برعاية مارونية: قاعدة القليعات العسكرية في الإمارة الفينيقية

14-09-2007

برعاية مارونية: قاعدة القليعات العسكرية في الإمارة الفينيقية

الجمل:    نشر موقع غلوبال ريسيرش الالكتروني الكندي، وموقع كاونتربنكش الالكتروني الأمريكي تحليلاً أعده الكاتب الأمريكي الدكتور لامب مؤلف كتاب (الثمن الذي ندفعه: ربع قرن من استخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية في لبنان)، وقد حمل التحليل عنوان (لبنان والقاعدة العسكرية الجوية الأمريكية المخطط لها في القليعات).
يقول الدكتور فرانكلين لامب:
في 14 تموز 1982م (يوم الباستيل) جلس الراحل بشير الجميل مع أرييل شارون، رفائيل إيتان، وداني إيعالون، في مطعم (لوشيف) المكسي بالعلم الفرنسي، والموجود في منطقة الأشرفية ببيروت الشرقية، وكان ذلك في إحدى (وجبات العمل) التي درج الرباعي المذكور على القيام بها.
وكما هي عادتهم التي درجوا عليها حتى الآن، فقد كان الإسرائيليون يميلون إلى ممارسة الضغط من أجل اختيار رئيس لبنان القادم. وقد كان الإسرائيليون في تلك الجلسة من أجل تقديم طلب إحدى المساعدات بواسطة (الولد الذهبي) المتأنق، وزعيم حركة الكتائب: بشير الجميل، وذلك في الوقت الذي كانت فيه القوات الإسرائيلية تشدد خناقها حول بيروت الغربية.
الفرصة كانت جيدة وملائمة لنجاح الإسرائيليين في الحصول على المساعدة، وبغض النظر عن كل شيء، فقد كان بشير الجميل مرتبطاً بالكامل مع الصهاينة، وذلك لعدة اعتبارات منها: ترتيبات تبادل الأسلحة والمخدرات، الأسلحة الأمريكية التي كانت تتهادى بخفة بحيث كانت إسرائيل تطلب وأمريكا تشحن و(الولد الذهبي) يستلم، تبادل المعلومات الاستخبارية، وقتل الفلسطينيين الذي كان (الولد الذهبي) بشير الجميل لا يمانع فيه مطلقاً. هذا، وكان (غداء العمل) الرباعي، الذي ضم (الولد الذهبي) مع الثلاثي الإسرائيلي في ذلك اليوم تحت العلم الفرنسي المرفرف في (الضاحية الفرانكفونية البيروتية)، هو غداء عمل قد يترتب عليه تدمير بشير الجميل، وكان هو نفسه يعرف ويدرك ذلك.
• الإمارة الفينيقية والـ(غلواء) الماروني:
يقول الكاتب الأمريكي الدكتور فرانكلين لامب، بأنه برغم الحديث الـ(مقصود)، وبرغم وصف الذات المغرور بأنهم يمثلون (نخبة جيش الدفاع الإسرائيلي)، فقد قاموا (أي الإسرائيليون الثلاثة) بالتطرق إلى ما قام لاحقاً (الولد الذهبي) بشير الجميل بنقله إلى شقيقه الأصغر  (أمين الجميل) الذي أصبح فجأة وبشكل غير متوقع خليفة بشير الجميل في رئاسة الجمهورية، وبكل غلواء بأنه (أي بشير الجميل) سوف يكون (الأمير الفينيقي) الجديد.
ويعلق الدكتور فرانكلين قائلاً: إن الثلاثي الإسرائيلي (الذي يمثل افتراضاً نخبة جيش الدفاع الإسرائيلي) قد أخطأوا كثيراً حينها في عدم التقدير السليم للأمور والواقع اللبناني، متناسين مكانة العروبة والإسلام من جهة، ومن الجهة الأخرى غير قادرين على إصدار الحكم الصائب حول (المارونية الكاريزمية).
• اسم (القليعات) على ورقة شارون:
أفاد الكاتب الأمريكي الدكتور فرانكلين لامب قائلاً خلال غداء العمل: (أخرج ارييل شارون ورقة من جيب صدريته، بينما كان يتم استدعاء أحد عناصر الأمن الكتائبيين الذين كانوا يقومون بحراسة باب المطعم، ودفع بالورقة على الطاولة باتجاه بشير الجميل، وقد كتب على الورقة طلب إسرائيل الأخير والذي تمت الإشارة إليه بكلمة واحدة هي: القليعات).
تطلع الثلاثي جيداً، بحيث درسوا معالم وتفاصيل وجه بشير الجميل وهو يقرأ الورقة. ثم بعد ذلك استمر بشير الجميل وهو أكثر اهتماماً بالإنصات والإصغاء الجيد لأرييل شارون وهو يسهب في شرح تفاصيل (موضوع القليعات).
• مشروع قاعدة القليعات الإسرائيلي تحت غطاء آخر:
على مقربة من عكار، الواقعة على أقل من 2 كيلومتر من الموقع المفترض للقاعدة الأمريكية، وكما قالت المعلومات الواردة، فإن عملية بناء وتشييد القاعدة الجوية الأمريكية على أراضي القاعدة الجوية المهجورة، الموجودة في (القليعات) الواقعة بشمال لبنان، سوف تبدأ في وقت لاحق نهاية هذا العام. وسوف يتمثل ما هو (معلن) في أن المشروع يهدف إلى إقامة قاعدة عسكرية يتم استخدامها شراكة بين الولايات المتحدة وحلف الناتو. وسوف تستضيف قاعدة القليعات الآتي:
- رئاسات قوات الانتشار السريع التابعة لحلف الناتو.
- أسراب الهيليكوبتر المنوط بها العمل في منطقة شرق المتوسط.
- وحدات القوات الخاصة.
ولتبريري وجود القاعدة أمام الرأي العام اللبناني، وتقديم الذرائع للحكومة اللبنانية لكي تدافع عن نفسها، فسوف تقوم القاعدة بتدريب عناصر مختارة من الجيش اللبناني في مجالات محاربة الحركات السلفية، والأصوليين الإسلاميين، إضافة إلى تزويد الجيش اللبناني ببعض الاحتياجات.
وإمعاناً في التضليل والتغطية على (الطبيعة الإسرائيلية لمشروع القليعات) قام البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) ورئاسة حلف الناتو الموجودة في العاصمة البلجيكية بروكسل، بإعطاء مشروع قاعدة القليعات (القريبة جداً من الحدود السورية- اللبنانية، والتي سوف تستخدم قدراً كبيراً من أراضي شمال لبنان لصالح قوات التدخل السريع) اسماً وهمياً هو (مركز تدريب قوات الجيش والأمن اللبنانية).
يقول الكاتب الأمريكي الدكتور فرانكلين لامب بأنه برغم احتجاج الجماعات المدافعة عن البيئة في لبنان، فإن الحكومة اللبنانية الحالية والولايات المتحدة وحلف الناتو مازالوا (أكثر إصراراً) على إقامة مشروع قاعدة القليعات.
ويشير الدكتور فرانكلين إلى أن سعد الحريري سيكون هو المستفيد المالي الأول في لبنان من مشروع القاعدة وذلك لأن الكثير من الخدمات ومواد البناء وتسهيلات الأراضي الخاصة بالقاعدة سوف يقوم سعد الحريري بتقديمها إلى (الولايات المتحدة وحلف الناتو).
ويقول الدكتور فرانكلين لامب بأن الوحيدين الذين سوف يستفيدوا من هذا المشروع هم الـ40 ألف لبناني، والفلسطينيين الذين ظلوا يقيمون في مخيم نهر البارد، وتم إخراجهم بسبب القتال بين جماعة فتح الإسلام والجيش اللبناني، وحالياً تتحدث الحكومة اللبنانية وقوى 14 آذار (سمير جعجع، سعد الحريري، وجنبلاط) وتابعهم فؤاد السنيورة، وهم يستجدون المجتمع الدولي والدول العربية لتقديم المساعدة في إعادة بناء المساكن للفلسطينيين واللبنانيين الفقراء الذين شردتهم (معارك) نهر البارد.. ولكن ما يعرفه زعماء قوى 14 آذار جيداً، وما لا يعرفه العرب المتبرعون لأشقائهم المشردين، يتمثل في أن هؤلاء المشردين سوف لن يتم السماح لهم مطلقاً بالعودة إلى مخيم نهر البارد.. وأن مشروع (قلعة القليعات العسكرية الإسرائيلية بغطاء أمريكا- حلف الناتو) قد أصبح على وشك (الإقلاع).
(الطبيعة الإسرائيلية) لقلعة القليعات، بدأت تتكشف أكثر فأكثر في أمريكا، وبالذات على خلفية تحركات اليهودي الأمريكي ديفيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط حول هذا الأمر بين واشنطن وتل أبيب وبيروت، وتفاهماته المستمرة مع جعجع، جنبلاط، سعد الحريري، السنيورة حول موضوع القلعة، والمعلومة الأكثر وضوحاً حول الطبيعة الإسرائيلية لقلعة القليعات جاءت هذه المرة على لسان اليهودي الأمريكي راشائيل كوهين المسوؤل الرفيع المستوى في منظمة الإيباك (اللوبي الإسرائيلي)، وذلك عندما أجاب على السؤال القائل: (هل ستقوم إسرائيل بتقديم التدريب والاستشارات للجيش اللبناني؟). وكانت إجابة راشائيل كوهين: (نحن نحتاج لكي نحصل على هذه القاعدة بأسرع ما يمكن، باعتبارها تمثل نقطة الهجوم الأمامية المتقدمة ضد القاعدة وحزب الله وغيرهما من الإرهابيين الآخرين...).
يقول الدكتور فرانكلين لامب بأن مشروع قاعدة القليعات تتم متابعته أولاً بأول بواسطة بعض العناصر الموجودة في مكتب وزير الدفاع الأمريكي، وهيئة الأركان المشتركة، ويقوم بحث وتشجيع هذه العناصر باستمرار بواسطة اليهودي الأمريكي ايليوت ابراهام (نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي حالياً) الذي ظل يتابع باهتمام بالغ -من مكتبه في البيت الأبيض- مشروع قاعدة القليعات. كذلك تنشط عناصر الإيباك في المتابعة والدعم عن طريق الكونغرس الأمريكي ولجانه، وعلى وجه الخصوص لجنة الدفاع والأمن، ولجنة الشؤون العسكرية، ولجنة العلاقات الخارجية، ولجنة المخصصات والميزانية، ولجنة المخابرات ولجنة القوات المسلحة، وقد استطاع الإيباك أن ينجح في تمرير المعاملات وكل الترتيبات الخاصة بمشروع قاعدة القليعات، وتقول المعلومات بأن الإيباك يسعى إلى دفع الكونغرس الأمريكي إلى إصدار قانون خاص بهذه القاعدة بحيث يلزم هذا القانون الحكومة الأمريكية بالإبقاء على هذه القاعدة، وعدم إخلائها، مهما كانت الظروف، حتى لو تطلب الأمر أن تخوض الولايات المتحدة الحرب ضد أي حكومة لبنانية، أياً كانت، إذا تجرأت وطلبت من أمريكا إخلاء هذه القاعدة.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...