الاحتلال يستخدم سلاح المال لاستمالة العراقيين
ذكرت صحيفة »واشنطن بوست«، أمس، إن برنامج قوات الاحتلال الأميركي في العراق، الذي يدفع بموجبه الجنود الأموال مباشرة إلى العراقيين، بلغ ٢,٨ مليار دولار خلال الأعوام الخمسة الماضية.
واستعرضت الصحيفة، في تقرير، محاضر »برنامج الاستجابة السريعة للقيادة«، الذي كان يهدف إلى تقديم معونات إنسانية وإعادة الاعمار على المدى القصير. ويشير كتيب برنامج التوجيه، ويدعى »المال كأداة سلاح«، إلى فعالية المال المدفوع نقداً في الفوز بقلوب وعقول المدنيين العراقيين. وأوضحت أن المبلغ الأكبر وهو ٥٩٦,٨ مليون دولار انفق على مشاريع مائية وتعزيز الصحة العامة، بالإضافة إلى ٣ ميادين أخرى، انفق على كل واحدة أكثر من ٣٠٠ مليون دولار، هي الكهرباء وإجراءات الحماية، مثل التسييج والحراسة، والنقل والطرق.
وأشارت الصحيفة إلى انه خلال ٥ سنوات من الصراع لإنهاء الحرب في العراق، فإن القادة العسكريين وعناصرهم قالوا إنهم يملكون السلاح الأكثر فعالية في ترسانتهم: المال النقدي الأميركي.
ويسير الجنود في الشارع وهم يحملون آلاف الدولارات ليدفعوا للعراقيين كتعويض عن الأشياء التي دمروها خلال غاراتهم. ومثلا، تظهر سجلات الجيش الأميركي انه انفق ٤٨ ألف دولار على شراء ٦ آلاف زوج من أحذية الأطفال، و٥٠ ألفا لشراء ٦٢٥ خروفاً لمواطنين وصفوا بأنهم »فقراء يتضورون« جوعاً في مناطق حول بغداد. كما طلب الجنود ألعاباً بقيمة ١٠٠ ألف دولار، ومجسمات تشبه عناصر القوات العراقية بقيمة ٥٠٠ ألف دولار. وتم إنفاق حوالى ١٤٢٥٠ دولاراً على قمصان كتب عليها »أحب العراق«، وأكثر من ٧٥ ألف دولار لإرسال وفد نسائي حول حقوق الإنسان إلى القاهرة، و١٢٨ ألف دولار لبناء بركتي سباحة للدببة والنمور في حديقة حيوان الزوراء في بغداد.
وذكرت الصحيفة أنها اطلعت على وثائق حكومية تروي تفاصيل أكثر من ٢٦ ألف محضر لـ»برنامج الاستجابة السريعة للقيادة«، بالإضافة إلى وثائق تابعة للكونغرس الأميركي ومقابلات مع الجنود وقادتهم. ووصفه احد المسؤولين في الكونغرس بأنه »البقرة المقدسة«.
ونال »برنامج الاستجابة السريعة للقيادة« مؤخرا ١,٢ مليار دولار اضافية من اجل اقتسامها بين العراق وافغانستان، ما يرفع موازنته الى ٣,٥ مليارات دولار.
ويقول الاحتياطي في الجيش الرائد دانا حيات، الذي كان خدم في الحديثة قبل حوالى عام، إنه سمح له بدفع ٥٠٠ دولار كتعويض عن فقدان قدم أو يد، و٢٥٠٠ دولار للقتيل، وهي القيمة المنصوص عليها في الكتيب.
وأوضحت الصحيفة انه تم دفع ٥٠ مليون دولار حتى الآن كتعويض الى العائلات عن القتلى او الجرحى. كما دفعت الولايات المتحدة حوالى ١,٦ مليون دولار الى عائلات عراقيين جرحوا في تفجيرات العبوات الخارقة للدروع وسط بغداد.
وأشارت الصحيفة الى ان اكبر برامج خلق الاعمال هي قوات »الصحوة« التي بدأت عام .٢٠٠٧ وتشير الوثائق الى ان الولايات المتحدة دفعت حتى الآن اكثر من ٢٥٠ مليون دولار، وهي تدفع لأكثر من ١٠٠ الف عنصر ما بين ٥ الى ٢٦ دولاراً يومياً من اجل حراسة الأحياء.
وتشير الوثائق الى ان البرنامج انفق اكثر من مليار دولار في بغداد، و٤١٠ ملايين دولار في الأنبار، و٢٤١ مليون دولار في البصرة، و٢٠٣,٣ ملايين دولار في صلاح الدين، و١٨٢,٨ مليون دولار في ديالى.
الإنفاق منذ عام ٢٠٠٤:
ـ الماء وتعزيز الصحة العامة: ٥٩٦,٨ مليوناً، ضمنها ٢٤٠ مليوناً لمنشآت إعادة تكرير الماء.
ـ الكهرباء: ٣٤٠,٣ مليوناً.
ـ إجراءات الحماية (الأسيجة، الحراسة الخ...):٣٣٢,٧ مليوناً، ضمنها ٢٥٤ مليوناً من اجل »الصحوة«.
ـ النقل والطرقات: ٣١٦ مليوناً.
ـ المدارس والتعليم: ٢٧٤,٤ مليوناً.
ـ المواطنية والقانون والحكومة: ١٨٩,٩ مليوناً.
ـ التنظيف وأضرار المعارك: ١٨٤ مليوناً.
ـ الزراعة والطعام والري: ١٢١,٢ مليوناً.
ـ الفئات الأخرى: ٤٢٦ مليوناً، ضمنها ٤٨,٩ مليوناً من اجل تعويضات التعزية.
ـ الإجمالي: ٢,٨ مليار دولار.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد