الجيش على أبواب مدرسة المشاة في حلب «الشيخ نجار» الصناعية آمنة والمعارضة «تستغيث»
تتقدم وحدات الجيش العربي السوري بخطا واثقة في محيط مدينة الشيخ نجار الصناعية بحلب باتجاه مدرسة المشاة (30 كيلو متراً شمال شرق) والتي تعد أهم قاعدة عسكرية لفصائل المعارضة المسلحة وخصوصاً «لواء التوحيد» الإخواني المحسوب على تركيا.
وبتحرير المدينة الصناعية المعقل الرئيس لـ«جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، يقف الجيش على عتبة تحقيق إنجاز آخر بتطهير مدرسة المشاة التي تمهد له الطريق للتقدم نحو قرى وبلدات ريف حلب الشمالي بوابة الدعم اللوجستي للمسلحين عبر تركيا. وأوضح خبير عسكري أن الجيش الذي بسط الأمان على فئات المدينة الصناعية الثلاث بأكملها والتي تبلغ مساحتها أكثر من 4400 هكتار (مساحة مدينة بيروت تقريباً) «يفترض أن يتقدم نحو مشفى الكندي ومخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين ومنطقة العويجة للسيطرة على مستديرة الليرمون التي تعتبر الحلقة الأخيرة في مسلسل إحكام الحزام الأمني حول مدينة حلب لاستنساخ سيناريو دمشق وحمص للمصالحات الوطنية وإن بحلة مختلفة».
وأفادت مصادر ميدانية أن اشتباكات ضارية تخوضها وحدات الجيش للسيطرة على قريتي كفر صغير وتل شعير التي تفصلها عن حقل الرمي ومدرسة المشاة نحو 8 كيلومترات وأن تعزيزات كبيرة في طريقها إلى فصائل المعارضة المسلحة في المنطقة من ريفي حلب الشمالي والغربي ومن أرياف إدلب، مشيرة إلى أن «وحدات الجيش أطبقت الحصار على القريتين من محورين وأن سقوطهما بيدها مسألة ساعات».
وأفادت مصادر مقربة من «الغرفة المشتركة لأهل الشام»، التي تقود عمليات فصائل المعارضة المسلحة في جبهات حلب وأعلنت النفير العام، أن «غرفة عمليات أنطاكيا» التي تشرف وتخطط للعمليات أوعزت إلى جميع التشكيلات المسلحة في شمال سورية بالتوجه إلى ريف حلب الشمالي الشرقي لمنع إحكام الطوق الأمني حول حلب وسقوطها بيد الجيش والذي سيكون مدوياً لدى الدول الداعمة والممولة للإرهاب في سورية وفي مقدمتها تركيا والسعودية وقطر، وهو ما سيعيد حساباتهم التي عصفت بها «الدولة الإسلامية» أخيراً.
وفي السياق ذاته، دمرت مقاتلات الجيش ومدفعيته أمس أرتال تعزيزات من السيارات المحملة بالأسلحة والذخيرة كانت متجهة إلى محيط سجن حلب المركزي و«الشيخ نجار» الصناعية ومدرسة المشاة وقتلت المسلحين بداخلها ومنها سيارات بيك آب مزودة برشاشات دوشا على طريق قرية فافين على تخوم السجن.
وفيما دعا الجيش أصحاب المعامل والمنشآت الصناعية للتوجه إلى «الشيخ نجار» الصناعية لتفقد مصانعهم، والتي حولت «النصرة» بعضها لسجون ومعتقلات لتعذيب المدنيين، عقد مجلس إدارة المدينة الصناعية اجتماعاً للبحث في مستلزمات عملية إقلاعها وعودتها إلى الحياة مجدداً.
كما أحبطت وحدة من الجيش والقوات المسلحة محاولة تسلل إرهابيين من الليرمون باتجاه المناطق الآمنة في حلب وأوقعتهم قتلى ومصابين، وذكر مصدر عسكري لـ«سانا» أن «وحدات من الجيش استهدفت تجمعات الإرهابيين في هنانو ومارع والليرمون وكفر حمرا والزربة وبني زيد وتل رفعت والجبيلة وشامر وفافين الإنذارات وبابيص والمسلمية وضهرة عبد ربه بحلب وريفها وأوقعتهم بين قتيل ومصاب». وأضاف المصدر: إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة دمرت سيارات للإرهابيين في كويرس والحاضر وعبطين وأرض الملاح بحلب وريفها وقضت على العديد منهم».
في الأثناء وجه ما يسمى «مجلس محافظة حلب الحرة» نداء استغاثة للتصدي لتقدم الجيش العربي السوري وقال في بيان نشره في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن «فداحة الموقف وخطورة الحالة الأمنية الراهنة لا تتيح لنا التفكير إلا بالمزيد من رص الصفوف وتوحيد كافة القوى المجاهدة واستنهاض الهمم واستبعاد النزعات الفردية والنفعية، وجعل كل الجهود تتجه إلى العمل بكل الوسائل الممكنة وبكافة أشكال الجهاد لإنقاذ مدينة حلب التي تكاد تحاصرها قوات النظام وتحاول التوغل فيها من جهة المنطقة الصناعية».
وأضاف: إن «خطورة الحالة الراهنة تدعونا أن نتوجّه بالدعوة والمناشدة لكافة الإخوة المجاهدين أولاً إلى الثبات والاعتماد على اللـه وعلى إيماننا بعدالة قضيتنا وإيماننا بحتمية انتصارنا كما وعدنا رب العالمين (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)»، كما دعا المجلس كل المؤسسات المدنية والعسكرية «ائتلاف قوى المعارضة والثورة– الحكومة المؤقتة– هيئة أركان الجيش الحر– الجيش الحر) لأن يدركوا خطورة المرحلة الراهنة وحقيقة ما يجري من حصار لحلب تمهيداً لاجتياحها».
وشدد على أن ذلك يجعلنا نطلق نداء أخيراً ونقول: «إن حلب أمانة في أعناقكم، وسقوطها بيد النظام سيكون له تداعياته الكارثية ليس على حلب وحدها بل على مصير الثورة السورية برمتها، وإن عدم مساندة حلب ومؤازرتها وتقديم الدعم اللازم الذي يمكن الثوار من الدفاع عنها هو إسهام حقيقي بخذلانها وتسهيل انقضاض النظام عليها».
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد