نتائج حربي العراق ولبنان تدفعان الأمريكيين إلى الأحضان السورية
الجمل: كتب المحلل السياسي الأمريكي جيم لوبي، تحليلاً (تم نشره يوم 28 تشرين الأول 2006م في موقع انتر بريس سيرفيس، وموقع انتي واركوم) حمل عنوان: بوش يتعرض لضغط متزايد من أجل التعاطي والتشاور مع سوريا.
يقول جيم لوبي: برغم ظهور الرئيس بوش –هذا الأسبوع- الرافض للاقتراحات المطالبة لواشنطن بالتعاطي والأخذ والرد المباشر في التعامل مع سوريا، فإن هناك ضغوطاً متزايدة في منطقة الشرق الأوسط، وداخل وخارج أمريكا، تطالب الإدارة الأمريكية بضرورة إيجاد صيغة مباشرة للانخراط في التفاهم مع سوريا.
يشير جيم لوبي في تحليله إلى أن أمريكا لم تقم بتسمية سوريا ضمن (محور الشر)، ولكنها عاملت سوريا بنفس نوع (المعالجة الباردة) التي كانت تستخدمها الإدارة الامريكية إزاء إيران وكوريا الشمالية.
يحدد الكاتب أهمية سوريا الجيوستراتيجية المتزايدة، في الفترة الأخيرة، على ضوء عاملين، هما:
- حرب الصيف بين إسرائيل وحزب الله، وما تمخض عنها من نتائج جديدة.
- تزايد الرفض والسخط والمطالبة بانسحاب القوات الأمريكية الموجودة حالياً في العراق، والبالغ عددها 140 ألف جندي.
يستشهد جيم لوبي ببعض الأصوات التي بدأت تطالب بالحوار مع سوريا، ويقول بأن أبرزهم يتمثل في:
• مجموعة الجمهوريين (الواقعيين) في توجهاتهم السياسية من أمثال: دجيرجيان، رئيس معهد جيمس بيكر للسياسة العامة في هيوستن- وريتشارد لوغار، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي.
• بعض حلفاء واشنطن المقربين في أوروبا، وبالذات في بريطانيا.
• بعض الإسرائيليين البارزين، ومن بينهم وزراء في حكومة ايهود أولمرت، وذلك تحت تأثير الانطباعات التي نشأت بعد الاطلاع على حديث الرئيس السوري لمجلة ديرشبيغل الألمانية، وهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي).
واقتبس جيم لوبي التصريحات الآتية للتأكيد على وجهة نظره:
- تصريح إدوارد دجيرجيان لـ(ناشونال جورنال) والذي قال فيه: (في كل التحديات الرئيسة التي واجهتنا في الشرق الأوسط- العراق، الصراع العربي- الإسرائيلي، دور حزب الله وحماس، إيران- فإن الأشياء والموضوعات تبدو أكثر تعقيداً بدون تعاون سوريا).
وتجدر الإشارة إلى أن دجيرجيان هذا قد عمل سفيراً لأمريكا في دمشق خلال فترة الرئيسين ريغان، وبوش الأب.
- تصريح ديفيد كيمشي (وزير الخارجية الإسرائيلي، ورئيس مجلس العلاقات الخارجية في إسرائيل)، الذي أدلى به في مؤسسة أمريكا الجديدة، والذي قال فيه (... إن تجديد التفاهم والحوار بين واشنطن ودمشق من الممكن أن يسهل استئناف المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين).
كذلك يرى المحلل جيم لوبي أن لقاء جيمس بيكر (وزير الخارجية الأمريكي السابق ورئيس لجنة الكونغرس الخاصة: مجموعة دراسة العراق) مع السيد وليد المعلم وزير الخارجية السوري في نيويورك، قد أضاف كثيراً إلى ترجيح احتمالات حدوث مرونة أكبر في التعامل مع دمشق في فترة ما بعد الانتخابات الأمريكية الوشيكة.
يشير جيم لوبي في تحليله، إلى قيام وزارة الخارجية الأمريكية، خلال فترة حرب لبنان الأخيرة، بمطالبة البيت الأبيض بالانخراط في التفاهم والحوار والتعاطي المباشر مع دمشق، خاصة وأن ايهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي قد طلب من الإدارة الأمريكية إدراج اسم سوريا ضمن الجهود الأمريكية المبذولة من أجل إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين المأسورين لدى حزب الله.
وأشار جيم لوبي إلى أن طلب إيهود أولمرت المشار إليه قد وجد معارضة شديدة من صقور الإدارة الأمريكية، وبالذات:
- إليوت ابراهام- المسؤول (اليهودي الأمريكي) البارز في مجلس الأمن القومي الأمريكي.
- جون حناه (يهودي أمريكي)- مستشار الأمن القومي بمكتب ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي.
- ديفيد فورمزر (يهودي أمريكي- الاختصاصي في شؤون الشرق الأوسط، والباحث في مراكز الدراسات الاستراتيجية التابعة للمحافظين الجدد، والمستشار في البيت الأبيض والبنتاغون.
وقد نجحت هذه المجموعة، إضافة إلى آخرين في معارضة طلب أولمرت، بما أدى إلى رفضه نهائياً بوساطة الإدارة الأمريكية.
ويختتم جيم لوبي تحليله قائلاً: إن مبررات صقور الإدارة الأمريكية المناوئة والرافضة للتعامل مع سوريا، قد بدأت تفقد أرضيتها، على خلفية الأصوات التي بدأت ترتفع الآن داخل أمريكا والمطالبة بضرورة القيام بعملية (تصحيح المسار) في السياسة الخارجية الأمريكية وبالذات في الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد يشير جيم لوبي إلى حديث فلاينت ليفيريت الذي قال فيه: (يجب على الولايات المتحدة أن تطرح مصالحها واهتماماتها ضمن حوار استراتيجي واسع مع الأسد – الرئيس السوري- وذلك من أجل إعادة تأسيس التعاون الأمريكي- السوري حول المسائل الإقليمية الهادفة).
وتجدر الإشارة إلى أن فلاينت ليفيريت هذا قد كان كبير خبراء الشرق الأوسط بمجلس الأمن خلال فترة إدارة كلينتون، والعامين الأوائل من إدارة بوش الحالي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد