تطور الأحداث في غزة
استفاق قطاع غزة كما أمسى على وقع القصف الوحشي الإسرائيلي الحاقد ضد البشر والحجر والمؤسسات حاصدا المزيد من الضحايا والدمار وسقط في اليوم الخامس للعدوان والجرائم الوحشية الممنهجة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي 19 شهيدا بينهم أطفال ونساء وإصابة العشرات بينهم صحفيون في سلسلة غارات جوية وقصف على القطاع نفذتها طائرات ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي وزوارقه الحربية.
وقد قصف طيران الاحتلال صباحا مركز شرطة الدرج في مدينة غزة ما أدى إلى تدميره بالكامل اضافة إلى استهداف برج الشروق الذي تتواجد فيه مكاتب الوسائل الاعلامية بعد ساعات على استشهاد طفلين شقيقين هما جمانة وتامر أبو سعيفان بينما استشهد طفل آخر يدعى إياد ابو خوصة وجرح اثنان آخران في قصف منزل شرقي البريج وسط القطاع.
كما استهدف قصف إسرائيلي منزلا في حي التفاح بالقطاع ما أدى إلى إصابة أربعة فلسطينيين تم انتشالهم من بين ركام المنزل المدمر.
وذكرت مصادر طبية في غزة فجر اليوم كما نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الطفلين الشقيقين أبو سعيفان استشهدا جراء غارة على منزلهما في جباليا شمال قطاع غزة.
وقالت اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في غزة إن ستة عشر فلسطينيا أصيبوا بجروح جراء غارتين على منزل لعائلة أبو فول في جباليا شمال القطاع.
كما أصيب صباح اليوم أربعة فلسطينيين في حي الرمال وسط مدينة غزة في غارات اسرائيلية على المدينة استهدفت فيها الطائرات الحربية الإسرائيلية منطقة مجمع السرايا بثلاثة صواريخ حيث تم نقل الجرحى إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة لتلقي العلاج.
وبعد ساعات أعلنت مصادر طبية فلسطينية أن مجمع الشفاء الطبي استقبل جثمان الشهيد أحمد عصام النحال إضافة إلى الطفلة تسنيم النحال وعمرها تسع سنوات إضافة إلى ثماني إصابات أخرى نتيجة قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لمخيم الشاطئ الشمالي غرب مدينة غزة فيما وصلت إصابتان نتيجة قصف على حي الشجاعية بالمدينة.
واستشهدت الفلسطينية سعدية الذيب في غارة على حي الشجاعية شرق مدينة غزة وانتشلت الطواقم الطبية جثمان الفلسطينية أم رافي عبد العال من تحت أنقاض منزلها الذي تعرض للانهيار لحظة قصف مركز الشرطة في حي التفاح شمال مدينة غزة، فيما استشهد 9 بينهم ثمانية من أسرة واحدة في غارة إسرائيلية على منزل عائلة الدلو شمال القطاع، وقال مصدر طبي إنه تم العثور على جثة رضيع فلسطيني تحت أنقاض المنزل.
وفي رفح جنوب القطاع قصفت طائرة إسرائيلية بالصواريخ منزلا يعود لعائلة أبو نقيرة ما أدى إلى استشهاد المواطن محمد أبو نقيرة.
كما أصيب عدد من الفلسطينيين شرق بلدة بيت لاهيا بعد أن استهدفتهم طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ .
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات أدت إلى تدمير عدد من المنازل بشكل كامل في رفح جنوب القطاع إضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة في عدد من المنازل المجاورة.
وأوضحت مصادر طبية أنه تم كذلك انتشال زوج الشهيدة عبد العال وأربعة من أبنائها وهم بحالات إصابة بجروح مختلفة.
وفي وقت لاحق قصفت طائرات الاحتلال بشكل عنيف منطقة الأنفاق في رفح على الحدود مع مصر و قال شهود عيان إن الطائرات شنت أكثر من سبع غارات على منطقة الأنفاق ما نتج عنه انفجارات عنيفة هزت المنطقة.
وفي استهداف آثم للطواقم الإعلامية في غزة قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجرا برجا في غزة يضم قنوات فضائية ووسائل إعلام محلية وأجنبية وأصابت عددا من الصحفيين.
وأكدت مصادر صحفية أن القصف استهدف الطابق الحادي عشر الذي يتبع لفضائية القدس حيث أصيب الصحفيون خضر الزهار الذي بترت ساقه وحسين المدهون وإبراهيم لبد ومحمد الأخرس وحازم الداعور ودرويش بلبل وتم إخلاء البرج بالكامل وتوقف الصحفيون عن العمل كما قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مقر قناة الاقصى الأرضية التابعة لفضائية الاقصى ما أدى إلى جرح ثلاثة فلسطينيين على الأقل بينهم صحفيان.
إلى ذلك أكد مراسل قناة روسيا اليوم في قطاع غزة أن مكتب القناة تعرض لأضرار نتيجة لقصف البرج مؤكدا أن اليوم هو الاسوأ منذ بدء العدوان الإسرائيلي ضد القطاع.
ويأتي هذا الاستهداف للإعلام الفلسطيني في محاولة للتعتيم على حقيقة ووحشية الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه العنصرية واللاإنسانية وانتهاكاته.
وقال عماد الإفرنجي مدير مكتب فضائية القدس في قطاع غزة أثناء نقله عددا من المصابين إلى مستشفى الشفاء بغزة كما نقلت وكالة الصحافة الفلسطينية "إنها جريمة جديدة ضد الإعلاميين" مؤكدا أن الإعلاميين "سيكملون مسيرتهم الإعلامية والمهنية".
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت قبل منتصف الليل الفائت سلسلة غارات أدت إلى تدمير عدد من المنازل بشكل كامل في رفح جنوب القطاع إضافة إلى الحاق أضرار جسيمة في عدد اخر من المنازل المجاورة.
بدورها ردت المقاومة الفلسطينية على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته بقصف جديد لعسقلان ومستوطنة اشكول معلنة في الوقت ذاته اطلاق صاروخ مطور لأول مرة نحو شمال هرتسيليا التي تبعد 80 كيلومترا عن غزة.
وقصفت المقاومة الفلسطينية مستوطنة أسدود بخمسة صواريخ غراد ومستوطنة كفار عزاب بخمسة صواريخ 107 واستهدفت كذلك بارجة حربية إسرائيلية قبالة سواحل غزة بخمسة صواريخ.
-كما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان منظومة القبة الحديدية اعترضت صباح الاحد 18 نوفمبر/ تشرين الثاني صاروخا اطلق من قطاع غزة باتجاه تل ابيب. وسمعت صفارات الانذار في انحاء المدينة عقب الاطلاق .
وقال الجيش الاسرائيلي ان صاروخين أطلقا من قطاع غزة نحو وسط اسرائيل مشيرا الى ان احد الصواريخ سقط في مدينة حولون جنوب تل ابيب.
واشار متحدث باسم الجيش الاسرائيلي الى ان الصاروخ الذي انفجر في حولون الحق الضرر بالعديد من السيارات دون وقوع اصابات. واضاف المتحدث ان منظومة "القبة الحديدية" المنصوبة في تل ابيب استطاعت اعتراض احد الصاروخين.
من جانبها اعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة "حماس" مسؤوليتها عن اطلاق الصواريخ على تل ابيب.
وقالت ان صاروخين بصاروخ من طراز "فجر 5" واخر محلي الصنع من طراز "ام 75" اطلق على تل ابيب، مبينة ان هذا القصف جاء ردا على استهداف المدنيين والمكاتب الصحفية وتدمير البيوت.
من جهة أخرى أعلن موشيه يعلون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن العملية العسكرية في قطاع غزة ستستمر حتى "تطلب حماس العفو" وتقبل كافة شروط الهدنة التي تطالب بها إسرائيل.
وطرح يعلون في تصريح للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي يوم الأحد 18 نوفمبر/تشرين الثاني عدة شروط لتحقيق التهدئة ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وطالب يعلون بوقف تام لعمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة نحو المدن والبلدات الاسرائيلية وعدم استهداف وحدات الجيش الاسرائيلي التي تنتشر على الحدود والتوقف التام عن العمليات العسكرية وبعث المجموعات لتنفيذ العمليات ضد إسرائيل.
ونفى يعلون وجود مبعوث خاص للحكومة الإسرائيلية في مصر، مؤكدا في ذات الوقت وجود اتصالات مع مصر من خلال السفارة الاسرائيلية في القاهرة.
وقال يعلون إن الجيش الإسرائيلي لن ينتظر نتائج الاتصالات مع ممثلي حماس بوساطة مصر وسيواصل قصف "البنى التحتية للإرهاب" في غزة، حسب تعبيره.
- هذا وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد أعلن عن استعداد بلاده لتوسيع نطاق العملية العسكرية في قطاع غزة.
وقال نتانياهو في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي اليوم 18 نوفمبر/ تشرين الثاني: "ندفع ثمنا باهظا جدا بسبب أعمال حماس. الجيش الإسرائيلي مستعد لتوسيع نطاق العملية بشكل كبير".
وأضاف: "ندمر السلاح الموجه إلى المواطنين الإسرائيليين، ونشن غارات على المصانع المنتجة للسلاح ومواقع إطلاق الصواريخ".
وأعرب نتانياهو عن شكره للرئيس الأمريكي باراك أوباما "على تأييده حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ودعمه هو والولايات المتحدة لتطوير منظومة "القبة الحديدية" للدفاع المضاد للصواريخ"، معيدا إلى الأذهان أنه "تحدث مرة أخرى مع أوباما في عطلة هذا الأسبوع". وأضاف: "سأواصل اليوم إجراء محادثات مع قادة الدول. أثمن تفهمهم لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس. وأشدد في المحادثات معهم على أن دولة إسرائيل تبذل قصارى جهدها لتفادي سقوط ضحايا بين المدنيين، بينما تقوم حماس بكل ما بوسعها لإصابة أهداف مدنية على الأراضي الإسرائيلية. نحن حكومة مسؤولة تأتي مهمة ضمان أمن مواطنيها على رأس التزاماتها".
وأعرب نتانياهو عن شكره لجنود الاحتياط الذين استدعاهم الجيش، وأشار إلى أن "تعبئة جنود الاحتياط جرت في المواعيد المقررة، وهم في انتظار الأوامر".
وشدد نتانياهو على ضرورة التزام السكان بتعليمات هيئة الإمداد والتموين تحسبا لوقوع أعمال عسكرية وكوارث طبيعية.
- كما أعلنت فرنسا أنها مستعدة للقيام بدور الوسيط بين إسرائيل وفلسطين من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار بينهما. صرح بذلك يوم الأحد 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، مصدر بوزارة الخارجية الفرنسية تعليقا على زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى القدس وتل أبيب ورام الله التي لم يخطط لها مسبقا.
وقال المصدر: "أثناء هذه الزيارة التي جرى التنسيق بشأنها مع شركائنا الإقليميين والدوليين الرئيسيين ستعقد مباحثات مع الرئيس شمعون بيريز، ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ووزيري الدفاع والخارجية إيهود باراك وأفيغدور ليبيرمان، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس. وسيدعو فابيوس كافة أطراف النزاع إلى وقف تصعيد العنف، ويعرض عليهم مساعدة فرنسا في التوصل إلى اتفاق حول الوقف الفوري لإطلاق النار".
وكان الرئيس المصري محمد مرسي قد صرح في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان السبت 17 نوفمبر/ تشرين الثاني، بأن هناك مؤشرات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قريبا، ولكنه أشار إلى عدم امتلاكه أية ضمانات.
- إلى ذلك أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي يوم الأحد 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، أن بلاده تندد بحالة اللامبالاة التي يبديها المجتمع الدولي حيال "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، وفق ما نقلته قناة "Press TV" الإيرانية الرسمية الناطقة بالإنجليزية.
وقال صالحي في كلمة ألقاها في مؤتمر "الحوار الوطني لحل الأزمة السورية" في طهران: "الوضع الراهن للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي جاء نتيجة لعدم اتخاذ المجتمع الدولي، لاسيما المنظمات الحقوقية، موقفا حازما"، متهما إسرائيل بالقيام بجرائم حرب بحق الفلسطينيين.
وأشار صالحي إلى أن حالة لامبالاة المجتمع الدولي أدت إلى تصاعد النزاع، إلا أنه بإمكان مؤسسات مثل منظمة التعاون الإسلامي منع استمرار العدوان الإسرائيلي. ودعا صالحي جامعة الدول العربية وزعماء الدول الإسلامية إلى مساعدة سكان غزة الأبرياء.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد