سيناريو الضربة العسكرية ضد إيران

12-06-2010

سيناريو الضربة العسكرية ضد إيران

الجمل: تحدثت التقارير والتحليلات السياسية والأمنية والعسكرية الجارية كثيرا عن مدى احتمالات أن تواجه المنشآت الإيرانية النووية والعسكرية والحيوية الأخرى ضربة عسكرية خاطفة, على يد إسرائيل أو أميركا, أو على يد قوة مشتركة عسكرية أميركية-إسرائيلية: حاليا تم فرض جولة العقوبات الدولية المتعددة الأطراف الجديدة ضد إيران, وبرغم ذلك فقد حملت بعض التقارير الغربية المزيد من التسريبات الجديدة المتعلقة بالضربة العسكرية ضد إيران, فما هي المعلومات الجديدة, وما مدى مصداقيتها؟

توصيف المعلومات الجديدة:
جاءت المعلومات الجديدة هذه المرة على لسان صحيفة التايمز البريطانية, والتي نشرت اليوم تقريرا تضمن المزيد من التسريبات ذات القيمة الاستخبارية, لجهة كشف ما يدور من تطورات ووقائع تهدف إلى تمهيد المسرح استعدادا لتوجيه الضربة العسكرية المتوقعة ضد إيران, وفي هذا الخصوص أشار تقرير صحيفة التايمز البريطانية إلى النقاط الآتية:
• وافقت المملكة العربية السعودية لإسرائيل باستخدام المجال الحيوي السعودي من أجل توجيه الضربات الجوية الإسرائيلية ضد إيران.
• تم إجراء التجارب والاختبارات العملية الأولية, بما تضمن قيام المملكة العربية السعودية بإغلاق راداراتها لفترة زمنية معينة, باعتبارها تمثل الوقت الكافي الافتراضي لمرور الطائرات الإسرائيلية, ثم إعادة الرادارات للتشغيل مرة أخرى.
• تم تحديد شريط يمتد على طول منطقة شمال السعودية, ليكون بمثابة منطقة الممر الجوي لرحلة الطائرات الإسرائيلية العابرة للمجال الجوي السعودي.
• تجربة إغلاق الرادارات السعودية, تضمنت الفحص والتدقيق الشامل في مدى مصداقية إغلاق منظومة الدفاع الجوي السعودي, والتي تتضمن رادارات ومنصات تعمل بشكل أوتوماتيكي لإطلاق الصواريخ ضد الأهداف الجوية المعادية, وذلك من أجل التأكد التام والنهائي بأن الرادارات سوف تنغلق بشكل فاعل, وفي نفس الوقت, سوف لن تنطلق الصواريخ من المنصات عند قيام الطائرات الإسرائيلية بعبور الممر الجوي السعودي المحدد لها.
• أكد مصدر في وزارة الدفاع الأميركية, لصحيفة التايمز بأن السعودية قد أعطت موافقتها لإسرائيل لجهة مرور الطائرات الإسرائيلية عبر الأجواء السعودية, وإضافة لذلك أكد نفس المصدر, بأن التجارب قد تم القيام بها, وبأن وزارة الخارجية الأميركية على علم تام بالموضوع.
• أكدت مصادر سعودية لصحيفة التايمز البريطانية, بأن الترتيبات قد تم الاتفاق عليها, وتم إنجازها لجعل الممر الجوي السعودي متاحا أمام الطائرات الإسرائيلية للعبور, متى ما قررت إسرائيل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد إيران.
• توجد خلافات سعودية-إسرائيلية حول العديد من القضايا, وبرغم ذلك يوجد اتفاق سعودي-إسرائيلي حول مفهوم الخطر النووي الإيراني على المنطقة.
• أكد مصدر سعودي لصحيفة التايمز البريطانية, بأن السعوديين يدركون خطر الطموحات النووية الإيرانية, وبالتالي, فإن السعوديين سوف يديرون عينا عمياء إزاء قيام الطائرات الإسرائيلية بالمرور واستهداف المنشآت الإيرانية.
• تقع المنشآت الإيرانية التي سوف تستهدفها الطائرات الإسرائيلية على بعد يبلغ متوسطه 2250 كم (1400 ميل) من إسرائيل, وهو أمر يقع خارج مدى الطائرات الإسرائيلية بما في ذلك إعادة التزويد الجوي بالوقود لهذه الطائرات, ولكن, عند استخدام الممر الجوي السعودي, فإن المسافة سوف تكون أقصر.
• سوف تشترك في عملية استهداف المنشآت الإيرانية العديد من أسراب الطائرات الإسرائيلية, وسوف تتم عملية التنفيذ على شكل موجات, وسوف لن تستخدم الطائرات الإسرائيلية الممر الجوي السعودي وحده, وإنما الممر الجوي الأردني والممر الجوي العراقي إضافة إلى الممر الجوي الكويتي.
• سعت إسرائيل إلى حث واشنطن من أجل الحصول على موافقتها لجهة استخدام الممر الجوي العراقي, ولكن واشنطن رفضت ذلك على أساس اعتبارات أن الإدارة الأميركية ما تزال تعول على استخدام الوسائل الدبلوماسية لحل أزمة الملف النووي الإيراني.
• الاتصالات الإسرائيلية مع السعودية بدأت منذ فترة, فقد أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود أولمرت بعض الاتصالات, وأجرى الجنرال مائير داغان رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي بعض الاتصالات أيضا.
تمثل هذه النقاط أبرز ما أورده تقرير صحيفة التايمز البريطانية الذي حمل عنوان (Saudi Arabia gives Israel clear skies to attack Iranian neuclear sites) وأعده الصحفي هيوغ توملينسون, هذا, وتجدر الإشارة إلى أن هذا التقرير يمثل امتدادا لتقرير سابق نشرته صحيفة التايمز حول نفس الموضوع, تم نشره بتاريخ 5 تموز (يوليو) 2009م الماضي, وأعده بالمشاركة الصحفي الإسرائيلي عوزي ماهانايمي, والصحفية سارا باكستر, وحمل عنوان (Saudi gives nod to Israeli raid on Iran) 

المعلومات المتقاطعة: ماذا تقول التسريبات الأخرى
بغض النظر عن التقارير والمعلومات الكثيرة المتكررة حول موضوع استخدام الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي السعودي كممر للعبور لتنفيذ الضربة العسكرية ضد المنشآت النووية والحيوية الإيرانية, فإننا نشير إلى المعلومات الآتية:
• نشر أحد المواقع الإلكترونية الأميركية المناهضة للحرب تحليلا, أشار إلى تسريب مفاده أن القوات الأميركية سوف تقوم بتسليم السلطات العراقية المسئولية عن الأجواء العراقية خلال شهر آب (أغسطس) عام 2010م.
• عندما تتولى السلطات العراقية المسئولية عن الأجواء العراقية, فإن إسرائيل لن تكون ملزمة بأخذ الإذن من واشنطن, وإنما سوف تقوم بانتهاك الأجواء العراقية.
• أشار تقرير الصحفي الإسرائيلي إلى أن الإسرائيليين قد صنفوا الأهداف الإيرانية إلى نوعين, هما:
- أهداف رئيسية: وتتمثل في منشآت تخصيب اليورانيوم الموجودة في ناتانز, ومدينة قم - منشأة الغاز في أصفهان – مفاعل الماء الثقيل في آراك.
- أهداف ثانوية: منشآت مفاعل الماء الخفيف الموجود في بوشهر الذي يقوم الروس ببناءه, ويملك عند اكتماله القدرة على تزويد إيران بالبلوتونيوم الجاهز للاستخدام في صناعة الرؤوس الحربية النووية.
إضافة إلى المعلومات البريطانية-الإسرائيلية-الأميركية المتقاطعة, فإن ما هو جدير بالإشارة يتمثل في الموقف الصيني غير المتوقع في جلسة مجلس الأمن الدولي الأخيرة المتعلقة بفرض جولة العقوبات الدولية المتعددة الأطراف الرابعة ضد إيران, ونفس الشيء بالنسبة للموقف الروسي, وما هو مثير للاهتمام أكثر فأكثر في الموقف الروسي, هو التقارير المنشورة في الصحافة العالمية الصادرة اليوم والتي أفادت بأن موسكو قد أكدت للرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي بأن روسيا سوف لن تقوم بتسليم إيران منظومة صواريخ الدفاع الجوي إس-300 لأن تسليمها سوف يكون مخالفا لقرار عقوبات مجلس الأمن الدولي الأخيرة ضد إيران, علما بأن نفس المصادر الروسية قد أكدت بعد صدور قرار العقوبات الدولية, بأن موسكو تلتزم بتسليم إيران منظومة إس-300 لأنها أولا وقبل كل شيء تمثل منظومة دفاعية, وبالتالي فإن عملية تسليمها لا تتعارض مع قرار العقوبات الدولية!!! 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...