مفاعيل زيارة جون كيري إلى سوريا ولبنان

الجمل: تقول التقارير بأن السيناتور الديموقراطي جون كيري الذي يتولى رئاسة لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي قد وصل إلى منطقة الشرق الأوسط, فما هي خلفيات وطبيعة هذه الزيارة؟
جدول أعمال زيارة السيناتور كيري: توصيف المعلومات الجارية
أشارت التقارير التي أوردتها وكالة اليونايتدبرس, نقلا عن صحيفة بوسطن غلوب الأميركية, بأن زيارة السيناتور الديموقراطي جون كيري سوف تتضمن الآتي:
• نطاق الزيارة: سوريا ولبنان.
• أجندة الزيارة:
- في لبنان: عقد اللقاءات مع الزعماء السياسيين اللبنانيين.
- في سوريا: عقد لقاء مع الرئيس الأسد, ومع وزير الخارجية وليد المعلم.
هذا وأضافت المعلومات, بأن جولة السيناتور جون كيري تأتي ضمن سلسلة الجولات والزيارات الدبلوماسية التي سوف يستمر القيام بها بواسطة كبار المسؤولين الأميركيين الحاليين بما يتيح للإدارة الأميركية قدرة وفرصة أكبر في حل أزمة الشرق الأوسط.
أشارت بعض التحليلات الأميركية إلى أن السيناتور جون كيري سوف يسعى إلى التفاهم مع دمشق وبيروت, لجهة تحقيق المزيد من التقدم في حث سوريا ولبنان على التعاون مع واشنطن في النقاط الآتية:
• كيفية التعاون في إدارة أزمة ملف البرنامج النووي الإيراني.
• حث دمشق على ضرورة قطع الروابط مع حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.
• البحث في كيفية تفعيل زخم عملية سلام الشرق الأوسط.
حتى الآن لا توجد أي تصريحات أو تسريبات أميركية ملفتة للنظر فيما يتعلق بزيارة السيناتور الديموقراطي جون كيري للمنطقة, ولكن, وبرغم ذلك فما هو ملفت للنظر أن جدول أعمال زيارة جون كيري للمنطقة لم يشمل زيارة لإسرائيل أو الأراضي الفلسطينية أو حتى مصر والأردن.
دبلوماسية السيناتور كيري: إشكالية الإدراك الأميركي.
يعتبر السيناتور الديموقراطي جون كيري من أبرز الزعماء السياسيين الرافضين للأسلوب الذي سبق أن اعتمدته إدارة بوش الجمهورية السابقة, لجهة التأكيد على خيار عزل سوريا, وقد ظل السيناتور كيري دائم المطالبة باستخدام أسلوب التعامل الدبلوماسي بدلا عن العزل الدبلوماسي.
بعد صعود إدارة أوباما الديموقراطية سارع السيناتور جون كيري إلى القيام بزيارة دمشق, وإجراء اللقاءات والتفاهمات المباشرة, ولكن, وكما هو واضح, فإن جولات وزيارات السيناتور جون كيري ما تزال غير قادرة على إبراز نتائج حقيقية على الجانب الأميركي, وذلك على النحو الذي أضفى المزيد من شكوك شعوب المنطقة في مدى مصداقية السياسة الخارجية الأميركية الشرق أوسطية وتحركاتها الدبلوماسية الجارية, والتي أصبحت تبدو كما لو أنها تستخدم أسلوب التعامل من أجل تحقيق ما عجزت إدارة بوش السابقة عن تحقيقه باستخدام أسلوب العزل, وعلى وجه الخصوص بالنسبة لسوريا, والتي ظلت تواجه مطالبا بواسطة الإدارة الأميركية الديموقراطية الحالية, هي عبارة عن نسخة طبق الأصل لمطالب الإدارة الأميركية الجمهورية السابقة, وبكلمات أخرى هل يا ترى سوف يظل الإدراك الأميركي الديموقراطي-الجمهوري موحدا إزاء السياسة الخارجية الأميركية الشرق أوسطية, وإن اختلفت الوسائل وتأرجحت بين خيار العزل الدبلوماسي حينا وخيار التعامل الدبلوماسي في أحيان أخرى.
دبلوماسية السيناتور جون كيري: إلى أين؟
تقول التسريبات الأميركية, بأن تحركات السيناتور الديموقراطي جون كيري في منطقة الشرق الأوسط, أصبحت مثار اهتمام خبراء وجماعات اللوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد, وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
• في شهر كانون الأول (ديسمبر) 2009م الماضي, تحدثت التسريبات الأميركية, بأن بعض المصادر المقربة من السيناتور كيري, قد أكدت بأنه يدرس القيام بزيارة إيران.
• في شهر كانون الثاني (يناير) 2010م الماضي, أصدر البيت الأبيض الأميركي تصريحا حذر فيه السيناتور جون كيري من مغبة زيارة إيران.
• بعد تصريح البيت الأبيض الأميركي التحذيري, أصدر المتحدث الرسمي باسم السيناتور كيري تصريحا نفى فيه باسم جون كيري وجود أي خطة لزيارة إيران.
• بعد نفي السيناتور كيري لخطة زيارته لإيران, برزت تسريبات أميركية, تقول بأن السيناتور جون كيري كان يعد فعلا لزيارة إيران, وقد قدم طلبا لطهران لجهة الحصول على الموافقة, ولكنه تلقى ردا واضحا, تضمن رفض لجنة العلاقات الخارجية الإيرانية بالموافقة على زيارته.
زيارة السيناتور جون كيري الحالية للمنطقة, أدت إلى حدوث بعض ردود الأفعال الأميركية وغير الأميركية, منها على سبيل المثال لا الحصر:
• عدم اهتمام الصحافة الإسرائيلية برصد وقائع هذه الزيارة.
• قيام صحيفة ول ستريت جورنال الأميركية التابعة لجماعة المحافظين الجدد بشن هجوم عنيف ضد تحركات السيناتور جون كيري الشرق أوسطية.
هذا, وبرغم ذلك, فإن ما هو مثير للاهتمام يتمثل في الطبيعة النوعية الجديدة لتعليقات القراء الأميركيين على موقع أخبار ياهو على محرك بحث الغوغل, والتي برغم تعددها, فقد تضمن أحدها رأيا يعكس مدى اهتمام بعض الأميركيين بمعرفة الشؤون الشرق أوسطية بشكل حقيقي. هذا وقد قال صاحب التعليق: هل حقا يرغب كيري في مطالبة سوريا بالابتعاد عن إيران وحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية. وأضاف قائلا, كنت أتمنى أن يكون كيري قد ذهب من أجل إعادة الجولان لسوريا, وأن يكون قد ذهب للبنان من أجل إعادة إعمار لبنان من الخراب والدمار الذي أحدثه العدوان الإسرائيلي, وكنت أتوقع أن يسعى كيري من أجل شرح استراتيجية الإدارة الأميركية من أجل تحقيق سلام الشرق الأوسط. واختتم المعلق حديثه قائلا: أعتقد بأنه يتوجب علينا في أميركا أن لا ندير عينا عمياء على دعمنا الأعمى لإسرائيل. ومن ثم فإنه يتوجب علينا أن نوقف هذا الدعم الأميركي الأعمى لإسرائيل قبل أن نذهب ونطالب الآخرين (أي سوريا ولبنان) بتقديم التنازلات لنا..

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

تصريح السناتور جون كيري عقب لقائه الرئيس الأسد في دمشق

1/نيسان/2010

صباح الخير. مرحباً جميعا.
 شكرا جزيلاً لكم، يسعدني أن أكون هنا وأن أعود إلى دمشق وأن تتاح لي فرصة إجراء نقاش طويل وشامل مع الرئيس الأسد.
لقد ناصرت طويلاً انخراط أمريكا مع سورية، وأنا ملتزم جدا بالعمل على جهد مستمر لتحقيق تقدم في علاقاتنا الثنائية. إن سورية هي عامل رئيسي في جلب السلام والاستقرار للمنطقة، وإن لدى الولايات المتحدة وسورية مصلحة كبيرة جداً ومتبادلة بتبادل صريح جداً لأي مسائل خلافية قد توجد، بل حول نقاط  الاتفاق الكثيرة جداً التي لدينا حول إمكانيات السلام في المنطقة. هناك نقاط كثيرة حيث لدينا القدرة على إيجاد إمكانية للعمل معاً. إن قرار إدارة أوباما بإرسال سفير إلى دمشق هو دليل على أن الانخراط مع سورية يشكل أولوية على أعلى مستوى بالنسبة لحكومتنا، كما تشكل زيارة وكيل الوزارة وليم بيرنز إلى هنا وهذه الزيارة وغيرها تأكيداً على ذلك.
لقد ترأست جلسة استماع السفير المرشح فورد قبل عدة أسابيع وأستطيع أن أعبر بثقة تامة عن اعتقادي بأنه سيكون ممثلاً ممتازاً لسياسات الرئيس ومبعوثاً متميزاً إلى الحكومة والشعب السوريين. لقد أخبرت الرئيس الأسد أن الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية كلينتون وأنا ملتزمون بجعل ترشيحه يكسب الموافقة في مجلس الشيوخ بأسرع وقت ممكن.
لقد أجريت مع الرئيس الأسد نقاشاً إيجابياً جداً حول التحديات الجسيمة التي تواجه هذه المنطقة ووجدنا اتفاقاً بيننا حول عدد من الطرق نستطيع نحن ودول أخرى من خلالها الإسهام على نحو هام في تغيير الديناميكيات الموجودة اليوم. إن هدفنا هو العمل من خلال بعض المواضيع العالقة والطويلة الأمد التي تم استغلالها من قبل البعض، وبعضها حقيقي جداً ويحدث اختلافاً شاسعاً في حياة الناس هنا. نعتقد أنه بإمكاننا أن نعمل من خلال هذه الاختلافات لتعزيز السلام والاستقرار والازدهار. وكما قلت في جلسة استماع السفير فورد، وأقوله الآن: هنالك أشياء بإمكان الولايات المتحدة القيام بها، وهنالك أشياء بإمكان سورية القيان بها، وهنالك أشياء بإمكان إسرائيل القيام بها وأشياء بإمكان تركيا القيام بها، بعضها أحادي وبعضها متعدد الأطراف لكن علينا جميعاً العمل مع بعضنا البعض من أجل اغتنام الفرص الحقيقية.
الوقت ليس في صالح أحد. إن هذا بلد ـ سورية ـ ينمو بسرعة كبيرة جداً وهناك الكثير من الشباب الذين بحاجة إلى عمل والذين يحتاجون لأن يدركوا أن ثمة مستقبلاً ينتظرهم. إنه لفي مصلحتنا جميعاُ أن نتأكد من أننا نخاطب هذا النوع من الهموم. أعلم أن الرئيس الأسد مهتم جداً بكيفية مواجهة هذه التحديات.
كما أننا نظل قلقين جداً حيال تدفق الأسلحة في هذه المنطقة ومن خلال هذه المنطقة إلى حزب الله. هذا شيء يجب أن يتوقف من أجل تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين. إن الولايات المتحدة تدعم جهود سورية من أجل تحسين علاقاتها الدبلوماسية والشعبية مع لبنان. لقد توقفت في لبنان أمس والتقيت رئيس الوزراء الحريري الذي أعلم أنه سيزور دمشق مرة أخرى. أعتقد أن التقدم بين سورية ولبنان ودول أخرى هو  أمر مهم ويعزز كثيراً احتمالات الانتقال إلى سلام. وآمل أن زيارة رئيس الوزراء الحريري القادمة إلى سورية ستواصل التقدم في هذا الاتجاه.
إذاً، أخيراً دعوني أقول فقط أنني مقتنع ـ ولهذا السبب عدت إلى هنا، ولهذا السبب أنا منخرط في هذا السعي ـ أنا مقتنع تماماً ـ بعد 26 عاماً في مجلس شيوخ الولايات المتحدة واليوم أنا رئيس لجنة العلاقات الخارجية ـ أنا مقتنع أن الدبلوماسية المدروسة بعناية ـ وإذا كان ذلك ما ننخرط به ـ ستجعل سورية تلعب دوراً هاماً جداً في تحقيق سلام شامل في المنطقة وفي وضع حد للصراع الذي امتد على خمسة عقود وابتلى الجميع في هذه المنطقة. إن هذا هو أملنا وهذا هو تحدينا ونحن ملتزمون باستمرار العمل عليه. شكراً جزيلاً جداً. أعتذر أنني لا أستطيع تلقي الأسئلة فقد وضعوا لي جدول أعمال ضيق جداً، أنا آسف.