«بلاكووتر»: عقـود اسـتخباراتية مـع حكـومات ومصارف دولية وعربية

22-09-2010

«بلاكووتر»: عقـود اسـتخباراتية مـع حكـومات ومصارف دولية وعربية

كشف الكاتب والصحافي الأميركي جيريمي سكاهيل، الخبير في شؤون الشركات الأمنية الخاصة، عن تعاقد شركة «بلاكووتر» التي ارتكبت جرائم عديدة بحق المدنيين في أفغانستان والعراق، مع شركات دولية عملاقة مثل «مونسانتو» و«شيفرون» و«وولت ديزني»، وحكومات منها الأردن، إضافة إلى مصارف استثمارية كبرى مثل «باركليز» و«دويتش بنك»، لتنفيذ مهمات «أمنية واستخباراتية».
وفيما يؤكد سكاهيل في صحيفة الـ«نايشون»، تعاقد «بلاكووتر» بفروعها العديدة مثل «توتال انتيليجنس» و«مركز الأبحاث حول الإرهاب»، مع «الاردن والجيش الكندي والشرطة الهولندية... في خدمات استخباراتية وتدريب على مكافحة الإرهاب»، يشير الصحافي الأميركي إلى رسائل تبادلها مسؤولون في الشركة ويقولون فيها «حققنا نجاحا كبيرا في تطوير قدراتنا في مالي، وهي تستولي على اهتمام كبير جدا من قبل راعينا الأساسي».
وبعدما كان الصحافي الأميركي قد كشف في تقارير سابقة، أنشطة «بلاكووتر» الأمنية في باكستان، يؤكد سكاهيل أنه حصل على وثائق جديدة تفيد بأن رئيسة وزراء باكستان السابقة بنازير بوتو «عملت مع الشركة عندما عادت إلى البلاد من اجل حملتها لانتخابات العام 2008». وفي تشرين الأول 2007، عندما ظهرت تقارير إعلامية تفيد بأن بوتو تستخدم «أمنا أميركيا»، كتب المسؤول الرفيع في «بلاكووتر»، روبرت برايشر لزملائه «إذا ظهر اسمنا ستكون ردة فعل الصحافة الباكستانية، مهمة جدا. كما علينا ان نتابع انتشار ذلك في العالم الإسلامي»، مضيفا «علينا أن نستعد لـ(...) بيان من إحدى المجموعات المرتبطة بالقاعدة إذا ظهر اسمنا». ويشير سكاهيل إلى كلمة ناقصة في رسالة برايشر، «ما يثير غموضا حول مقصد برايشر في ما يتعلق بالقاعدة». بعد ذلك بشهرين، اغتيلت بوتو، و«التقى مسؤولو بلاكووتر بعائلتها في واشنطن في كانون الثاني 2008».
ويذكر أن القائد السابق للجيش الباكستاني، الجنرال ميرزا اسلم بيغ، قد اكد في تقارير إعلامية، تورط «بلاكووتر» في اغتيال بوتو، ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
من جهة أخرى، يشير سكاهيل إلى تعاون شركة «توتال انتليجنس» التي يديرها اريك برينس، مدير «بلاكووتر» (اكس أي حاليا)، إلى جانب شبكة من الشركات الأمنية والاستخباراتية الخاصة، مع شركة «مونسانتو»، عملاقة البيوتكنولوجيا، وهي أكبر المنتجين العالميين للبذور المحولة جينيّا، وتواجه حركات بيئية ومحلية مناوئة لتلويثها واحتكارها في أميركا اللاتينية وآسيا وافريقيا. وتؤكد الوثائق التي حصل عليها سكاهيل، أن الشركة الامنية الخاصة «تحولت إلى الذراع الاستخباراتية لمونسانتو... وأوكلت مهمة اختراق مجموعات الناشطين»، ودفعت مونسانتو مقابل هذه الخدمات 127 ألف دولار في العام 2008، و105 آلاف في العام 2009.
وفيما يلفت إلى مهمة اوكلها مصرف «باركليز» البريطاني، لـ«مركز الأبحاث حول الإرهاب»، التابع لـ«بلاكووتر»، في شباط 2008، فحواها أن تجمع الشركة معلومات عن مسؤولين في «مجموعة بن لادن السعودية»، و«صلاتهم مع العائلة المالكة وعلاقاتهم مع اسامة بن لادن»، يؤكد سكاهيل أن تعامل «بلاكووتر» مع المسؤولين الأردنيين هو موضوع تحقيق جنائي فدرالي يطال 5 مسؤولين كبار سابقين في الشركة، موضحا أن الحكومة الأردنية «دفعت 1.6 مليون دولار لتوتال انتيليجنس في العام 2009».
إلى ذلك، يفيد سكاهيل بأن أريك برينس مدير شبكة الشركات الأمنية والاستخباراتية تلك، قد انتقل خلال الصيف الماضي للإقامة في أبو ظبي، وينقل عنه قوله إنه اختار هذه الوجهة «بسبب قربها من فرص ممكنة في انحاء الشرق الأوسط، ولأسباب لوجستية»، مضيفا «انه مناخ مساعد للأعمال، لا ضرائب، تجارة حرة، ولا يوجد محامون واتحادات عمالية خارجة عن السيطرة». ويلفت سكاهيل إلى أن أبو ظبي لم توقع معاهدة ترحيل مع الولايات المتحدة!

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...