القس المغمور يتراجع عن حرق المصاحف
تراجع القسّ الأميركي المغمور تيري جونز، أمس، عن مخططه حرق مصاحف قرآنية غدا في ذكرى اعتداءات 11 أيلول 2001، وزعم محاولا تغطية تراجعه بـ«انجاز» ما، أنه حصل مقابل عزوفه، على اتفاق حول نقل موقع بناء مركز نيويورك الإسلامي، ما نفته مصادر مقربة من إمام المركز، فيصل عبد الرؤوف.
وبعد تحذيرات واسعة من تبعات مخطط حرق المصاحف في فلوريدا، اعلن جونز أنه تراجع عن نيته حرق المصاحف، وقال إنه سيسافر بدل ذلك إلى نيويورك غدا للقاء إمام المركز الإسلامي، فيصل عبد الرؤوف، بعد تأكيده أنه حصل على تعهد من مسؤول في مركز إسلامي بفلوريدا، بنقل موقع مركز نيويورك، وقال جونز «إذا لم يتم نقل الموقع، فإن الإسلام لا يستحق الاحترام»، لكن مصادر مقربة من عبد الرؤوف نفت وجود أي اتفاق من هذا النوع.
وكان المتحدث باسم البنتاغون جيفري موريل قال إن «الإدارة الأميركية تناقش إمكانية» الاتصال بجونز وإقناعه بالتراجع، فيما كان جونز قال في مقابلة مع صحيفة «يو اس توداي» بشأن اتصال السلطات به: «سيجعلنا ذلك نفكر بوضوح وهذا ما نقوم به حاليا. ولا اعتقد انه يمكننا تجاهل مثل هذا النداء» موضحا انه لم يتم الاتصال به من قبل البيت الابيض او وزارة الخارجية ولا وزارة الدفاع. وقال مساعد القس وايني ساب من جهته ان رعية الكنيسة البالغ عددهم نحو خمسين «لا يزالون يصلون بهذا الشأن» مشيرا الى ان مجموعته لا تستبعد ان تتراجع عن خطوتها.
كما كان الرئيس الأميركي باراك أوباما، ندد بنية القس جونز إحراق المصاحف غدا في فلوريدا، خلال مقابلة مع شبكة «ايه بي سي»، قال فيها «ان كان (جونز) يستمع، فأتمنى أن يدرك أن ما يقترح القيام به هو مناف تماماً لقيمنا كأميركيين، وأن هذا البلد بني على مفاهيم الحرية الدينية والتسامح الديني. وأما من ناحية عملية، وبصفتي القائد العام للقوات المسلحة للولايات المتحدة، أريده فقط أن يفهم أن هذا الفعل المثير الذي يريد الإقدام عليه قد يعرض للخطر الشديد شبابنا وشاباتنا العسكريين الذين هم في العراق، والذين هم في أفغانستان، والذيــن يشــهدون الآن بالفعل احتجاجات ضد الأميركيين من جراء التهديد الذي يعلنه».
واعتبر اوباما ان هذا العمل «يقدم فرصة ذهبية للقاعدة لتجنيد الأتباع» متابعا بالقول «قد تحصل اعمال عنف خطيرة في اماكن مثل باكستان او افغانستان، وسيؤدي ذلك الى تكثيف تجنيد اشخاص مستعدين لتفجير انفسهم في مدن اميركية او اوروبية».
أما المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، فقال عن جونز «هذا رجل يسعى الى الشهرة ويبحث عن جذب اهتمام الجزء الأفضل من العالم... الناس الذين حضروا مؤتمره الصحافي كانوا أكثر ممن يستمعون لعظاته»، وحذرت منظمة الشرطة الدولية (الانتربول) الحكومات في شتى انحاء العالم من زيادة خطر وقوع هجمات ارهابية اذا مضى جونز قدما في خطته الخاصة بحرق المصاحف.
وفيما عمّت التظاهرات، دولا إسلامية عديدة، كأندونيسيا وأفغانستان، وباكستان، احتجاجا على خطة جونز، ادان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي «المشروع المقيت لقس أميركي لاهانة أعز مقدسات المسلمين»، مؤكدا ان اعمالا مماثلة ستؤدي الى «رد فعل لدى المسلمين في العالم أجمع ولدى معتنقي الديانات الأخرى». كما حث رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي الولايات المتحدة على منع جونز من حرق المصاحف، وذكر أن «الاصوليين» قد يتخذون من هذه الخطوة ذريعة لشن المزيد من عمليات القتل.
وفي بريطانيا دعا رئيس الحكومة البريطانية الأسبق، طوني بلير الناس إلى «قراءة القرآن بدلا من إحراقه». وقال اسقف كانتربري روان وليامز في رسالته التقليدية الى المسلمين لمناسبة عيد الفطر «نعارض جماعيا هذا النوع من الاستفزاز ونؤكد ان لا مكان في تقاليدنا لاعمال العنف».
وجدد جامع الازهر في بيان تنديده، محذرا من حدوث «كارثة على العلاقات الانسانية». وشدد الازهر «على ان المسلمين لن يقبلوا اي اساءة للمصحف الشريف». وحذر البيان «من العواقب الخطيرة لهذا العمل والذي سيشكل كارثة على العلاقات الانسانية والتعايش والسلام بين البشر وسيثير مشاعر غاضبة في العالم الاسلامي»، فيما اعتبر الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أن العزم على احراق المصاحف عمل «مقيت» يمكن ان يثير العالم الاسلامي، بحسب بيان صدر عن مكتبه. ودعا الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو اوباما الى منع احراق المصاحف، بهدف تجنب حصول توتر بين الاديان.
وأعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي اكمل الدين إحسان أوغلو عن «قلقه البالغ من التقارير التي تحدثت عن الموقف الذي اتخذه تيري جونز، بالإصرار على قراره إحراق نسخ من القرآن الكريم رغم ما خلفه قراره هذا من استنكار واسع النطاق في الولايات المتحدة وسائر بلدان العالم»، كما أعربت الكويت والبحرين عن إدانتهما الشديدة، فيما دعا نواب كويتيون الى التحرك معبرين عن سخطهم الشديد.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أمله القوي ألا يقوم جونز بحرق المصاحف، وقال بان كي مون إن كافة الأديان لا تقبل هذا العمل وتناقض جهود الأمم المتحدة لنشر التسامح في العالم.
المصدر: و كالات
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد