بوتين: تنظيم "داعش" يمثل تحديا للمجتمع الدولي وموسكو والقاهرة تدعمان وحدة الأراضي السورية وسيادتها
شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي يمثل تحديا غير مسبوق للمجتمع الدولي.
وأشار بوتين إلى أن سيطرة التنظيم على مناطق شاسعة في كل من العراق وسوريا سببه التدخل الخارجي السافر في شؤون هذه الدول والمعايير المزدوجة للغرب في التعامل مع ظاهرة الارهاب.
كلام الرئيس الروسي جاء خلال حوار أجرته صحيفة الأهرام قبيل زيارته الى مصر.
واعتبر الرئيس بوتين أن الأزمات التي تعيشها بعض دول المنطقة ستكون حاضرة في مباحثاته مع القيادة المصرية وفي مقدمتها الإرهاب الذي بات يهدد الأمن المصري أيضا، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية وسيطرته على مناطق شاسعة في كل من العراق وسوريا هو تحد غير مسبوق للمجتمع الدولي وأن تنامي ظاهرة الإرهاب سببه المعايير المزدجة للغرب في التعامل مع هذه الآفة والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة.
وفي معرض تعلقه على الأزمة السورية، أشاد الرئيس بوتين بالجهود المصرية لإيجاد حل سياسي في هذه الدولة، مشيرا إلى أن مواقف البلدين متقاربة من الوضع في سوريا، وأن موسكو والقاهرة تدعمان وحدة الأراضي السورية وسيادتها، وأنه لا بديل لتسوية هذه الأزمة إلا بالطرق السياسية والدبلوماسية.
وأضاف أن لموسكو ومصر رؤية متطابقة حيال الخطوات الأولية لإيجاد حل للأزمة السورية ومن ضمنها في المقام الأول إطلاق الحوار السوري السوري دون شروط مسبقة، وبعيدا عن أي تدخل خارجي، وعلى أساس مبادئ إعلان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012.
وأكد بوتين أن جهود روسيا ومصر بشأن الأزمة السورية منسجمة، وتهدف إلى كسر الجمود في التسوية السياسية للأزمة السورية، وكذلك المساعدة في إطلاق الحوار بين ممثلي الحكومة السورية وخصومهم السياسيين، لكي يتوصل السوريون أنفسهم ودون أي ضغط من الخارج إلى حلول وسط توافقية مقبولة للجميع.
وقال الرئيس بوتين إن التسوية الشرق أوسطية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيكون أيضا على أجندة زيارته الحالية ومباحثاته مع القيادة المصرية.
وفي ما يخص الوضع في أوكرانيا وسبل حله، قال بوتين "إن روسيا لم تكن سببا في اندلاع الأزمة وإنها (أي الأزمة) كانت نتيجة لمحاولات الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الذين اعتبروا أنفسهم بـ"منتصرين" في الحرب الباردة لفرض إرادتهم على كل بقاع العالم. واتضح أن الوعود التي قدمها حلف شمال الأطلسي للقيادة السوفيتية في حينها بشأن عدم امتداده إلى الشرق هي كلام فارغ. وقد تابع الناتو زحفه باتجاه الحدود الروسية متجاهلا مصالح روسيا".
وأضاف موضحا السبب الثاني أنه "كانت هناك في إطار برنامج "الشراكة الشرقية" للاتحاد الأوروبي محاولات لفك الارتباط بين روسيا وبعض الجمهوريات السوفيتية السابقة ووضعها أمام الخيار المصطنع إما أن تكون"مع روسيا" أو "مع أوروبا". وبلغت هذه التوجهات السلبية ذروتها عند اندلاع الأزمة الأوكرانية. وحذرنا الولايات المتحدة وشركاءها الغربيين مرارًا من العواقب الوخيمة للتدخل في شؤون أوكرانيا الداخلية لكنهم لم يستمعوا إلى رأينا".
وتابع: "في فبراير السنة الماضية دعمت الولايات المتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي الانقلاب على السلطة في كييف. وقد وضع المتشددون القوميون الذين استولوا بقوة على السلطة وضعوا البلاد على حافة التفكك وشنّوا حرب الاقتتال الأخوي. وللأسف نشاهد اليوم أن "حزب أنصار الحرب" في كييف المدعوم بنشاط من الخارج يواصل محاولاته لدفع الشعب الأوكراني إلى هاوية الكارثة على النطاق الوطني. وتصاعدت الأوضاع في منطقة حوض دونيتسك (دونباس) بصورة حادة حيث استأنفت القوات الأوكرانية قصف مدينتي دونيتسك ولوغانسك وغيرها من مدن وقرى بهذه المنطقة وتواصل تعزيز قدراتها العسكرية هناك. وأعلنت السلطات الأوكرانية جولة جديدة من التعبئة العامة وسط نداءات للأخذ بالثأر على خلفية "الهزائم الحربية" التي حصلت في الصيف الماضي ولإعطاء دونباس طابعا أوكرانيا بشكل إجباري".
كما أشار الى أن أوكرانيا "تبني اقتصادها بناء عسكريا بوتائر عاجلة وهذا ما تؤكده الإحصاءات حيث ارتفع حجم الميزانية العسكرية لأوكرانيا في سنة 2014 بنحو 41%. وتدل المؤشرات الأولية على زيادة حجمها بثلاثة أضعاف السنة الجارية ليتجاوز 3 مليارات دولار، ما يشكل حوالي 5% من الناتج الوطني الإجمالي، فيما كان الاقتصاد الأوكراني في حالة يُرثى له ولم يعتمد حتى الآن في الغالب على الأموال الأجنبية بما فيها الروسية".
وأكد فلاديمير بوتين أن "روسيا تدعم بثبات التسوية الشاملة والسلمية فقط للازمة الأوكرانية على أساس اتفاقية مينسك التي تم التوصل إليها بدرجة كبيرة بفضل المبادرة التي طرحتها روسيا إضافة إلى جهودها البناء".
ولفت الرئيس الروسي إلى من "أهم شروط إعادة الاستقرار للأوضاع هو الوقف الفوري لإطلاق النار ووضع حد لما يُسمى بـ"عملية محاربة الإرهاب" في جنوب شرق أوكرانيا وهي في الحقيقة عملية تنكيلية. ومحاولات كييف ممارسة ضغوط اقتصادية على دونباس ومحاصرة نشاطها الحيوي تزيد تعقيدا للأوضاع. انه طريق مسدود الذي قد يؤدي إلى كارثة هائلة".
ونوه بـ"ضرورة وضع حد لسطوة الراديكالية والتشدد القومي كي يلتف المجتمع الأوكراني حول القيم الإيجابية والمصلحة الحقيقية لوطنهم. ولتحقيق ذلك لا بد للسلطة في كييف من الإنصات لصوت شعبها وذلك من أجل التوصل إلى التوافق مع جميع القوى السياسية والأقاليم للبلاد وبلورة صيغة نظام دستوري لدولة تضمن لجميع مواطنيها الحياة في رخاء وآمان واحترام لكامل حقوق الإنسان".
واختتم الرئيس الروسي حول الأزمة الأوكرانية مشددا على "بذل كافة الجهود لكي يجلس طرفا النزاع وراء طاولة المفاوضات. وفي هذا الصدد تدعم روسيا إقامة اتصالات مباشرة ومستمرة بين كييف من جهة ودونيتسك ولوغانسك من جهة أخرى، والمضي في العمل ضمن مجموعة الاتصال. ومن جانبنا نحرص على التشجيع الفعال في هذا المجال".
المصدر: RT + وكالات
إضافة تعليق جديد