كندة علوش دخلت قلوب «أهل كايرو»
على عكس العادة، لم يتوقّف الجمهور المصري ولا النقاد عند لهجة كندة علّوش في مسلسل «أهل كايرو». بدت لهجتها المصرية المطعّمة باللكنة السورية مبررة، بما أن الممثلة الشابة تؤدي دور صحافية، والدتها سورية ووالدها مصري. وقد تمكّنت علوش من الوصول سريعاً إلى قلوب المشاهدين المصريين بأدائها الهادئ والمتّزن لشخصية الصحافية التي تشارك في جهود ضابط المباحث (خالد الصاوي) لكشف لغز جريمة قتل غامضة.
وكانت الصحافة المصرية قد تعرّفت إلى علوش للمرة الأولى في فيلم «ولاد العم» الذي أدت فيه دور فتاة فلسطينية. لكن هذا العمل لم يعط الممثلة السورية حقها، بما أنه لم يحظ بحملة صحافية كبيرة بسبب نجومية أبطاله (منى زكي، وشريف منير، وكريم عبد العزيز) الذين لا يحتاجون إلى ترويج. غير أن الوضع اختلف تماماً مع مسلسل «أهل كايرو». إذ أشاد النقاد بهذا المسلسل الرمضاني، وحظي بمتابعة جماهيرية كبيرة، حتى بات الجميع يبحثون عن قاتل صافي سليم التي أدت دورها رانيا يوسف.
من جهتها، احتلّت علّوش مساحة رئيسية في المسلسل إلى جانب خالد الصاوي، فتطوّرت الخطوط الدرامية ليتابع المشاهد علاقة إنسانية جميلة تربط بين الممثلة السورية والنجم المصري. لا تتردّد علوش في الاعتراف بأن «أهل كايرو» هو العمل الأقرب إليها حتى الآن، والأكثر نضجاً على المستوى الفني. وتؤكّد أن مؤلف العمل بلال فضل، والمخرج محمد علي، وخالد الصاوي قدموا لها الدعم الكامل، «وتوافرت للمسلسل إمكانات سينمائية متميّزة جعلت النتيجة النهائية جذابة للغاية». هكذا تقول إنها تلقت منذ عرض الحلقات الأولى للمسلسل، ثلاثة عروض للمشاركة في أعمال درامية جديدة.
من جهة أخرى، لا ترى كندة علوش أن اكتشاف قاتل شخصية صافي سليم في الحلقات الأخيرة، سيفقد المسلسل بريقه عند إعادة عرضه، «بل إن العمل ينطلق من جريمة القتل للإضاءة على مجموعة من المشاكل التي يواجهها المجتمع المصري». وعند الحديث عن عامل التشويق في المسلسل، لا تنفي علوش أنها اعترضت مع أسرة المسلسل على الإعلان الترويجي الذي سبق عرض «أهل كايرو» في رمضان. إذ اكتشف المشاهدون في البرومو أنّ صافي سليم ستقتل، وبالتالي، بات الجمهور ينتظر هذه الجريمة منذ المشاهد الأولى للعمل، لكن عملية القتل لم تحصل إلا في الحلقة العاشرة.
وترى الممثلة السورية أن الدراما التلفزيونية لا تحتاج فقط إلى مخرجين سينمائيين لتحسين مستواها، بل أيضاً إلى إنتاج يتعامل معها بالطريقة نفسها التي يكون التعاطي فيها مع الأفلام السينمائية. أما عن المسلسلات التي أعجبتها في رمضان، فتشيد بـ«الجماعة» الذي تمكّن مع عدد آخر من الأعمال من تغيير صورة الدراما التلفزيونية لدى الجمهور.
وإذا كان النقاد المصريون قد رأوا أن تطوّر مستوى بعض المسلسلات هذا العام هو مقدمة لعودة الدراما المصرية إلى مكانتها المتقدّمة، ترى علوش أن التعاون بين الفنانين السوريين والمصريين هو «أسمى حالات التعاون العربي الذي فشل على مستويَي السياسة والاقتصاد». وترى في بعض التصريحات السورية التي تنتقد التعاون المصري ـــــ السوري أمراً طبيعياً «لأن كل ظاهرة جديدة لها مؤيدون ومعارضون، والديموقراطية تحتّم على الجميع الاستماع إلى آراء الآخرين، لكن في النهاية، الحَكَم هو الجمهور الذي لم يعد يسأل عن جنسيات الفنانين تماماً كما كان يحدث في مرحلة الستينيات من القرن المنصرم».
وعلى الرغم من أن البعض تعامل مع وجود علوش في «أهل كايرو» على اعتباره نتيجة لظهورها في فيلم «أولاد العم»، إلا أنها تؤكد أنها تدخل كل عمل جديد «بوصفه خطوة مستقلة من دون انتظار النتائج». أما عن أعمالها الجديدة، فتقول إنها تشارك في فيلم «سماء الجنوب» اللبناني ـــــ الإيراني «وهو شريط يتناول عدوان تموز، ودور المقاومة اللبنانية من خلال علاقات إنسانية متشابكة وقصص حبّ مختلفة». وتشارك في العمل مجموعة من النجوم العرب بينهم حنان ترك، وكارمن لبّس، ويوسف الخال، وبيار داغر...
وفيما تتمنى علّوش أن تزيد الطاقة الإنتاجية للسينما السورية على ثلاثة أفلام سنوياً، إلا أنها في الوقت نفسه تفتخر بنجاحها في تقديم ثلاثة أفلام سورية خلال مشوارها الفني القصير، هي «شغف» لحاتم علي، و«التجلي الأخير لغيلان الدمشقي» لهيثم حقي، و«مرة أخرى» لجود سعيد. وقد فاز هذا الشريط الأخير بجائزتين في «مهرجان دمشق السينمائي»، وسيشارك هذا العام في مهرجانَي «أبو ظبي»، و«القاهرة السينمائي». وعما إذا كانت مستعدة لتقديم شخصيات شهيرة في ظل هوس المنتجين بمسلسلات السير، تقول علّوش إنها تحبّ مشاهدة الأعمال التاريخية، لكنها لا تستمتع بأدائها.
- تمكّنت المَشاهد التي جمعت بين خالد الصاوي وكندة علوش في «أهل كايرو» من جذب الجمهور. وترى علوش أن هذا الاهتمام طبيعي، وهو نتيجة منطقية للدعم الكبير الذي حصلت عليه من الممثل المخضرم في أول لقاء يجمعهما معاً. وتقول: «العمل معه متعة... عندما كنت أقرأ الحوار على الورق، كنت أُفاجأ في كل مرة بالطريقة التي يبثّ فيها خالد الروح في المشهد والحوار». وتضيف أن الصاوي وقف إلى جانبها ودعمها «كنا نقوم ببروفات حقيقية ومطوّلة قبل كل مشهد، وكنت أستفيد من نصائحه، وهذا المناخ لا يتوافر عادة في العمل التلفزيوني».
محمد عبد الرحمن
المصدر: الأخبا ر
إضافة تعليق جديد