البيان الإماراتية: «رواية اسمها سورية» كتاب يخوض في الممنوع سورياً
صدر في دمشق كتاب بعنوان «رواية اسمها سورية» من ثلاثة أجزاء من القطع الكبير. ينطوي الكتاب الذي أعدّه وأشرف عليه الصحافي نبيل صالح رئيس تحرير صحيفة «الجمل» الالكترونية، على مئة شخصية فكرية وسياسية وثقافية ودينية وعسكرية وفنية وصحافية.
ساهمت ـ حسب رأي المشرف ـ في صوغ وعي السوريين طوال قرن من الزمن. من هذه الشخصيات صاحب خطط الشام المؤرخ والكاتب محمد كرد علي، والشيخ طاهر الجزائري الذي كتب عنه ميشيل كيلو دراسة حملت عنوان «طاهر الجزائري.. التأسيس للمجتمع المدني».
والمعروف أن الفضل في إنشاء المكتبات في دمشق في الربع الأخير من القرن التاسع عشر كالمكتبة الظاهرية وسواها يعود للشيخ الجزائري، والشيخ عبد الرحمن الكواكبي صاحب كتابي «أم القرى» و«طبائع الاستبداد» الذي خصّه المفكر الفلسطيني المعروف يوسف سلامة بمقالة حملت عنوان «الجهاد السياسي».
إضافة إلى شخصيات كانت مؤثرة في زمانها ومكانها كمحسن الأمين وشكيب أرسلان وعبد الحميد الزهراوي وأحمد جمال باشا (السفاح) والشيخ الجليل هاشم الأتاسي... يلاحظ أن جلّ الأسماء سابقة الذكر تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر.
وكذلك ثمة شخصيات تنتمي إلى مطلع القرن الماضي وقد كان لها حضورها في الحياة السياسية والثقافية والأدبية السورية، مثل الرئيس السوري شكري القوتلي، والشاعر المعروف بدوي الجبل، والشاعر والدبلوماسي الشهير عمر أبو ريشة،
والشهيد يوسف العظمة وزير الحربية الأول في تاريخ سوريا الحديث إبان حكم الملك فيصل الذي كتب عنه الروائي فواز حداد، وكذلك الثوار صالح العلي وإبراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش الخ... مروراً بمن صبغوا حياة كثيرين من السوريين بأفكارهم التي تبلورت أحزاباً كالمفكر زكي الأرسوزي، وميشيل عفلق، وانطون سعادة، وقسطنطين زريق، ومعروف الدواليبي، وفوزي الغزي وسواهم.
كما شمل الكتاب، الأقرب إلى الموسوعة، بعض الشخصيات العسكرية والسياسية الانقلابية التي كان لها أثرها في تغيير مجرى الأحداث في الداخل السوري خلال عقدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي كأكرم الحوراني واللواء صلاح جديد والرئيس حافظ الأسد وغيرهم.
من الشخصيات الصحفية التي تناولتها «رواية اسمها سورية» الصحافي والسياسي نجيب الريس صاحب جريدة «القبس» التي كانت تصدر في دمشق ثلاثينات القرن الماضي، وكذلك احمد عسه الذي هاجر إلى الكويت وأسس صحيفة «الرأي العام» الكويتية تيمناً باسم صحيفته التي كان يصدرها في دمشق الخمسينات من القرن الماضي.
كما تناول بعض الشخصيات الفنية مثل دريد لحام ونهاد قلعي وصابر(الفنان تيسير السعدي) وصبرية وهما شخصيتان عرفت الإذاعة السورية مسلسلهما الشعبي الشهير في خمسينات القرن الماضي... ومن الشخصيات الأدبية التي كان (ومازال لبعضها) لها حضورها الثقافي أدونيس، محمد الماغوط، ممدوح عدوان، وسعد الله ونوس، والقاص سعيد حورانية والروائية غادة السمان، والروائي هاني الراهب، وحسيب كيالي، والشاعر عبد الباسط الصوفي، وسليمان العيسى، ونزار قباني...
ساهم في تحرير الكتاب حوالي الأربعين كاتباً ومفكراً سوريا وفلسطينياً مع وجود استشارة من بعض الكتّاب والصحافيين اللبنانيين، منهم على سبيل المثال لا الحصر د. عابد إسماعيل، والروائي وليد إخلاصي وخيري الذهبي ونبيل سليمان، والباحث حسين العودات، والكاتب الفلسطيني حمدان حمدان، والدكتور نضال الصالح، والدكتور محمد محفل، والصحافي حسن يوسف، والشاعر عادل محمود، والقاص نجم الدين السمان، والروائيان ياسين رفاعية، وعادل أبو شنب.
فضلاً عن أن الصحافي اللبناني الراحل جوزف سماحة قد سبق له وأبدى رأيه مقدّماً مشورته في بعض الشخصيات التي تناولها الكتاب من غير أن يورد اسمه لأسباب ارتأها أثناء وجوده على قيد الحياة.
يسجل للكتاب تطرقه إلى قضايا سياسية كانت ما تزال من المحرمات طباعتها في سوريا كالحديث عن الصراع بين اللواء الراحل صلاح جديد (الرجل القوي في سوريا بعد انقلاب 23 شباط 1966) والرئيس الراحل حافظ الأسد، فهذه هي المرة الأولى التي يتم التطرق فيها إلى مثل هكذا قضايا داخل سوريا، وهي تحمل ختم موافقة الرقابة السورية!.
يقول نبيل صالح إن إعداد الكتاب استهلك قرابة المئتي يوم تحريراً، وباستثناء المراجعة والتدقيق استهلك عاماً كاملاً. أردنا من خلال هذا العمل تخصيب الثقافة الوطنية التي ينتمي إليها من تناولهم مشروعنا هادفين من ذلك القول إن سوريا تنطوي على تنوع وتعدد فكري وثقافي وديني.
ومن الجائر القول انه يسودها تيار واحد أو تتزعمها ثقافة واحدة، ومن المفيد التنويه إن التباينات الفكرية والسياسية والثقافية لدى الشخصيات التي تناولناها هي في النهاية وطنية وهي التي ساهمت في تكوين وعينا وثقافتنا أياً كانت اتجاهاتها، وغني عن القول إن هذا التنوع هو غنى لنا«.
جاء في تصدير الكتاب: يبدو هذا العمل أقرب إلى عمل روائي أكثر منه موسوعي، «رواية اسمها سورية» وأبطالها مئة شخصية مؤثرة، أسهمت في تشكيل المجتمع السوري وثقافته». يعتبر الكتاب الأول من نوعه في سورية.
يقول نبيل صالح في المقدمة: «التاريخ ليس مجرد أوراق مركونة في زوايا المكتبات، أو مجرد أحداث وقعت ثم قيّدت في السجلات والكتب المدرسية، انه سيرة أفراد صنعوا أيامنا، واستمرت حكاياتهم بالتناسل عبر ذاكرتنا على مر الزمان. حكايات شكلت الجزء الأكبر من وعينا، ومن هويتنا، كعرب وشركس وأكراد وتركمان وأرمن وآشوريين، مسلمين ويهود ومسيحيين...
أتى إهداء الكتاب مختزلاً ومعبراً في آن: «إلى الوزير الشهيد، رمز الاستقلال والحرية: يوسف العظمة».
أبيّ حسن
المصدر: البيان الإماراتية
إقرأ أيضاً:
الوطن العمانية: «رواية اسمها سورية» تحلل الشيفرة الثقافية للسوريين
الحياة: «رواية اسمها سورية» تثير عاصفة نقدية في دمشق
المستقبل: «رواية اسمها سورية» استقراء لفلسفة تاريخ سورية الحديث
الشرق الأوسط: «رواية اسمها سورية» كتاب جريء بالمقياس السوري
الوطن السورية: «رواية اسمها سورية» انعاش للذاكرة الوطنية
الراية القطرية: «رواية اسمها سورية» استقراء لتاريخ سورية الحديث
السفير: «رواية اسمها سورية» تجمع الأبطال والأشرار وتثير شهية النقاد
الكفاح:«رواية اسمهاسورية» مدونةعاطفية وثائقية تجمع الجمالي بالسياسي
قناة المنار: «رواية اسمها سورية» تتجاوز حدود سايكس بيكو
الثورة : "رواية اسمها سورية" تقدم ذاكرة السوريين بلغة الأدب
مونتكارلو: «رواية اسمها سورية»ترسم خريطة سورية الثقافية خلال قرن
الدستور: مئة شخصية تروي التاريخ السوري في "رواية اسمها سورية "
مجلة شبابلك: «رواية اسمها سورية» كتاب كل السوريين
النور السورية: حسبك تجنب اللوم حول "رواية اسمها سورية"
سيريا نوبلز: «رواية اسمها سورية» بين التشويق والتأريخ
الأخبار: العسكر والسياسيون يتداولون بطولة «رواية اسمها سورية»
فواز حداد : رواية اسمها سوريا لم تستقبل بما يليق بها من نقد وتقييم
إضافة تعليق جديد