إيران: أمريكا تطبق خطة لعلمنة التعليم بالعالم الإسلامي
أفاد مركز التحقيقات التابع لمجلس الشورى الإيراني بأن الولايات المتحدة شرعت منذ سنوات في تطبيق خطة لعلمنة التعليم في العالم الإسلامي ضمن ما يسمى بالحرب على الإرهاب.وأوضحت دراسة للمجلس أن واشنطن أنجزت هذه الخطة عبر مؤسستي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومبادرة الشراكة بالشرق الأوسط.
وأشارت الدراسة -التي رصدت السياسات والتوجهات الأميركية فيما يتعلق بالمدارس الدينية في العالم الإسلامي- إلى أن واشنطن خصصت مليار دولار لها عبر هاتين المؤسستين لتنفيذ خطة لخمس سنوات بهدف تغيير مناهج التعليم للمدارس الدينية في باكستان التي يزيد عددها عن 13 ألف مدرسة وتضم أكثر من مليوني طالب.
وذكرت الدراسة -التي تتضمن تحليلا لتقارير الكونغرس الأميركي بين العامين 2003 و2007- أن المشاريع الأميركية التي تنفذ بالتعاون مع دول العالم الإسلامي نفسها تركز بالدرجة الأولى على المدارس الدينية التي تحمل توجهات تتعارض مع المصالح الأميركية.
وترى واشنطن أن تلك المدارس لعبت دورا بارزا في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، إذ خلص المحللون والساسة الأميركيون إلى وجود علاقة وثيقة بين هذه لمدارس وتنظيم القاعدة.
وعن الأهداف الأميركية الأخرى لهذه المخططات أوضحت الدراسة التي أجراها القسم الثقافي في المركز أن واشنطن ترى في هذه المدارس حاضنة مناسبة لمواجهة إيران والترويج ضد عقائد الشيعة وهو ما تقر بها تقارير الكونغرس صراحة.
وتتمحور الرؤية الأميركية الجديدة للمدارس الدينية في العالم الإسلامي -التي نشأ الكثير منها بدعم مالي سعودي على أنها تغذي التطرف وتعد راعية مناسبة للإرهاب، ولذلك لا بد من العمل لتغيير مسار عملها مع الانتباه إلى الدور المؤثر الذي تلعبه في دول يعيش فيها ملايين من المسلمين يعانون الفقر وضعف النظم التعليمية الرسمية.
وتقدم الدراسة الإيرانية رصدا تاريخيا لنشأة المدارس الدينية في العالم الإسلامي وما لعبته من دور في حفظ الثقافة الإسلامية ومواجهة الاستعمار الخارجي.
وتؤكد الدراسة أنه يوجد في باكستان أكثر من 10 آلاف مدرسة دينية تسبب قلقا لواشنطن وتلعب دورا مهما في مجتمع فقير، إذ إنها تقدم التعليم والغذاء والمسكن للطلبة.
وترى الحكومة الأميركية أن من شان "إصلاح نظم ومرجعيات التعليم" في هذه المدارس دعم ما تسميه "الحرب على الإرهاب".
وتضيف الدراسة أن الرئيس الباكستاني برويز مشرف وعد عام 2002 بإعادة ترتيب أوضاع المدارس الدينية في باكستان ضمن خطة لخمس سنوات بلغت ميزانيتها 113 مليون دولار بهدف علمنة المناهج في 8000 مدرسة باكستانية وهو ما لاقى احتجاج الكثير منها.
وفي العام 2006 أجبر الكثير من الطلبة الأجانب على مغادرة باكستان، ومع مطلع هذا العام أخضعت الحكومة 12 ألف مدرسة دينية لنظام التعليم الرسمي. وقدمت أميركا لمؤسسة ترنجل غير الحكومية 60 مليون دولار مقابل خطة لإصلاح النظام التعليمي الباكستاني.
وعن السعودية أبرز تقرير للكونغرس الأميركي عام 2006 القلق من تنامي ما أسماه "الإسلام الراديكالي" في المدارس والمساجد والجامعات، ووجهت إشارات لحكومة السعودية بشأن المناهج الدراسية بأنها تقوي المشاعر المعادية للغرب واليهود.
وترى الدراسة أن السياسة الأميركية هذه كانت سببا في وقف الدعم المالي السعودي لعدد من المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي.
وقدمت واشنطن مابين عامي 2002 و2003 أكثر من 382 مليون دولار لمؤسسات الشراكة في الشرق الأوسط بهدف علمنة التعليم في الدول العربية.
وفي العام 2005 خصصت الحكومة الأميركية 150 مليون دولار لمساعدة المؤسسات المتعاونة في العالم الإسلامي وقدمت مساعدات مباشرة لمؤسسات تعليمية في لبنان.
وفي العام 2006 خصصت واشنطن 197 مليون دولار لدعم برنامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الموجهة للتعليم في مصر وبنغلاديش وأفغانستان وباكستان وإندونيسيا والمغرب واليمن وقطاع غزة والضفة الغربية.
وفي العام 2007 خصص 211 مليون دولار لدعم مشروعات تركز على المناهج التعليمية في مصر والأردن والمغرب واليمن وباكستان وإندونيسيا وبنغلاديش.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد