السيناريوهات الأمريكية المتوقعة في القرن الإفريقي
الجمل: باستيلاء حركة اتحاد المحاكم الشرعية- الأصولية الإسلامية التوجه- انفتح فصل جديد، ليس في الصومال وحسب، ولافي القرن الإفريقي، بل وفي عموم المنطقة المسماة بقوس الأزمات والتي تبدأ من آسيا الوسطى والقففاس شمالاً ثم تمر عبر إيران ومنطقة الشرق المتوسط والعراق، وشبه الجزيرة العربية وتنتهي في منطقة القرن الإفريقي والسودان ، وتشاد.
وهذا الأمر ليس غائباً عن دائرة اهتمام من يقومون بالتخطيط في البنتاغون، فقد أشارت كل الخطوط الأمريكية السابقة والراهنة إلى أن القرن الإفريقي يمثل الطرف الجنوبي الغربي لقوس الإمارات، الذي أشرنا إليه، هذا، وتتضمن منطقة هذا القوس القدر الأكبر في احتياطيات النفط العالمي، إضافة إلى أن هناك إجماعاً لدى كل الاستراتيجيين في العالم بأنها تمثل مايعرف بـ (الهارت لاند) إي قلب العالم، هذا وقد ظلت استراتيجية واشنطن في هذا القوس طوال الخمسة عشر سنة الماضية، التي أعقبت انهيار القطبية الثنائية، تركز على القضاء على الحركات الإسلامية والقومية العربية في هذه المنطقة.
كذلك استخدمت واشنطن كل الأساليب من أجل بسط هيمنتها على هذه المنطقة، وكانت في الفترة من لحظة سقوط وانهيار نظام القطبية الثنائية وحتى لحظة ماقبل الحادي عشر من أيلول، تركز على استخدام الدبلوماسية في التعامل مع الكيانات الدولية الإقليمية، التي توجد في هذه المنطقة، ولكن بعد الحادي عشر من أيلول، تغيرت الأساليب والوسائط الأمريكية، بحيث لجأت الولايات المتحدة، إلى استخدام الدبلوماسية في التعامل مع الكيانات الدولية الإقليمية، التي توجد في هذه المنطقة، ولكن بعد الحادي عشر من أيلول، تغيرت الأساليب والوسائط الأمريكية، بحيث لجأت الولايات المتحدة، إلى استخدم القوة العسكرية المباشرة، بحيث قامت باحتلال أفغانستان والعراق، وحالياً تضع عينها على إيران..
• خارطة التحالفات في القرن الإفريقي :
ظلت المخططات الأمريكية تتطابق وتنسجم تماماً مع المخططات الإسرائيلية وكان أبرز حلفاء أمريكا في منطقة القرن الإفريقي. أثيوبيا (خلال فترة حكم هيلاسلاسي)، والصومال (خلال فترة حكم محمد سيادبري)، وذلك بعد سقوط نظام هيلاسلاسي، وتحول أثيوبيا إلى الماركسية، وسقوط نظام سيادبري ودخول الصومال مرحلة الحرب الأهلية المفتوحة وانهيار الدولة، خرجت أمريكا، أو بالأحرى تم إخراجها من المنطقة، وبرغم ذلك، فقد عادت أمريكا للتواجد في القرن الإفريقي من خلال إريتريا وجيبوتي، ولكن ليس بالمستوى الخطير السابق، وذلك بسبب ضغط وهامشية هاتين الدولتين.
الانتصار العسكري الحاسم الذي حققه اتحاد المحاكم الشرعية في معركة مقديشو الثانية، سوف يؤدي إلى تغيير خارطة التحالفات الإقليمية في كل منطقة القرن الإفريقي، وذلك لأن أي نجاح يحققه الأمريكان في اجتذاب أثيوبيا إلى دائرة المخططات الأمريكية، سوف يؤدي إلى زعزعة كل المنطقة، إضافة إلى زعزعة ملفات مياه النيل، على خلفية المشروعات الأمريكية الإسرائيلية التي تهدف إلى إقامة أكثر من 20 سداً وخزاناً مائياً للسيطرة على مياه نهر النيل الأزرق، الذي تمثل مياهه نسبه 70% من مياه النيل التي تدخل إلى مصر(نفس النموذج الذي تم تطبيقه في تركيا إزاء مياه دجلة والفرات).
• السيناريوهات المتوقعة:
- سيناريو التدخل الخارجي المباشر: من الممكن أن يحدث ولكن كحل أخير، وذلك بسبب الصعوبات، التي يتمثل أبرزها في عدم قدرة أمريكا وحلفاءها على التورط في حرب جديدة، قبل الفراغ من العراق وأفغانستان التي بدأت تشتعل مجدداً، أما العقوبات الاقتصادية والسياسية فهي لن تجدي نفعاً لأن الصومال بالأساس ليس فيها دولة أو اقتصاد، بل كل مافي الأمر أن الدولة قد انهارت وأصبحت كل قبيلة تعيش في مناطقها الزراعية والرعوية.
- سيناريو تدخل دول الجوار الإقليمي، وهو أمر صعب، لأن كل دول الجوار لن تقبل بالإجماع التعاون مع الغرب في هذا التدخل، خاصة السودان واليمن، أما إذا حاولت أمريكا بناء تحالف جزئي فلن تحقق النجاح أيضاً لأن مثل هذا التحالف لا بد أن يضم جيبوتي، ارتيريا و أثيوبيا؛ ومن الصعب الجمع بين ارتيريا وأثيوبيا لأن هناك حرباً اريترية أإثيوبية حدودية لم تنته إلى سلام حتى الآن.
كذلك إذا حاولت إثيوبيا التدخل منفردة ، فإن ذلك سوف يكون من مصلحة حركة اتحاد المحاكم الشرعية، لأن كل الشعب الصومالي سوف يساندها في القتال ضد إثيوبيا، كذلك إثيوبيا نفسها سوف تكون مهددة بالانقسام وذلك لأن هناك حركات تمرد إسلامية أثيوبية ناشطة في الجزء الجنوبي من أثيوبيا والذي يقطنه 20 مليون مسلم يشكلون ثلث الشعب الأثيوبي.
• سيناريو تصعيد الحرب الأهلية : ويمكن أن يحدث عن طريق دعم تحالف ثلاثي بارونات الحرب، بالمزيد من المال والعتاد، إضافة على الاتفاق مع بعض دول الجوار لمساندتهم، وبالذات أثيوبيا وجيبوتي، وإريتريا، وهذا المخطط يمكن أن لا يحقق النتائج المطلوبة الحاسمة، ولكنه بكل تأكيد سوف يضعف بقدر كبير نفوذ وقوة أنحاء المحاكم الشرعية.
وعموماً نقول: أصبحت الأوضاع في القرن الأفريقي أكثر تعقيداً، على النحو الذي تعددت معه السيناريوهات، وتعددت معه حيرة أمريكا والغرب إزاء التعامل اللازم مع هذا الملف الـ (طالباني) الواضح بجلاء.. خاصة وأن قادة حركة اتحاد المحاكم الشرعية قد رفعوا المصاحف وأعلنوا تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية.
الجمل
إضافة تعليق جديد