الاستخبارات الأميركيّة تسعى إلى حرق أميري
فيما أعلنت واشنطن، أمس، أن أمن دول الخليج العربية يمثل أهمية قصوى لها، واصفة اتهامات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للقوات الأميركية بدعم منفذي هجمات زاهدان، بأنها مزاعم تثير السخرية، كشف مسؤولون في الاستخبارات الأميركية عن أن الخبير الإيراني شهرام أميري «في الغالب لم يقدم شيئاً» للأميركيين عن برنامج بلاده النووي.
ونقل المسؤول السابق في إدارة مكافحة الإرهاب لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، فيليب جيرالدي، عن مسؤولين في الوكالة قولهم إن أميري كان على اتصال بالوكالة قبل إحضاره إلى واشنطن من السعودية أثناء أدائه العمرة في العام الماضي، مشيراً إلى أن أميري كان اختصاصياً في الوقاية من الإشعاع الذي كان «بالتأكيد في محيط» برنامج إيران النووي.
وقال جيرالدي إن أميري «في الغالب لم يقدّم شيئاً» عن برنامج إيران النووي، لكنه التقط «ما يشاع» من علماء نوويين آخرين ممن اطّلع منهم على عدم وجود برنامج نووي لدى إيران، في إشارة إلى تقويم للاستخبارات الأميركية صدر عام 2007 ويقول إن إيران لم تستأنف نشاطها بشأن برنامج تسلح نووي بعدما توقفت عن ذلك في عام 2003.
وأضاف جيرالدي أن مسؤولي الـ«سي آي إيه» يبذلون أفضل جهدهم «لحرق» أميري بتصويره كرصيد استخباري قيّم على المدى الطويل، وهو أمر يستهدف في جزء منه زرع بذور عدم الثقة به لدى مسؤولي الاستخبارات الإيرانية.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن مسؤولين استخباريين حاليين وسابقين في الولايات المتحدة وأوروبا، ذكروا أن أميري زوّد وكالات التجسس الأميركية بتفاصيل تتعلق ببرامج حساسة «بما فيها معمل سري لتخصيب اليورانيوم بالقرب من مدينة قم».
من جهتها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في 8 حزيران الماضي، أن أعضاء مجلس الأمن حضروا في الربيع الماضي سلسلة من اللقاءات أبلغوا خلالها بمعلومات استخبارية بأن الولايات المتحدة قد تراجعت عن تقويمها الاستخباري لعام 2007 بشأن البرنامج النووي الإيراني. وعزت الصحيفة ذلك إلى ظهور «أدلة جديدة»، قالت الصحيفة نقلاً عن «مسؤولين غربيين» إن أميري هو مصدر المعلومات الجديدة.
من جهة أخرى ، قالت نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الخليج ودول المغرب، جانيت ساندرسون، في مقابلة مع «يونايتد برس أنترناشونال»، «نحن مهمتون جداً بأمن الخليج، ونعترف بأن دوله يمكن أن ترى الأشياء في بعض الأحيان من زاوية مختلفة في ما يتعلق بأمنها، وهذا يُعدّ أحد أسباب الحوار الاستراتيجي القائم بيننا».
ووصفت اتهامات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للقوات الأميركية في أفغانستان وباكستان بدعم منفذي هجمات زاهدان الأخيرة بأنها «تدعو إلى السخرية». وفي السياق، أقرّ البرلمان الإيراني مشروع قرار يلزم الحكومة بـ«التعامل بالمثل مع الدول التي تفتّش الطائرات والسفن الإيرانية أو شحنات البضائع الإيرانية أو تمتنع عن تزويد الطائرات الإيرانية بالوقود».
وفيما استبعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، عقد لقاء بين وزيري خارجية إيران منوشهر متكي وأميركا هيلاري كلينتون، على هامش مؤتمر كابول التقى متكي وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون».
محمد سعيد
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد