الإعلام الإسرائيلي يجادل في جدوى الغارةعلى سورياوأولمرت يدعوللتفاوض

19-09-2007

الإعلام الإسرائيلي يجادل في جدوى الغارةعلى سورياوأولمرت يدعوللتفاوض

أعلن رئيس الحكومة “الإسرائيلية” ايهود اولمرت استعداده لمفاوضات مع سوريا من دون شروط مسبقة، في وقت توسعت وسائل الإعلام “الإسرائيلية” في مناقشة الجدوى “الردعية” للغارة العدوانية التي شنها الطيران “الإسرائيلي” على سوريا مؤخرا. وفيما سخرت كوريا الشمالية من اتهامها بتخزين معدات نووية في سوريا واعتبرت التقارير المتعلقة بذلك مؤامرة، واصل السفير الأمريكي السابق في الامم المتحدة جون بولتون مهمته التحريضية، مرجحا هذه المرة أن تكون الغارة أسفرت عن قتلى كوريين شماليين.

وحظي اولمرت بدعم من رئيس الكيان شمعون بيريز الذي أعلن في مؤتمر صحافي أن حالة التوتر التي سادت منذ اختراق “إسرائيل” الأجواء السورية قد انتهت. وبينت استطلاعات رأي “إسرائيلية” ان شعبية اولمرت ارتفعت في أعقاب الضربة الجوية على سوريا من 25% إلى 35% فيما بلغت نسبة المؤيدين لهذه الضربة 78%.

وحذر أكاديميون “إسرائيليون” في لقاء مع مسؤولين أمريكيين من نتائج عزل سوريا بالإشارة إلى أن خطوة كهذه تبعد احتمال المسيرة السلمية معها وتدفعها نحو الاتجاه العسكري.

وكان اولمرت أعلن في مؤتمر صحافي دعا إليه وزير الشؤون الاستراتيجية، افيغدور ليبرمان واشترط  المشاركة فيه للمراسلين الروس فقط، انه يكن الاحترام للرئيس السوري بشار الأسد وللسياسة السورية، وبرأيه فان سوريا تواجه مشاكل داخلية ولكن ما من سبب يدعو إلى رفض التحاور معها. وأبدى رغبته في صنع “السلام” مع جميع الدول العربية. وذكرت مصادر سياسية أن ما قيل من كلام اختير بعناية، وانه كانت هناك نية لمصالحة السوريين.

وحذر أكاديميون “إسرائيليون” من خطر عزل سوريا وذكر أحد المشاركين لصحيفة “هآرتس” ان أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية رد عليهم بأن موقف الولايات المتحدة هذا نابع من كون النظام السوري في حلف استراتيجي مع إيران وأن سوريا تساعد على قتل الجنود الأمريكيين في العراق، وتساند منظمات “إرهابية” فلسطينية على حد تعبيره، ومصممة على تجديد سيطرتها على لبنان. وهي ليست معادية للصهيونية فحسب، وإنما تتبنى مواقف لا سامية، كما ادعى المسؤول الأمريكي.

إلى ذلك أثارت تصريحات رئيس الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلية” عاموس يدلين أمس الأول حول “ترميم” قوة الردع مؤخرا نقاشات في أوساط خبراء ومراقبين انقسموا بين تأييد موقفه وبين من يشّكك فيها.

وأكد الباحث في معهد دراسات “الأمن القومي” التابع لجامعة تل أبيب شلومو بروم أن انتهاك الأجواء السورية قبل أسبوعين سبب المزيد من رجحان كفة “إسرائيل” في “ميزان الرعب” بينها وبين سوريا، لافتا إلى أنه تعرض لخلل كبير منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في التسعينات. وفي مقال نشره في موقع “واينت” التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أمس أوضح بروم أن حرب لبنان الثانية كانت مسّت بصورة القوة “الإسرائيلية” وخلقت لدى السوريين شعورا بأنهم أمام فرصة لتغيير قواعد اللعبة لمصلحتهم وبناء ميزان ردع متبادل. وأشار الباحث إلى أن “إسرائيل” أخذت التهديدات السورية على محمل الجد وبدا أن “ميزان الردع” تغّير على نحو جوهري. ولفت إلى أن العملية “الإسرائيلية” الأخيرة في سوريا جسّدت تعاظم قوة سلاح الجو وقدرته على المساس بأهداف مركبة ومحمية جيدا بالليل وبكل حالة طقس بعكس الماضي.

 وفي مقال بعنوان “عودة الردع” شكّك البريغادير بالاحتياط د. يوسي بن آري (الاستخبارات العسكرية سابقا ومرشد في كلية الأمن القومي) في قدرة العمليات المحدودة على صناعة الردع لافتا إلى أن قوة الردع “الإسرائيلية” بنيت بمنهجية حجرا حجرا طيلة ستة عقود وأنها تحتاج ل “تغذية” مواظبة ولهدوء مطبق.

وساق الباحث مسوغا آخر لتحفظه من مقولة استعادة “إسرائيل” لقوة الردع نتيجة عملية جوية في سوريا وعملية اختطاف مسؤول فلسطيني في غزة ولفت إلى عدم اكتراث الرئيس الإيراني بالتهديدات “الإسرائيلية” والفرنسية الأخيرة بالحرب على بلاده. كما شكك المعلق العسكري لصحيفة “معاريف” عوفر شيلح في تصريحات رئيس الاستخبارات العسكرية حول استعادة قوة الردع وأشار إلى أن الردع منذ أيام بن غوريون كان ضلع القاعدة في مثلث المفهوم الأمني “الإسرائيلي” - ردع، إنذار، حسم.

وكانت صحيفة “هآرتس” قد انتقدت هي الأخرى في افتتاحيتها أمس حجم الرضى الذي أبداه يدلين حيال الردع وذكرت باستمرار سقوط “القسام” وضعف الجبهة الداخلية وبالقدرة الكامنة لدى “الانتحاريين” الذين لا يخشون شيئا. وأكدت “هآرتس” وجود مركبات متنوعة بالردع، ترتبط بمصالح محلية وإقليمية وعالمية لا بقدرة “إسرائيل” العسكرية فحسب والتي طالما كانت مسلحة أكثر من جيرانها. وأكدت الصحيفة أن القدرة على امتصاص الضربات تشكل مركبا بالردع، وقالت إنه من الممكن أن تكون قوة إيران وسوريا على الامتصاص أكبر وحذرت من الإفراط في إبداء الرضى.

ورجح جون بولتون، بأن تكون الضربة “الإسرائيلية” على سوريا أدت إلى مقتل خبراء وعلماء كوريين، ما دفع كوريا إلى انتقاد هذه الضربة ودعم سوريا. وفي مقابلة مع صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية، دعا بولتون إلى عدم التساهل مع العلاقة بين سوريا وكوريا وإيران والتعامل معها بحذر وجدية.

من جانبها، وصفت كوريا الشمالية أمس المزاعم حول تعاون بينها وبين سوريا في المجال النووي بأنها “تضليل مطلق” و”مؤامرة”، وجددت التزامها بالمضي بوقف أنشطتها النووية. وذكرت وكالة أنباء يونهاب ان هذا الموقف جاء على لسان ناطق باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية ونقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية. وقال الناطق الكوري الشمالي عن التقارير “هذا تضليل مطلق”. وأضاف “أعلنت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بكل إخلاص في أكتوبر/تشرين الأول ،2006 انه وبكونها دولة مسؤولة تمتلك أسلحة نووية فهي لن تسمح بالانتقال النووي وقد التزمت بكلمتها”.

وقال الناطق باسم الوزارة “لقد نشرت بعض وسائل الإعلام الأمريكية وبينها صحيفة “نيويورك تايمز” في الآونة الأخيرة معلومات مفادها أننا نساعد سرّاً سوريا ببرنامجها النووي. ان هذه التقارير عارية عن الصحة ومضللة”. ونفى التقارير التي أوردتها “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” الأسبوع الماضي ومفادها ان كوريا الشمالية قد تكون تساعد سوريا على بناء منشأة أسلحة نووية.

وفي دمشق اعتبرت صحيفة “تشرين” الحكومية أن “المزاعم الكاذبة” عن تحليق الطيران “الإسرائيلي” فوق الأجواء السورية بحجة تخزين بعض المنتجات النووية لكوريا الشمالية في البلاد يعيد إلى الأذهان المزاعم الكاذبة بشأن برنامج العراق النووي قبيل غزوه. وقالت “بدأ مسؤولون في البنتاغون دون الإفصاح عن أسمائهم بالإكثار من التصريحات الصحافية لواشنطن بوست ونيويورك تايمز بأن “الإسرائيليين” يعتقدون أن كوريا تخزن بعض معداتها النووية في سوريا”. وأضافت الصحيفة أن الأمر “يعيدنا إلى المزاعم الكاذبة التي سوقها الأمريكيون والبريطانيون عن برامج العراق النووية وعن المناظير الليلية التي نسجت الصحافة “الإسرائيلية” عنها الأساطير لتسويغ غزو العراق واحتلاله”.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...