الصحافة الأمريكية اليوم
رحبت الصحف الأميركية اليوم الأربعاء بإعادة سلطة المعتقلات بما فيها غوانتانامو إلى المحكمة العليا ومعاملة جميع المعتقلين وفقا لميثاق جنيف، ودعت باكستان إلى العمل جنبا إلى جنب مع الهند لمكافحة الإرهاب محذرة من تصعيد التوتر بينهما بسبب تفجيرات الهند التي وقعت أمس.
خصصت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحيتها تحت عنوان "حكم القانون: الاعتراف بسلطة المحاكم أخيرا" للترحيب باعتراف وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بسلطة المحكمة العليا على المعتقلين وإصدارها أوامر للقوات المسلحة بالالتزام بميثاق جنيف ومعاملة جميع المعتقلين بمن فيهم المشتبه بضلوعهم في الإرهاب، وفقا للميثاق.
واعتبرت الصحيفة تلك الخطوة محاولة لحفظ ماء الوجه، ولكنها استطردت قائلة إن ما يهم هو أن الكونغرس تمكن من إعادة السجون العسكرية إلى حكم القانون وإيجاد محاكم عسكرية للمشتبه في ضلوعهم بالإرهاب تتمكن من تحقيق متطلبات الدستور وميثاق جنيف.
والأمر الآخر الذي يعتبر في غاية الأهمية هو أن البيت الأبيض وافق على حكم القانون هذه المرة.
واختتمت بالقول إن الإدارة الأميركية تعهدت بمعاملة المعتقلين معاملة إنسانية ووفقا للقانون ولكن إصلاح التوازن الدستوري للسلطات وصورة أميركا التي تعرضت للتشويه على المستوى العالمي، يحتاج إلى ما هو أكثر من الكلام.
وفي هذا الإطار أيضا نقلت صحيفة واشنطن بوست عن محامين عسكريين وخبراء قولهم إن أكبر تأثير لقبول البنتاغون بقرار المحكمة العليا الذي دعا إلى الالتزام بميثاق جنيف حول معاملة المعتقلين، من المرجح أن لا يمتد إلى معتقل غوانتانامو أو المحاكم الأميركية وحسب بل إلى ميدان المعركة في العراق وأفغانستان.
وقال الخبراء إن حكم العدالة يزيل الكثير من الغموض حول طبيعة الحماية التي قد يتمتع بها المعتقلون العراقيون والأفغان والمقاتلون الأجانب، وطبيعة القوانين التي ستطبق على الجنود الأميركيين.
ومن جانبه علق القائد السابق في البحرية الأميركية غاري سوليس على هذا التغير قائلا "إنه في غاية الأهمية من وجهة نظري لأن الجنود في العراق لم يكونو متيقنين من أن ذلك يعتبر أحد المتطلبات" لتطبيق قوانين جنيف.
وأشارت الصحيفة إلى أن القرار بالالتزام بميثاق جنيف من المرجح أن يرفع من مكانة المحامين العسكريين في البنتاغون وفي الميدان.
كما أن هذا التوضيح من شأنه أن يزود القادة الكبار بالخطوط العريضة للتعليمات التي تساعدهم على تجنب الأخطاء المحرجة.
ورجح أحد المحامين العسكريين أن يكون هناك تغيير طفيف يجري على معتقل غوانتانامو الذي يقبع فيه أعضاء من تنظيم القاعدة وحلفائهم من طالبان.
تحت هذا العنوان علقت صحيفة واشنطن تايمز على سلسلة التفجيرات التي استهدفت قطارات هندية، قائلة إن تكتيكات "الجماعات الإسلامية الإرهابية" حول العالم باتت تلتقي في نقطة واحدة بعد خمس سنوات من الضغط على قادتها.
ووجهت الصحيفة أصابع الاتهام إلى منظمة كشميرية إسلامية ترتبط بالإرهاب العالمي ولكن لها طابع خاص يحاكي القاعدة حتى في التوقيت وطريقة شن الهجمات التي لا تختلف عن أتباع أسامة بن لادن.
وقالت إن الإشارات تدل على تورط جماعة عسكر طيبة التي تدعى جيش الحق -وهي جماعة إسلامية كشميرية ذات صلة بالقاعدة صنفت كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة عام 2001- في هذه التفجيرات.
ولفتت النظر إلى أن تفجيرات مومباي المأساوية تؤكد التلاقي الكامل لتلك الجماعة مع الجهاد الدولي.
واختتمت الصحيفة بالتحذير من أن تكون هذه التفجيرات سببا في تصعيد التوتر بين الهند وباكستان، معتبرة إدانة الرئيس الباكستاني للتفجيرات بأنها خطوة إيجابية، ودعت إسلام آباد إلى تقديم يد العون للهند لتحديد الإرهابيين واعتقالهم.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد