تسوية ملتوية حول الاستيطان تعـيـد ميتشـل إلـى إسـرائيـل

23-04-2010

تسوية ملتوية حول الاستيطان تعـيـد ميتشـل إلـى إسـرائيـل

بشكل مفاجئ، وخلافاً لإعلان سابق، وصل المبعوث الرئاسي الأميركي جورج ميتشل إلى تل أبيب مساء أمس للاجتماع مع كبار القادة الإسرائيليين. ويمثل وصول ميتشل نوعاً من الإعلان عن تسلم الرد الإسرائيلي المرضي على المطالب الرئاسية الأميركية بشأن التسوية والقدس، أو تحوّلاً في الموقف الأميركي من هذه المسألة. وبحسب المعطيات الأولية المتوافرة فإن هناك من يقول إن الولايات المتحدة توافقت مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو على صيغة مواصلة رفض تجميد البناء علناً، والتعهد بـ«صفر استفزازات» في القدس الشرقية فعلاً.
وأشارت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إلى أن عودة ميتشل جاءت بعد تفاهمات جديدة، وأن المبعوث الأميركي قد يعلن خلال وقت قصير عن عودة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى غرفة المفاوضات غير المباشرة التي كانت تقررت سابقاً، وتوقفت بسبب الاستيطان في القدس الشرقية.
وقد سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية مساء أمس إلى إجراء مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي قال فيها إن رفضه تجميد البناء في «الأحياء اليهودية» في القدس الشرقية يمثل موقفاً مبدئياً لا يتنازل عنه. واعتبر أنّ ذلك «خط أحمر»، مشيراً إلى أنه أوضح المسألة للأميركيين وغيرهم.
كما أن ديوان نتنياهو سارع إلى تبني تسريبات أميركية لصحيفة «وول ستريت جورنال» بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية أبلغ الإدارة الأميركية رفضه تجميد الاستيطان في القدس الشرقية. غير أن الصحيفة ذكرت، تحت عنوان الرفض هذا، أن نتنياهو وافق على تجميد البناء في رامات شلومو وحي الشيخ جراح لعامين.
وفي كل الأحوال فإن التلفزيون الإسرائيلي نقل عن «مصادر سياسية عليا»، على الغالب تخصّ وزير الدفاع ايهود باراك، أن نتنياهو تعهد للأميركيين بانتهاج سياسة «صفر استفزازات» في القدس الشرقية، ما يعني تجميد الاستيطان فعلاً. وليس من المؤكد مدى ومعنى هذه الصيغة وأثرها الفوري على الائتلاف الحكومي.
ولكن من المثير للاهتمام ما نشرته صحيفة «معاريف»، أمس، في عنوانها الرئيسي بأن الزعيم الروحي لحركة «شاس» الحاخام عوفاديا يوسف أفتى بجواز تجميد الاستيطان في القدس. وذكرت «معاريف» أن هذه الفتوى جاءت على أرضية إيمان الحاخام بوجوب «ترميم العلاقة مع الإدارة الأميركية بكل ثمن، حتى إذا تطلب لهذا الغرض وقف البناء في القدس».
وقال الحاخام، بعدما استمع لعرض سياسي من بيريز، إنه «يجب القيام بكل شيء لتدبر الأمر مع الأميركيين. يجب دفع كل ثمن لترميم العلاقات. ومحظور استفزاز أمم العالم والمالك». وقال الحاخام يوسف أيضاً إنه «يمكن وقف البناء في القدس لفترة معينة، وتركيز جهود البناء في مواقع أخرى كما في وسط إسرائيل، ولن يحصل أي شيء إذا ما عدنا للبناء في القدس بعد بضع سنوات حين تمر الأزمة».
وفي كل حال تعتقد أوساط إسرائيلية وأميركية أن إدارة أوباما باتت تفضل التعامل مع حكومة نتنياهو بدلاً من التصادم معها، ولذلك فإنها تسعى لـ«تقزيم» الخلافات معها. وهذا يتجلى في المواقف التي أعرب عنها الرئيس باراك أوباما في رسالته لرؤساء المنظمات اليهودية الأميركية، وفي موقف مستشار الأمن القومي جيم جونز في خطابه في معهد واشنطن.
ولكن إذا صحّت الأنباء عن انفراج في الخلاف حول الاستيطان في القدس، فإن ذلك يعني انتقال الخلاف من وسائل الإعلام إلى الغرف المغلقة.
ويبدو أن الاختراق حدث يوم أمس الأول بعد اجتماع عقده مسؤول ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض دان شابيرو ومساعد ميتشل، ديفيد هيل، مع نتنياهو.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...