انطلاق أعمال وزراء خارجية المتوسطي بمرسيليا

04-11-2008

انطلاق أعمال وزراء خارجية المتوسطي بمرسيليا

انطلقت الاثنين في مدينة مرسيليا جنوبي فرنسا أعمال الدورة الأولى للاجتماع السنوي لوزراء خارجية الاتحاد من أجل المتوسط وسط خلافات عربية إسرائيلية حادة بشأن دور الجامعة العربية داخل هذا التجمع الذي يضم دول الاتحاد الأوروبي والبلدان المطلة على حوض المتوسط إضافة إلى الأردن وموريتانيا. 
 ويشارك في الاجتماع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وذلك رغم معارضة إسرائيل لمشاركة الجامعة العربية في هذا الاجتماع.
وصرح دبلوماسي عربي بأن إصرار الطرف الإسرائيلي على منع الجامعة العربية من المشاركة في لقاءات كبار الموظفين التابعين للاتحاد يهدد اجتماع مرسيليا الذي يستمر يومين في قصر "فارو" المشيد على الشاطئ الفرنسي للبحر الأبيض المتوسط. 
 وأضاف أن الدول العربية، بما فيها مصر التي تتولي مع فرنسا الرئاسة الدورية المشتركة للاتحاد المتوسطي، متفقة على ألا تقصر الجامعة في دور "المراقب الأخرس" في اجتماعات وزراء المتوسطي كما يريد الإسرائيليون، وعلى أن يكون بإمكانها الإدلاء برأيها في جميع المشاريع التي يناقشها ويعدها الخبراء وكبار الموظفين".

وأكد الدبلوماسي العربي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أنه لا يعقل تهميش الجامعة العربية في الوقت الذي تعول فيه جميع الأطراف على استثمارات الدول الخليجية من أجل تمويل مشاريع الاتحاد المتوسطي.
 وبشأن كيفية التعامل عمليا على ما يقال عن فيتو إسرائيلي إزاء مشاركة الجامعة العربية في الاتحاد، قالت السفيرة فاطمة الزهراء عثمان مساعد وزير الخارجية المصري إنه سيتم ذلك عبر اتخاذ موقف عربي "واحد متماسك صلب وصلد".
 وعن تفسير الدول العربية لوجود بعض الدول الأوروبية "المتفهمة" للموقف الإسرائيلي، قالت إن "الموقف العربي الواحد الذي لا يتزعزع هو أمضى سلاح لمواجهة تلك الأصوات المحدودة".
 وأضافت أن الجامعة العربية هي التي أطلقت المبادرة العربية للسلام، فمن البدهي أن تحضر ذلك الإطار الجديد القديم للشراكة الأورومتوسطية، مشيرة إلى أنه يصاغ حاليا موقف عربي قوي بشأن عملية التسوية في الشرق الأوسط يعبر عن التمسك العربي بمرجعيات السلام والمبادرة العربية للسلام.
 وكان مندوبو الدول العربية المشاركة في الاتحاد قد عقدوا بمقر الجامعة في القاهرة السبت اجتماعا لبحث "الرؤية العربية" لمسيرة الاتحاد لعرضها في اجتماع وزراء خارجية دوله في مرسيليا الشهر المقبل.
من جانبه أقر مصدر رفيع في الرئاسة الفرنسية بوجود خلاف حاد عربي إسرائيلي بشأن وضع الجامعة العربية مؤكدا أن هذه العقدة كانت السبب في إقدام الأردن على إلغاء اجتماع كان من المقرر عقده على أرضه في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بين وزراء بيئة الاتحاد المتوسطي. 
  وصرح الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسي أريك شفالييه بعد اللقاء بأن بلاده تسعى للوصول إلى "حل وسط مقبول من الطرفين العربي والإسرائيلي".
 وسيتعين على وزراء الخارجية الحسم في قضيتن خلافيتين أخريين لم تبت فيها قمة التأسيس للاتحاد التي انعقدت بباريس في 13 يوليو/ تموز الماضي. تتعلق الأولى باختيار مقر الأمانة العامة للاتحاد، إذ هناك تنافس بين مدينة برشلونة الإسبانية التي انطلق منها في 1995 ما سمي بمسار برشلونة للتعاون الأوروبي-المتوسطي ومدينة بروكسل وذلك بعد سحب تونس ترشيحها. 
 وكشف مسؤول عربي يشارك في الاجتماع عن وجود رأي ينادى باختيار العاصمة البلجيكية بروكسل التي يوجد بها مقر المفوضية الأوروبية، بينما رجحت مصادر أخرى أن يقع الاختيار على برشلونة. 
 أما القضية الثانية، فتتعلق بتوزيع المهام داخل الأمانة العامة التي سيكون نصف أعضائها من دول الاتحاد الأوروبي والنصف الآخر من بلدان الضفتين الجنوبية والشرقية للمتوسطي.
 يشار إلى أن برنامج اليوم الأول للقاء وزراء خارجية المتوسطي يتضمن جلسة تشاور بين الوفدين الفرنسي والمصري باعتبارهما يتوليان حاليا الرئاسة الدورية المشتركة  للاتحاد، يليه اجتماع موسع بشأن الحوار السياسي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ثم عشاء عمل تحضره  وفود البلدان الـ43 الأعضاء في الاتحاد. 
 

المصدر: الجزيرة
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...