انطلاق احتفالية الذكرى المئوية الـ16 لوفاة القديس مارون

09-02-2010

انطلاق احتفالية الذكرى المئوية الـ16 لوفاة القديس مارون

بدأت في حلب أمس احتفالية الذكرى المئوية السادسة عشرة لوفاة القديس مارون بمشاركة الرئيس اللبناني السابق العماد إميل لحود والعماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح في مجلس النواب اللبناني والنائب والوزير اللبناني السابق سليمان فرنجية رئيس تيار المردة والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف والمهندس علي منصورة محافظ حلب.

وقال الدكتور محمد عبد الستار السيد في كلمة خلال الاحتفالية: إن المسيحيين العرب وقفوا جنبا إلى جنب منذ فجر الإسلام في أواخر القرن السادس ضد كل من يستهدف أمتهم ووطنهم وتفاعلوا مع إخوانهم المسلمين في مجتمعاتهم وأوطانهم وكانوا في خندق واحد في مواجهة الاستعمار والمؤامرات والتحديات والأحداث التي واجهت الأمة العربية. ‏

وأضاف الوزير السيد: لو نظرنا إلى المجتمع السوري لوجدنا الإخاء والاندماج لأننا نرفض أن نقول: تعايش، لأن التعايش وكما قال  الرئيس بشار الأسد هو بين شيئين منفصلين بينما نحن أسرة واحدة مسلمين ومسيحيين وفي كل المواقف. 
 من جانبه أكد رئيس أساقفة حلب للموارنة المطران يوسف أنيس أبي عاد أن الأخوة في سورية حقيقة راهنة يعيشها جميع المواطنين وفي مناحي الحياة كافة موجها الشكر والعرفان للسيد الرئيس بشار الأسد على الاهتمام البالغ بمشروع إظهار الأماكن والمعالم الأثرية لمار مارون وارثها التاريخي وتشجيع السياحة الدينية وتمتين عرا الألفة والمحبة بين أبناء سورية ولبنان منوها بجهود سورية ومواقفها المبدئية وجهودها الرامية إلى إحلال السلام في المنطقة. ‏

بدوره قال الباحث اللبناني غسان الشامي: إن سورية مهد المسيحية وبوابة انطلاقة الحضارة الإسلامية والسرير الحضاري الأول للعالم، لافتا إلى أن سورية تضم معظم انجازات المسيحية الأولى قداسة وعمارة وأثراً، حيث اهتدى منها بولس الرسول وانطلق بخطاه وفيها عاش مار مارون ودفن كما عاش فيها سمعان العمودي ومار سركيس ويعقوب القورشي ومار يوحنا وكثيرون غيرهم. ‏

واستعرضت المهندسة علياء الحسين المنسق العام لمشروع التطوير السياحي والأثري لموقع براد مراحل تنفيذ المشروع والفترات المحددة لتنفيذه وأهدافه الرامية إلى حماية موقع قرية براد والحفاظ عليه. ‏

وأقيم في إطار افتتاح الاحتفالية معرض صور ضم 51 لوحة منها 15 أيقونة تجسد حياة القديس مارون والأماكن التي عاش فيها والأوابد التاريخية في المنطقة. ‏

وفي تصريحات للصحفيين قال الرئيس اللبناني السابق إميل لحود: إن قوة سورية ولبنان تكمن في التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين حيال مختلف القضايا مؤكداً أن الاحتفالية تعد رسالة واضحة للعيش المشترك بين الشعبين الشقيقين. ‏

من جهته قال العماد ميشيل عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح ـ رئيس التيار الوطني الحر في تصريح صحفي: إن مجيئنا إلى سورية اليوم يرتدي أهمية تاريخية لكونه يطلق مسارا جديدا لإحياء التراث المشرقي الحقيقي للمسيحيين00 وهنا كانت الخطوات الأولى للمسيحية وخصوصا كنيسة أنطاكيا التي تنتمي إليها كل الطوائف المسيحية الشرقية. ‏

وأضاف عون: إن كل البطاركة اليوم لهم مسمى واحد هو بطريركية انطاكيا وسائر المشرق والمسيحيون في الأساس كانوا جميعا في كنيسة أنطاكيا وأعتقد أن آباء الكنيسة الأوائل انطلقوا من هذه المنطقة وهم يعبرون عن وحدتها ووحدة جذورها. ورأى أن إعادة إحياء التراث بالأجواء التي يعيشها المسيحيون في الشرق تأسيس لإيقاظ الضمير المشرقي وانفتاح حقيقي بين أناس يختلفون في الثقافات ولكن لديهم الحضارة نفسها. ‏

بدوره لفت النائب والوزير السابق سليمان فرنجية في تصريح له إلى أهمية الاحتفال بالذكرى المئوية الـ 16 لـ مارون الذي عاش ودفن في سورية وقال: إننا نفخر بالعلاقة مع سورية ونتضامن معها في جميع مواقفها السياسية. ‏

وقد التقينا العديد من الأشقاء اللبنانيين المشاركين في الاحتفالية، إذ قال السيد ملحم أبو انطون: إن الاحتفالية وما فيها من تنظيم وحسن استقبال تؤكد أن سورية الشقيقة كانت على الدوام ولاتزال البلد المضياف للبنانيين، متمنياً أن تساهم هذه الاحتفالية في ترسيخ الإخاء الاجتماعي والشعبي بين البلدين الشقيقين سورية ولبنان، وهو ما عبر عنه أيضاً السيد جوزيف نبهان الذي قال: نتمنى أن تكون الاحتفالية طريقاً رسمياً وشعبياً للقاء الأحبة في سورية، واعتبر أن الاحتفالية تعني العودة الى مار مارون والسير على خطاه الحميدة. ‏

السيدة جيزيل زوين قالت: جئنا الى سورية لنقول للآخرين ونعلمهم كيف كان يعيش مار مارون وكيف أقام ومن ثم كيف نتلاحم نحن الآن ونحب كل الديانات السماوية؟ إذ إننا بأمس الحاجة للتلاحم الذي يغذيه ويرسخه تفعيل الجوانب الروحية مع الأشقاء في سورية، في حين قال السيد جورج زوين: إننا كورثة للقديس مارون نتذكر بكل فخر واعتزاز أنه لا يمكن العودة الى الجذور دون مارون، إذ إن المارونية لم تتأسس في سورية فحسب، بل انطلقت من سورية حيث عاش وتوفي ودفن القديس مارون الذي نتمنى أن نسير على خطاه. ‏

كذلك أكدت السيدة فادية عازر الشامي أن الاحتفالية هي رسالة واضحة للعودة الى الجذور والى الثقافة والتاريخ والأصالة، وقالت: لدينا تاريخ حضاري مشرق ومشرف، مشيرة الى أهمية تسليط الضوء على المدن المنسية وما تفخر به من إرث حضاري وقيم روحية وفكرية. وأضافت: نتمنى لهذه المناسبة أن تنشر روح التفاؤل من سورية الى لبنان والى سائر العالم. ‏

ويشير السيد جورج حبيب إلى أن المناسبة مهمة جداً منوهاً بما تم انجازه على هامش الاحتفالية من معرض يعد سابقة ممتازة تضيف للاحتفالية الكثير من الأفكار والرؤى والمعرفة عن الجوانب غير المعروفة عن القديس مارون، فمن خلال المعرض يمكن التعرف على القديس مارون بشكل أكبر. ‏

يشار إلى أن الاحتفالية تستمر لمدة عام كامل وتنظم خلالها معارض وندوات ومحاضرات مرتبطة بالقديس مارون وآثار قرية براد بمشاركة العديد من المثقفين والكتاب والفنانين السوريين واللبنانيين إضافة إلى أمسيات موسيقية وتراتيل دينية. ‏

حضر الاحتفالية عدد من الوزراء والنواب والشخصيات اللبنانية والمطران هيلاريون كبوجي مطران القدس في المنفى والسفير البابوي وسفيرا فرنسا ولبنان في دمشق وفعاليات دينية وشعبية من محافظة حلب. ‏

بدوره قال المطران يوسف مسعود مسعود رئيس أساقفة أبرشية اللاذقية وتوابعها للموارنة في حمص وحماة وطرطوس : إن سورية درة الشرق والانموذج الأوحد والأمثل في التفاهم والتآخي. مؤكداً أن للاحتفالية الكثير من الدلالات الاجتماعية والروحية والإنسانية الخيرة النيرة. ‏

وأضاف: نرجو من يسوع وبشفاعة العذراء ومار مارون وجميع القديسين أن يبارك هذه البلاد السمحة بشكل دائم ويبارك السيد الرئيس بشار الأسد وجميع المواطنين السوريين ومساهمتهم في نشر الخير والسلام والمحبة والتآخي في سائر دول العالم. ‏

المصدر: تشرين


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...