مبادرة السلام السعودية, وفي هذا الخصوص أشار أمنون عاران إلى النقاط الآتية:
• الفرصة مازالت سانحة أمام المملكة العربية السعودية خلال عام 2010 الحالي, لجهة القيام بتعزيز مكانة السعودية ووزنها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.
• المطلوب من المملكة العربية السعودية, القيام بالخطوات الآتية:
- إحياء مبادرة السلام العربية.
- انتهاج الإجراءات الأمنية الوقائية.
وفي معرض تفسير هاتين الخطوتين سعى الخبير اليهودي البريطاني أمنون عاران, إلى اعتماد استراتيجية تقوم على أساس اعتبارات, لعبة تحويل تعارض الأهداف إلى وضع جديد, بحيث يأخذ شكل "تعارض المصالح" ويمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:
• أن تقوم السعودية ب(إحياء) مبادرة السلام العربية, بحيث تتضمن عملية ال(إحياء) هذه, تجاوزا لنطاق مبادرة السلام العربية بشكلها الذي طرحت به في عام 2002م.
• أن تتضمن عملية التجاوز هذه, طرحا جديدا لمبادرة السلام العربية, بحيث تصبح بمثابة مبادرة سلام الشرق الأوسط الكبير.
• أن تتضمن مبادرة سلام الشرق الأوسط الكبير مقاربة الحل السلمي لكل الصراعات والنزاعات التي نشأت في منطقة الشرق الأوسط الكبير في الفترة الممتدة من عام 2002م, وحتى الآن.
• أن تقوم الملكة العربية السعودية, باعتماد سياسة استقطاب إقليمي لجهة حشد وتعبئة معسكر يضم كل من السعودية-مصر-الأردن-الكويت إضافة إلى حلفاء السعودية الآخرين.
هذا, وبرغم حرص الخبير اليهودي-البريطاني الدكتور أمنون عاران, على إخفاء البعد غير المعلن في تحليله, فقد فلتت منه عبارة, كشفت ما يدور وراء السواتر والحجب, وذلك من خلال التلميح, بأن مبادرة سلام الشرق الأوسط الكبير, يمكن أن تشكل موضوعا قابلا للطرح في اجتماع قمة الجامعة العربية, ومن المعروف سلفا أن اجتماع قمة الجامعة العربية القادم سوف ينعقد في العاصمة الليبية طرابلس خلال شهر نيسان (أبريل) 2010م القادم, سوف يتضمن جدول أعماله ملف مبادرة السلام العربية, فإنه ليس من المؤكد بعد أن المملكة العربية السعودية سوف تقدم منظورا جديدا لمبادرة السلام العربية, وإضافة لذلك, فقد أشارت العديد من التسريبات السابقة, بان هناك جهود سعودية غربية تهدف إلى تطوير مبادرة السلام العربية بما يجعلها تستجيب للمزيد من المرونة والمتغيرات الجديدة, فهل يا ترى سوف تكون مبادرة سلام الشرق الأوسط الكبير هي الملف الذي سوف يتم طرحه في قمة طرابلس؟ وكما يقول المثل الإنكليزي: دعنا ننتظر ونرى..

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...